بمقدور منتخب كروي أن يوحد قلوب أمة بأكملها حول فكرة الوطن.. شعرنا بذلك مساء أمس الأول رغم مرارة أوضاع الداخل اليمني، ورغم أن منتخبنا ما يزال عند سيرته الأولى مع الاكتفاء بنقطة يتيمة في كل مشاركة من مشاركاته الخليجية الثلاث الأولى قبل أن يفقد حتى النقطة على مدار المشاركات الأخيرة.. وحينها رددنا لقد رضينا بالنقطة لكن النقطة رفضتنا. وما قدمه المنتخب في امتحانه الأول في خليجي الرياض 22 يدعو للأمل بأن يكون حصيلة تطور طبيعي بعد أن أثمرت مباريات بحثه عن الجاهزية عن فوز على ماليزيا وتعادل مع كل من إندونيسيا والعراق والكويت قبل أن يخسر من سلطة عمان. أهمية العرض والنتيجة أمام البحرين ليس في أنها مثلت عودة إلى النقطة التي فقدناها في المشاركات الأخيرة وإنما في أن المنتخب عاد إلى وعي وقلوب الجماهير التي ملّت من الأسطوانة المشروخة التي تغنت بالاحتكاك حتى تشققت جلود مشجعيه. جديد المنتخب الوطني في مشاركته السابعة مع كأس الخليج هو أن النقطة مع البحرين جاءت هذه المرة حصيلة أداء كروي مقنع كان فيه نجوم اليمن أصحاب الكعب الأعلى في معظم فترات المباراة.. وجديد المنتخب تحت قيادة مدربه التشيكي ميرو سلاف سكوب أنه كشف عن رغبته في رمي منديل أم كلثوم الذي طالما استعرناه لتجفيف دموع الحسرة على كون اليمن الذي شهد ميلاد أول نادٍ في الجزيرة العربية "التلال" صار منتخبه الوطني مجرد تكملة عدد في المنافسات الخارجية وفي مقدمتها دورة الخليج.. البطولة الأكثر إثارة للمتابعة والحماس والجدل في المنطقة. وحسناً فعل رئيس الحكومة الجديدة خالد بحاح وهو يرتدي قميص المنتخب ويمسك الكرة في لقطة مساندة ذكية للمنتخب وللوزير رأفت الأكحلي الذي كان أول الوزراء المغادرين بعد تشكيل الحكومة.. لكن الأجمل أن يعقب ذلك التفاتة تدعم الرياضة.. أندية ولاعبين، ولا يتحول معها صندوق رعاية النشء والشباب إلى مليارات للعاملين عليه. ويا شباب اليمن في الملتقى الخليجي المثير: مهمتكم كبيرة وصعبة أمام المنتخبين القطري والسعودي لكنها ليست مستحيلة.. فقط لا تنسوا وأنتم وسط جمهور يمني في الرياض هو اللاعب الإضافي المبهج أن هناك فرقاً بين احترام المنافس وظروف إعداده المتفوقة وبين تحويل هذه الفوارق إلى قيد يكبل الطموح والإبداع.