سلام عليكم أيها المدنيون الأطهار، يا من إذا وجدتم القانون وجِلت قلوبكم وزادكم إيمانا وتعظيما وتقديسا له، يا من تناضلون من أجل الدولة العادلة المحكومة بقانون لا يظلم عنده أحد، قانون لا يفرق بين أحد من الناس، فلا سيد ولا مسود ولا شيخ ولا مريد، ولا زعيم ولا أتباع. الباحثون عن عقد ينظم الحياة بين البشر دون النظر إلى عقائدهم أو مذاهبهم أو طوائفهم أو ولاءاتهم. السلام على المدنيين المحاربين بالكلمة من أجل الحرية والعدالة والكرامة والسعادة لكل الناس. السلام على إيمانكم بالله الخالي من الأطماع الدنيوية في زمن أصبح الدين تجارة بين البشر يستخدمونه لنيل المناصب وإسقاط فلان وتنصيب علان. في زمن أصبح الذبح باسم الله والقتل باسم الله والحرق باسم الله والله بريء مما يصنعون. السلام على عقولكم الخالية من دنس الطائفة والجماعة، المتحررة من عادات القبيلة المعقدة وعقد النقص المتوارثة. كونوا كما أنتم، فالتاريخ معكم والحاضر شاهد لكم وسيكون المستقبل زاهرا -إن شاء الله- بأفكاركم المورقة بالخير. أنتم كالغيث أينما حل نفع، تنشرون الحياة في كل زاوية من هذه البسيطة وتحاربون الموت ظلما. كونوا كما أنتم حتى لو تنازعت مجتمعاتكم الطوائف وتناهبته الجماعات المسلحة، وتقاسمته المليشيات باسم الله، فإن مصيرهم جميعا إلى الزوال لأن الأرض موعودة بالحياة وهؤلاء جميعا يزرعون الموت فقط. سيتحاربون كثيرا ويتقاتلون كثيرا ويتنازعون السلطان كثيرا، لكنها ستؤول إليكم أيها الزاهدون عنها. لقد فشلوا في الماضي عندما كانت فرص نجاحهم أكثر وسيفشلون اليوم حتما، لأنهم لا يملكون بذور الحياة بل سموم الموت للجميع. وحدها عبر التاريخ تجاربكم الناجحة وستظل كذلك مادام العدل والمساواة والكرامة مطلبكم لكل الناس دون استثناء. أنتم اليوم تصنعون أعظم حضارة شهدتها البشرية بمبادئكم وأفكاركم وعدالتكم فاستمروا كما تشاءون ولا تلتفتوا إلى دعاة الموت يا عشاق الحياة.