منذ توليه السلطة، قبل ثلاث سنوات، ونحن نجد أن كلَّ خطاب للرئيس هادي لا يخلو من قوله "لقد جنَّبنا اليمن مزيداً من الحروب والدماء، ومنعنا الحرب الأهلية وصوملة اليمن".. إلخ! ترى هل يدرك هادي بأن عهده القصير نسبياً هو أكثر عهود اليمن دموية وإرهاباً وحروباً داخلية!؟ وحتى لا نبدو متجنين أو مغالين نؤكد أنه وبسبب سوء إدارة هادي للسلطة تارة، وبسبب ضعف سلطته تارة أخرى، وعلى خلفية فساد حاشيته وانحيازاته الصراعية تارات كثيرة، عاشت اليمن وعاش اليمنيون- خلال المرحلة الانتقالية الأولى والثانية للرئيس هادي- أسوأ مراحلهم من الحروب والدماء والصراعات وجرائم الإرهاب والاغتيالات السياسية، والتي ذهب ضحيتها الآلاف من اليمنيين، قتلى ومصابين، ومعظمها قبل دخول أنصار الله صنعاء وقبل وجود لجانهم الشعبية، حتى لا يقول بعض المتخرِّصين بأنها سبب الإرهاب، كما يزعمون وهم يغطون الإرهاب وجرائمه بهذه المزاعم الكاذبة. وفي ما يلي بعض المجازر الوحشية وبعض الحروب وبعض الاغتيالات التي أسعفتنا الذاكرة لتذكرها في هذه العجالة. أولاً.. المجازر الوحشية والإرهابية: 1- مجزرة ميدان السبعين التي ارتكبها انتحاري عشية الاحتفال بالعيد الوطني، وذهب ضحيتها أكثر من 120شهيداً، وضعفاهم من الجرحى والمعاقين، وقد كان لإصرار هادي على إقامة الاحتفال بالسبعين بدلاً مما كان متفق عليه في ساحة الأمن المركزي، الدور الأول في حدوث الجريمة. 2- مجزرة وزارة الدفاع ومستشفى العرضي، والتي ارتكبها عدد من الإرهابيين السعوديين ضد المرضى والأطباء والعسكر، وذهب ضحيتها أكثر من 50 شهيداً، وضعفاهم من الجرحى والمصابين. 3- مجزرة كلية الشرطة (الأولى)، والتي ذهب ضحيتها العشرات من طلاب الكلية شهداء ومصابين. 4- مجزرة الجنود في أبين، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 62 جندياً أسيراً تم قتلهم ذبحاً على أيدي القاعدة بعد أسرهم من أحد معسكرات الكود. 5- مجزرة المعتصمين أمام مبنى الأمن القومي بصنعاء، وذهب ضحيتها أكثر من 17 شهيداً وعشرات الجرحى والمختفين، وهي جريمة ارتكبتها السلطة مع سبق الإصرار والترصد. 6- مجزرة الجنود في حوطة حضرموت، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 22 جندياً تم ذبحهم في سوق الحوطة وأمام عدسات التصوير. 7- مجزرة متظاهري ثورة 21 سبتمبر أمام رئاسة الوزراء، التي ذهب ضحيتها أكثر من 30 شهيداً وأضعافهم من الجرحى، ارتكبتها الكتيبة الرابعة التابعة للفرقة الأولى مدرع، بتوجيهات عليا من السلطة. ومجزرة الخشعة 20 جندياً بعد صلاة الجمعة. 8- مجزرة ميدان التحرير، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 50 شهيداً وضعفهم من الجرحى. 9- مجزرة المنطقة العسكرية الأولى بالمكلا، عدد من الجنود والضباط. 10- مجزرة المنطقة العسكرية الرابعة، عدد من الجنود والضباط. 11- مجزرة منطقة قصيعر بحضرموت 22 جندياً. 12 - مجزرة المناسح برداع، والتي قتل فيها 12 جندياً، ذبحاً. 13- مجزرة شبوة 56 جندياً من الأمن ونقطة الجيش قتلوا بالرصاص ومعظمهم أسرى. 14- مجزرة المعتصمين بمدينة عمران 6 شهداء و16جريحاً. 15 مجزرة خيمة العزاء في الضالع، والتي ذهب ضحيتها قرابة 15شهيداً وضعفهم من الجرحى. 16- مجزرة أبين الثانية، عدد من الجنود. 17- مجزرة الأمن السياسي بعدن، عدد من الجنود والضباط، و2 من عمال النظافة. 18- مجزرة التلميذات بمدينة رداع، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 20 شهيداً، بينهم 19 تلميذة من طالبات مدرسة الخنساء. 19- مجزرة المحتفلين بالمولد النبوي بالمركز الثقافي بمدينة إب، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 38 شهيداً، وضعفهم من الجرحى المولد النبوي بإب. 20- مجزرة كلية الشرطة "الأربعاء"، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 41 شهيداً وأكثر من 71جريحاً. 21- مجزرة الكلية العسكرية، العام الماضي. 22- مجزرة حافلات الطيارين، طريق المطار. ثانياً.. الحروب والصراعات المسلحة - خاض اليمنيون حروباً في عهد هادي، بينها حروب حجة ودماج وكتاف وحرب و"أبينشبوة" مرتين، وحروب دنان والخمري عمران وحرب همدان وحرب الجوف وحرب وادي ظهر شملان شارع الثلاثين التلفزيون الفرقة، وحرب أرحب مرتين وحرب رداع، وجميعها ما كان يمكن أن تنفجر أو تستمر لولا طريقة الرئيس هادي وحكومة الوفاق في إدارة السلطة وفي المماطلة بحل الإشكاليات والوفاء بالاتفاقيات وتحقيق مطالب الناس في إقالة بعض المسئولين، ثم في عدم الاستجابة لأهداف ثورة 21 سبتمبر الثلاثة. ثالثاً.. الاغتيالات السياسية والإرهابية: 1- قُتل غيلة في عهد هادي أكثر من 120 ضابطاً في الجيش والأمن، وأضعافهم من الجنود، ومعظمهم في صنعاء وعدن وحضرموتوتعز وذمار وغيرها. 2- اُغتيل العديد من القيادات الوطنية والسياسية في صنعاء ومدن أخرى، بينهم الدكتور عبدالكريم جدبان، عضو مجلس النواب عضو الحوار الوطني عن أنصار الله، والدكتور أحمد شرف الدين، أستاذ القانون بجامعة صنعاء رئيس فريق الحوار، في مكون أنصار الله، والقيادي الإصلاحي في تعز صادق منصور الحيدري، وناشط اشتراكي في العدين، وأكثر من عشرين ناشطاً لأنصار الله في تعزوصنعاء وذمار وعدن والحديدة وغيرها. هذا ما أسعفتني به الذاكرة، وحدِّث ولا حرج من مجازر لليمنيين في عهد الرئيس هادي القصير نسبياً، والتي تبين بالأرقام والوقائع أن عهد الرئيس هادي الميمون قد صُبغ بالدم والحرب والصراعات المسلح، على خلاف ما ادَّعاه ويدعيه في كثير من خطاباته الرنانة حول تجنيب اليمن الحروب والدماء!