عقد مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول، مشاورات بشأن الوضع في اليمن، حيث استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من طرف كلٍّ من رئيسة لجنة العقوبات الخاصة باليمن، بالإضافة إلى ملخصات قدمها المبعوث الدولي الخاص جمال بنعمر. كما تركزت المشاورات حول مدى التزام الأطراف السياسية اليمنية بتطبيق اتفاق السلم والشراكة اليمنية، الذي تم التوصل إليه برعاية دولية، بتاريخ 21 سبتمبر المنصرم، يوم سقوط الفرقة الأولى مدرع بيد أنصار الله (الحوثيين). وناقش المجلس كذلك تداعيات القرار السعودي بوقف المساعدات الاقتصادية لصنعاء بعد سيطرة الحوثيين على مرافق الدولة. وأوضح مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشئون اليمن، في تصريحات للصحفيين عقب الجلسة، أنه قدم إحاطة لمجلس الأمن تناولت تقييماً شاملاً لما وصلت إليه العملية الانتقالية الجارية حالياً في اليمن، وكذا مدى التقدم المحرز على صعيد تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية. وقال: "أطلعتُ مجلس الأمن على تطورات الوضع في اليمن، وسلطتُ الضوء على بعض الجوانب التي تحقق فيها بعض التقدم، منها تشكيل الحكومة الجديدة وإنشاء عدد من اللجان المعنية بمعالجة الوضع الاقتصادي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وأضاف: "كما ركزتُ على التحديات الهائلة التي يواجهها اليمن، على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني، والتباطؤ في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية والاختراقات التي تحدث". وأشار المبعوث الأممي إلى أن أعضاء مجلس الأمن أجروا نقاشاً موسعاً حول ما جاء في الإحاطة بشأن الخطوات المنجزة على صعيد العملية الانتقالية، فضلاً عن التحديات التي تواجه اليمن، وفي مقدمتها التحديات الأمنية، سيما النشاطات الإرهابية لتنظيم القاعدة، إلى جانب التطورات الأخيرة في عدد من المناطق اليمنية. واستطرد قائلاً: "وقد أكد مجلس الأمن بأن تنفيذ اتفاق السلم والشراكة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً في العملية الانتقالية ولا بديل عنه".. وأردف: "كما أكد أن الأممالمتحدة تتعهد بالاستمرار في العمل بشكل وثيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الوزراء خالد بحاح، ومع كل الأطراف اليمنية لمساعدة اليمنيين على اتخاذ الخطوات الضرورية لدفع عجلة العملية الانتقالية". وبشأن التواصل الذي يجريه مع أنصار الله، قال المبعوث الأممي: "نحن على تواصل مع جميع الأطراف السياسية المشاركة في العملية السياسية اليمنية، من بينهم أنصار الله والذين شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك هم طرف موقِّع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، ونحن على تواصل وثيق معهم ومع جميع الأطراف اليمنية الأخرى".