تتواصل الاشتباكات العنيفة أمس قرب ميناء السدرة في منطقة الهلال النفطي بين قوات "فجر ليبيا" وقوات ما يسمى بحرس المنشآت النفطية. وشنت قوات "فجر ليبيا" التابعة لحكومة عمر الحاسي في طرابلس في اليومين الماضيين هجوما كبيرا لا يزال متواصلا بهدف السيطرة على ميناءي السدرة ورأس لانوف، وخاضت معارك مع قوات حرس المنشآت النفطية المنطوية تحت لواء حكومة عبدالله الثني. واستخدم الجانبان الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأغارت طائرات تابعة لحكومة عبدالله الثني على قاعدة القرضابية الواقعة تحت سيطرة قوات "فجر ليبيا" في مدينة سرت، فيما أغارت طائرة تابعة لقوات "فجر ليبيا" على مطار "رأس لانوف". وهدد قائد القوات الجوية التابعة لحكومة عبدالله الثني صقر الجروشي بقصف مصنع الحديد والصلب ومطار وميناء مدينة مصراتة التي تتشكل قوات "فجر ليبيا" في معظمها من أبنائها، إذا لم يتم إلقاء السلاح. وأعلنت قوات "فجر ليبيا" أنها في طريقها للسيطرة على موانئ الهلال النفطي، ومساندة مجلسي شورى ثوار مدينتي بنغازي ودرنة ضد قوات اللواء خليفة حفتر التي تمكنت من السيطرة على معظم أحياء مدينة بنغازي وتتقدم قوات أخرى تتبعها إلى مدينة درنة الواقعة بين مدينتي البيضاء وطبرق شرق البلاد. ودفعت هذه التطورات المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس إلى إعلان القوة القاهرة في ميناءي السدرة ورأس لانوف ما يعني وقف تصدير نحو 350 ألف برميل من النفط الخام يوميا، وتقليص عدد العاملين هناك إلى أقصى حد. من جانبه قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الحرب الأهلية في ليبيا تهدد أيضا دول الاتحاد الأوروبي. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية فقد رأى شتاينماير على هامش لقاء مع وزراء دول الاتحاد الأوروبي أمس في بروكسل أنه "إذا سقطت ليبيا فمن الممكن أن تكون لذلك عواقب مأسوية بالنسبة لجنوب أوروبا على الأقل". وأوضح شتاينماير أن عدد المليشيات المسلحة في ليبيا يقدر حاليا بنحو 250 مليشيا وقال: "لم تعد هناك بنية.. يمكن اعتبارها أساسا لمحادثات سلام". وكان مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا، بيرناردينو ليون، قد حذر مؤخرا من أن النزاع في ليبيا ينطوي على مخاطر أمنية لأوروبا.