سيطر، أمس، مسلحون من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة بمحافظة مأرب على كتيبة من مكافحة الإرهاب بكامل آلياتها العسكرية كانت في طريقها من شبوة إلى صنعاء. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية وقبلية إن مسلحين من الإصلاح والقاعدة المعسكرين في منطقتي السحيل ونخلا –قرب مدينة مأرب- منذ سقوط الفرقة الأولى مدرع في صنعاء بيد أنصار الله (الحوثيين) نهاية سبتمبر الماضي، اعترضوا أمس كتيبة من مكافحة الإرهاب تابعة لقوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) رافضين السماح لها بمواصلة السير إلى صنعاء. وتضم الكتيبة قرابة 300 جندي، و13 دبابة، و10 ناقلات جند، و16 طقماً، كانت قادمة من أبين-شبوة إلى صنعاء. وبحسب المصادر فإن مسلحي الإصلاح والقاعدة سارعوا في فرض حصار على الكتيبة بمختلف الآليات العسكرية فور وصولها مطارح السحيل، وخاطبوا قائد الكتيبة بأن أمامهم خيارين لا ثالث لهما: الاستسلام، أو الحرب، بدعوى أن الجيش "متحوث" وأن هذه القوات في حال وصلت صنعاء ستكون بيد الحوثيين. وأضافت المصادر أن تواصلاً تم بين قائد الكتيبة وقيادة المنطقة العسكرية الثالثة المتمركزة في مدينة مأرب، وأن قائد المنطقة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي وجه الكتيبة بالتوجه إلى مقر القيادة، إلاّ أن المسلحين رفضوا السماح بذلك أيضاً لتندلع مواجهات عنيفة استمرت قرابة الساعة أسفرت عن استشهاد 5 جنود على الأقل وإصابة 15 آخرين بينهم قائد الكتيبة، فضلاً عن إحراق 3 دبابات وعدد من الأطقم، فيما قتل 2 وأصيب 8 من مسلحي الإصلاح والقاعدة. وذكرت المصادر أن قيادة المنطقة العسكرية الثالثة والمتمركزة وسط مدينة مأرب قصفت المسلحين بالكاتيوشا ولكن سرعان ما توقف القصف لتجد الكتيبة نفسها في وضع صعب خصوصاً وأنها في حالة نقل وكون المنطقة المحيطة بالمعركة تعد معاقل ومعسكرات تدريبية مصغرة لمسلحي الإصلاح والقاعدة. وقالت مواقع إلكترونية تابعة لحزب الإصلاح إن "وساطة تدخلت لوقف الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الجيش ورجال القبائل بعد اعتراض مسلحي القبائل المرابطين في مطارح نخلا والسحيل طريق كتيبة عسكرية قادمة من شبوة تتبع قوات الحرس الجمهوري السابق". وأضافت: إن القبائل حاصرت الكتيبة وأن القوات العسكرية سلمت نفسها وقوامها 13 دبابة و10 ناقلات جند و16 طقماً تم إدخالها إلى مطارح نخلا بعد الاستيلاء عليها. وأضاف موقع "مأرب برس" المقرب من حزب الإصلاح أن كتيبة عسكرية تابعة لقوات الاحتياط كانت متجهة إلى العاصمة صنعاء فعلم رجال القبائل واحتشدوا. وتوقع مراقبون أن يكون استيلاء مسلحي الإصلاح والقاعدة على الكتيبة بمثابة الشرارة الأولى لاندلاع ما بات يعرف بحرب النفوذ الأخيرة في المحافظات الشمالية وأن تشكل هذه الحادثة مبرراً كافياً لتفجير الأوضاع في مأرب بين أنصار الله (الحوثيين) من جهة، والقاعدة والإصلاح من جهة. ويعسكر الحوثيون في مناطق لا تبعد كثيراً عن السحيل ونخلا، وتحديداً في منطقة الجفرة قرب مفرق الجوف، وكذلك في محجز مديرية صرواح.