شن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس هجوما عنيفا على تنظيم الإخوان المسلمين أمس الأول، وقال إن على حكومة بلاده أن تكافح الخطاب المتشدد للتنظيم. واعتبر أنه إلى جانب "مكافحة خطاب الإخوان في بلادنا" ينبغي أيضا ملاحقة "الجماعات السلفية في الأحياء" الفقيرة. وصرح فالس عبر إذاعة أوروبا الأولى "علينا مساعدة المسلمين الذين لا يتحملون نسبهم خطأ إلى هذه الخطابات. ليس مع الجهاديين أو مع الإرهابيين فحسب بل كذلك مع الأصوليين والمحافظين والمتشددين". وتحدث عن مناطق حساسة يتفاقم فيها الفقر في مدن البلاد الكبرى والتي تضم نسبة كبيرة من المهاجرين غالبا من المسلمين. وتأتي تصريحات فالس في وقت كشفت فيه مصادر بريطانية عن أن بريطانيا تتجه إلى محاصرة المنظمات والجمعيات الخيرية التابعة للإخوان على أراضيها. والإجراءات البريطانية المتوقع اتخاذها هي جزء من التحقيق التي تجريه لندن في عموميات الخطاب الإخواني وعلاقات التنظيم بالجماعات المتشددة. وردا على سؤال حول كيفية مكافحة هؤلاء أكد فالس "من خلال القانون والشرطة وأجهزة الاستخبارات. ونقوم بالفعل بكثير من الأمور". وتابع "لا يمكن لديانة أن تفرض خطابها في أحيائنا". وانضمام فرنسا إلى بريطانيا في إعادة النظر في خطاب الإخوان المسلمين من المتوقع أن يقود حكومات أوروبية أخرى إلى توحيد الجهود عبر تعاون استخباراتي مشترك لإعادة النظر في علاقاتها مع التنظيم المتشعب. وهذه الخطوة قد تأتي خصوصا بعد أن كشفت مصادر بريطانية أن ملخص تقرير جون جينكينز، سفير بريطانيا السابق لدى السعودية، حول التنظيم سيثبت علاقتهم بأعمال العنف التي تجري في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط. وقال مراقبون إن إعلان فالس البدء بمراقبة خطاب الإخوان، فضلا عن الخطوة البريطانية السابقة، من شأنه أن يحقق ما كانت قد طالبت به مصر مرارا من ضرورة أن تجري الدول الغربية تحقيقا أمنيا جديا حول علاقة الإخوان بالشبكات الإرهابية التي تسفر شبابا أوروبيين إلى مناطق النزاع في الشرق (سوريا والعراق). لكن المهم هنا أن كلام المسؤول الفرنسي يكشف أن الأوروبيين استفاقوا ولو متأخرا على حقيقة أن الفكر الإخواني هو الحاضنة الأساسية لأفكار المجموعات المتشددة الأخرى، وأن الجماعة هي التي تتولى الاستقطاب والتكوين الفكري والتربوي الذي يغرس التشدد في الشباب من أصول شرق أوسطية. وليس خافيا على المسؤولين الأوروبيين أن جماعة الإخوان تشبه الأخطبوط الذي يلف أذرعه على الشباب.