سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تدين ب«شدة» والاتحاد الأوروبي يؤكد أنه «لن يسمح للعنف بعرقلة عملية الانتقال في اليمن» وأحزاب المشترك تتحدث عن «مؤامرة وتواطؤ» مجزرة «دوفس» تعيد ترتيب أولويات الرئيس
أعادت المجزرة التي ارتكبها تنظيم القاعدة في محافظة أبين فجر الأحد الفائت ترتيب أولويات الرئيس هادي ليقفز “الملف الأمني” إلى الصدارة بعد أن كانت الأولوية ل«الحوار الوطني». وقال الرئيس عبدربه منصور هادي في عدد من اللقاءات التي أعقبت مجزرة أبين: “إن هناك تصميماً كبيراً على دحر القاعدة حتى آخر مخبأ”. وتزايدت حالة السخط الشعبي والدولي من المجزرة البشعة التي ارتكبها ما يسمّى ب«أنصار الشريعة» وسقط فيها أكثر من مائة جندي في عملية غادرة بالإضافة إلى تحرّكات مكثفة للقضاء على التنظيم. وأعلن مجلس الوزراء عن اجتماع استثنائي اليوم الأربعاء للوقوف أمام التحديات التي تفرضها الأعمال الإرهابية لعناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين على ضوء الأحداث المؤسفة التي وقعت يوم الأحد وراح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى. وفيما قالت مصادر محلية في محافظة أبين إن هدوءاً حذراً شهدته أمس زنجبار ودوفس بعد اشتباكات شديدة بين قوات الجيش وما يسمى ب(أنصار الشريعة) أكد مصدر عسكري ل(الجمهورية) أن وحدات عسكرية تحرّكت أمس من معسكر خالد بن الوليد في مدينة تعز ومن قاعدة العند في لحج لدعم الوحدات العسكرية التي تخوض القتال ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين. وقال المصدر إن المرحلة القادمة ستشهد الحرب الحقيقية ضد تنظيم القاعدة, وإن هناك تصميماً كبيراً في القضاء النهائي على التنظيم الذي ارتكب أبشع مجازره ضد الجنود في محافظة أبين. وكشف المصدر أن ثلاثة ألوية عسكرية في أبين تعرّضت لهجوم غادر عند الساعة الخامسة فجر الأحد، حيث هاجم مئات المسلّحين الجنود أثناء نومهم، وارتكبوا مجزرة بشعة فقتلوا عشرات الجنود, وقال المصدر: “البعض منهم قُتل ذبحاً بالسكاكين”. خارجياً أدانت الولاياتالمتحدةالأمريكية «بشدة» هجمات تنظيم القاعدة في أبين والتي أسفرت عن مقتل أكثر من مائة جندي، مؤكدة استمرارها في تقديم الدعم للرئيس اليمني الجديد والشعب في سعيهما إلى تحقيق تطلعاتهما حول مستقبل أفضل لبلادهما ومكافحة الإرهاب. وعبّرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأول عن إدانة أمريكا بشدة الاعتداء الذي نفّذه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ضد القوات الأمنية اليمنية ما أدّى إلى مقتل وجرح عشرات الجنود, وذكرت كلينتون في بيان: «نقدم تعازينا الحارة إلى جميع أسر وأصدقاء وأحباب ضحايا هذا الاعتداء الوحشي الذي يبيّن الاستخفاف والإهمال التام بحياة الإنسانية في شبه الجزيرة العربية». الاتحاد الأوروبي هو الآخر استنكر المجزرة, حيث أدانت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الدفاع والأمن ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون بشكل كامل الهجمات الأخيرة التي نفّذها تنظيم القاعدة في اليمن, وعبّرت عن تعازيها «لكل من فقدوا أحباءهم» وأكدت قناعة الاتحاد الأوروبي أنه لن يسمح للعنف في عرقلة عملية الانتقال باليمن, وأكدت في بيانٍ صحفي الدعم «القوي - للرئيس هادي - لجهوده للمضي قدماً في عملية الانتقال باليمن، وأن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم طموحات الشعب اليمني في مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً». وقالت: إن الرئيس هادي يعرف التحديات الهائلة التي تنتظره في بناء دولة مدنية ديمقراطية شاملة وآمنة تضمن احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون. محلياً, تحدثت أحزاب اللقاء المشترك “المعارضة” عن وجود “تواطؤ ومؤامرة” من قبل جهات لم تسمّها في ارتكاب المجزرة التي وقعت بحق قوات الجيش في منطقة الكود ودوفس بمحافظة أبين, واعتبرت الرقم الكبير لأعداد القتلى والجرحى يؤكد أن تواطؤاً مهيناً ومؤامرة قذرة تم التخطيط لها من قبل البعض في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها اليمن, وعبّرت في بيان - تلقت “الجمهورية” نسخة منه – عن إدانتها هذه المجزرة ووصفتها بالجريمة البشعة. وأكدت أحزاب المشترك أن “دماء الشهداء لن تذهب هدراً” وطالبت الرئيس هادي بإجراء تحقيق فوري وعاجل لفضح أولئك الذين تواطأوا أو أهملوا بحق الوطن وتقديمهم إلى العدالة بصورة عاجلة لمحاسبتهم على جرائمهم التي تندرج في إطار جرائم الخيانة العظمى للوطن ومؤسسته العسكرية. وعبّر المشترك عن تعازيه لأسر الشهداء, وتمنّى الشفاء للجرحى, كما أشاد بصمود القوات المسلّحة في تلك المناطق.