شيع عصر أمس، جثمان الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مقبرة العودة بالرياض، بعدما تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المصلين على الراحل في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، وأدى الصلاة معه عدد من القادة والزعماء، من بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأيضاً نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد، والوفد المرافق له، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح، ورئيس مجلس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. وكان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكاً سابعاً للسعودية. ويأتي ذلك بعدما أعلن الديوان الملكي عن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عند الساعة الواحدة من فجر أمس. ++ الملك سلمان يصدر 6 أوامر ملكية وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، 6 أوامر ملكية تقضي بتعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء مع احتفاظه بمنصبه وزيرا للداخلية، وتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع إضافة إلى عمله. كذلك تضمنت الأوامر إعفاء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص من منصبه مع استمراره في منصبه وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء بمرتبة وزير. وإعفاء حمد بن عبدالعزيز السويلم نائب رئيس ديوان ولي العهد من منصبه ويعين رئيسا لديوان ولي العهد بمرتبة وزير. وإعفاء خالد بن عبدالعزيز التويجري رئيس الديوان الملكي والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين من منصبه وتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيسا للديوان الملكي ومستشارا خاصا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير إضافة إلى عمله. وإعفاء خالد بن عبدالعزيز التويجري رئيس الحرس الملكي من منصبه وتكليف الفريق أول حمد بن محمد العوهلي بالقيام بعمل رئيس الحرس الملكي. +++ انتقال سلس وسريع للسلطة ومع تعيين الأمير محمد بن نايف (55 عاما)، يكون الانتقال إلى الجيل الثاني قد حسم، وذلك على حساب أمراء أقوياء آخرين في هذا الجيل، خصوصا الأمير متعب نجل العاهل السعودي الراحل عبدالله. وقال المحلل السياسي المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان "إن الأسرة بهذا التغيير السلس وبتعيين الأمير محمد بن نايف حسمت عمليا مسألة الانتقال إلى الجيل الثاني". ولكن بغض النظر عن خيار الشخص أو حسم المنافسات الداخلية في الأسرة، يرى بدرخان أنه "طالما أن الأسرة حسمت خيارها فهذا يعني أن هناك ضمانة للمستقبل". وقال بدرخان في هذا السياق أن وصول محمد بن نايف إلى هذا المنصب يعني أن "الملك المقبل سيولي مهمة الأمن أولوية قصوى"، خصوصا فيما تحيط بالمملكة المخاطر من كل الجهات وأهمها خطر تنظيم الدولة الإسلامية الذي تشارك الرياض في الحرب الدولية ضده. وأضاف المحلل أن "هذا يريح الشركاء الخارجيين وخاصة الولاياتالمتحدة". ودخول أسرة آل سعود مستقبلها من بوابة محمد بن نايف لا يجيب على كل التساؤلات، فالأسرة تعد 25 ألف شخص بينهم مئتا أمير يشغلون مناصب سياسية. أما بالنسبة لستيفان لاكراو، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس والمتخصص في الشأن السعودي، فإنه مع حسم مسألة من هو أول ملك من الجيل الثاني، تبقى مسألة "آلية انتقال السلطة التي ستعتمد" في المستقبل. وهناك بحسب المحلل خياران أمام العائلة: الخيار الأول هو انتقال أفقي للسلطة شبيه بالنظام الحالي، وهو نظام تصعب إدارته لأن هناك المئات من الذين يمكن يصبحوا مؤهلين لتولي الحكم. أما الخيار الثاني فهو انتقال وراثي عبر الأب، ما يعني إقصاء جميع أجنحة الأسرة عن الحق بالجلوس على سدة الحكم وحصر هذا الحق في بيت واحد، وهذا بالتحديد ما فعله الملك عبدالعزيز عندما حصر الخلافة في أبنائه. وقال لاكروا إن "الخيار الأول من حسناته الحفاظ من حيث المبدأ على حظوظ الجميع، ما يضمن وحدة العائلة، إلا أن هذا الخيار غير قابل للاستمرار على المدى المتوسط". وأضاف "أما الخيار الثاني فقد يخلق انقسامات عنيفة على المدى القصير، إلا أن النظام سيستقر في المدى المتوسط". تحديات داخلية وخارجية أمام الملك سلمان ستكون الخبرة والحنكة اللتان يتمتع بهما العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز خير معين له على تولي المسؤولية، لاسيما وأنه قام بنجاح منقطع النظير طوال الأشهر الماضية بدور الملك بسبب مرض الأخير وغيابه عن الساحة، ومثّل المملكة في مختلف الفعاليات الرسمية. ويمثّل انخفاض أسعار النفط عالمياً أحد أبرز التحديات التي ستواجه الملك سلمان، حيث عانت المملكة بشكل واضح من هذه المشكلة في الأشهر الأخيرة، وأثرت على خزينة السعودية التي تعتبر ثاني أكبر منتج للنفط في العالم. وعلى الصعيد الداخلي، يبرز الجانب الأمني بقوة في التحديات التي ستواجه الملك سلمان، إذ باتت حدود المملكة في الفترة الماضية عرضة لمحاولات تسلل إرهابيين سواء من الجنوب أو الشمال، وهو ما يحتاج مواصلة تقوية الجبهة الداخلية لتأمين حدود المملكة. خارجياً، لن يحيد الملك سلمان عن سلفه الملك عبدالله في ما يتعلق بالتحالفات الخارجية خصوصاً في مواجهة الإرهاب، حيث تعد السعودية من أبرز الدول التي تولي هذا الملف اهتماماً خاصاً. كما أن الملف السوري سيكون حاضراً بقوة في أجندات الملك الجديد، ولن تختلف سياسته عن سلفه في هذا الجانب. @@@@@@@@@@@ +++من هو الملك سلمان(إطار) الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، وهو أمين سر العائلة المالكة ورئيس مجلسها سنوات عدة، بويع ملكاً في 23 يناير من عام 2015، وكان قد بويع ولياً للعهد في 18 يونيو 2012 بعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. شغل منصب وزير الدفاع 5 نوفمبر 2011، وقبل ذلك شغل منصب أمير منطقة الرياض مدة أكثر من خمسين عاماً بداية من عام 1954. كانت بداية دخوله العمل السياسي بتاريخ 11 رجب 1373ه الموافق 16 مارس 1954 عندما عين أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عن أخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز، وبتاريخ 25 شعبان 1374ه الموافق 18 أبريل 1955 عين أميراً لمنطقة الرياض، وظل في إمارة منطقة الرياض إلى 7 رجب 1380ه الموافق 25 ديسمبر 1960. وبتاريخ 10 رمضان 1382ه الموافق 4 فبراير 1963 أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض مرة أخرى. وبعد وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وبتاريخ 9 ذي الحجة 1432ه الموافق 5 نوفمبر2011 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً بتعيينه وزيراً للدفاع. وبعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبتاريخ 18 يونيو 2012 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع. ولد خادم الحرمين في مدينة الرياض في 5/10/1354ه الموافق 31/12/1935، وتلقى تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض التي أنشأها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1356ه لتعليم أبنائه، حيث درس فيها العلوم الدينية وعلومه الحديثة، وختم القرآن الكريم كاملاً، واحتفل بذلك في يوم الأحد 12/8/1364ه. وكان يدير هذه المدرسة الشيخ عبدالله خياط -رحمه الله- خطيب وإمام المسجد الحرام. @@@@@@@@@@@@2 من هو وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الجديد؟ تلقى وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي، الأمير محمد بن سلمان، تعليمه في مدارس الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية، وتلقى خلال فترة تعليمه بعض الدورات والبرامج، وقد حصل على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، حيث حاز على الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية. تقلد الأمير محمد بن سلمان عدة مناصب خلال مشواره المهني الذي امتد إلى عشر سنوات، وابتدأه بممارسة العمل الحر، وله العديد من المبادرات والنشاطات الخيرية، حصل من خلالها على العديد من الجوائز. قبل البدء في ممارسة مهامه في الخدمة العامة في المملكة العربية السعودية وبعد تخرجه من الجامعة، مارس محمد بن سلمان العمل الحر، وذلك قبل البدء في العمل الحكومي، من خلال عمله كمستشار متفرغ بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية وذلك بتاريخ 1428/3/22ه الموافق 10 / 4/ 2007م، واستمر حتى تاريخ 28 / 12 / 1430ه الموافق 16 / 12 / 2009م، انتقل بعدها من هيئة الخبراء بالمرتبة الحادية عشرة ليكون مستشاراً خاصاً لأمير منطقة الرياض وذلك بتاريخ 28 / 12 / 1430ه الموافق 16 / 12 / 2009م، وأثناء ذلك استمر عمله كمستشار غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى تاريخ 20 - 4- 1434ه الموافق 3/ 3/ 2013م، كما عمل أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية، ومستشاراً خاصاً لسمو رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، كما عمل الأمير محمد عضو في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية. عين الأمير محمد مستشارا خاصا للأمير سلمان بن عبدالعزيز حينها، وانتقل من إمارة منطقة الرياض وهو في المرتبة الثالثة عشرة، وعين مستشارا ومشرفا على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لولي العهد، وذلك بُعيد تولي الأمير سلمان ولاية العهد، حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً في بداية شهر مارس من 2013. وفي شهر 7 من عام 2013، صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع، إضافة إلى عمله، وفي شهر أبريل من عام 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزير الدولة عضواً لمجلس الوزراء.