الحركات الاستعراضية البهلوانية التي تمارسها وزارة الكهرباء تستدعي أن يهبَّ الشعب كله لقلع جذور الفساد ورؤوسه في مؤسسة ووزارة الكهرباء. كل خمس ثواني يغمّزوا بالكهرباء.. خمس مرات ثم تعود الكهرباء عشر دقائق وتنطفئ مرة أخرى.. ولا مبرر لما تفعله الكهرباء سوى قلَّة احترام تجاه هذا الشعب الصابر على فشلهم.. ما هو المبرر للغمز بالكهرباء قبل إعادة التيار سوى تعطيل أجهزة الناس واللعب بأعصابهم؟ استحوا على نفوسكم.. المفروض تدفنوا رؤوسكم في التراب، وعيب الحركات الهبلا اللي بتعملوها.. احترموا الشعب واحترموا صبره على حماقات الكهرباء وإخفاقاتها. ليتكم تسمعون الكمَّ الهائل من الشتائم التي تلاحقكم.. شتائم من العيار الثقيل، تنطلق من فم الصغير والكبير حين تعود الكهرباء، وحين تقومون بإعادتها وفصلها كل خمس ثوانٍ.. شتائم يطلقها الجميع، وكلٌّ حسب قهره، وحسب الأجهزة التي أتلفتها عليه الكهرباء. نحن شعب لم يجرب ثقافة رفع القضايا، ولا ثقافة التعويضات تجاه هذه الأمور، ويجدر بنا أن نتعلم هذه الثقافة مع وزارة الكهرباء ونقوم برفع القضايا عليها ونرغمها على تعويض كلِّ مواطن ألحقت الضرر به وبأجهزته.. وبإمكاننا أن نقاضي الكهرباء على الأضرار النفسية التي تسببها للنساء والأطفال الذين يستيقظون في الظلام وهم يصرخون خائفين. أثناء كتابة هذا المقال عادت الكهرباء لعشر دقائق وانقطعت بعد أن غمّزت خمس مرات، هل يلعب الموظف المناوب بأعصاب الناس وأجهزتهم؟ اخجلوا قليلا يا وزارة الكهرباء، واعلموا أنكم تصادرون أبسط حقوق المواطن الذي أصبحت الكهرباء في نظره حلماً، رغم أنها من أبسط حقوقه.