أكد ل"اليمن اليوم" مصدر في قوات الأمن الخاصة بعدن مساء أمس أن قائد القوات العميد عبدالحافظ السقاف أقنع لجنة الوساطة بصوابية موقفه الرافض لقرار إقالته والصادر عن الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي. وقال المصدر إن السقاف طرح أمام الوساطة ثلاثة مبررات، الأول: المناطقية في القرار، وأنه إذا كانت المسألة انفصالاً أخبرونا، الثاني: الانقسام الحاد في السلطة ولا مجال إزاءها للحديث عن شرعية هادي، ثالثاً: وجوب أن يصدر القرار من وزارة الداخلية، وليس من رئاسة الجمهورية. وفي وقت متأخر من المساء أدلى السقاف لموقع "الوسط" بتصريح قائلا: "إن قرار إقالتي وتعيين جواس لم يراعِ أبسط القواعد المتعارف عليها في هكذا قرارات وسبب إحراجا لمن أصدره وهو ما جعل الرئاسة تتراجع وتصدر أكثر من قرار بتعيينات لأشخاص آخرين زادت الأمر إرباكاً باعتبار أنها جميعا تم اتخاذها دون دراسة مسبقة، وكانت تأتي بالتوازي مع لجان وساطة كلها للأسف مع احترامنا لأشخاصها تقفز على أساس المشكلة إلى التقدم بعروض سخية لها علاقة بشخصي وإيجاد بدائل لتعييني في مواقع رفيعة في الداخل والخارج ربما استنادا على ما يسربه الإعلام من أن موقفي له علاقة بهذا الطرف أو ذاك وهو ما جعلني أكذّب ذلك عمليا من خلال رفضي القاطع لمثل هذه العروضات. وحول ما يعتبرها السقاف أساس المشكلة أن الفارق بين ما يطرحه علي هؤلاء يكمن في ما يحملونه في أذهانهم وما تعودوا عليه من مقايضات وبين ما أنا مؤمن به من أن تمسكي بالبقاء له علاقة بإيماني المطلق بواجبي وبشرفي العسكري المتمثل بحماية عدن مما يراد لها بجعلها ساحة صراع واحتراب وهو ما بدأ يظهر من تواجد كثيف للمسلحين والقاعدة وهو ما يحتم على القوات الخاصة البقاء لمنع محاولات إسقاطها بيد هؤلاء باعتبارها مدينة السلام والتسامح والوحدة". وتابع: المسلحون اليوم وبمختلف توجهاتهم ينتشرون في الأسواق والشوارع مسببين الذعر لأبناء عدن المسالمين الذي لم يتعودوا على مظاهر كهذه على الرغم من أنه كان قد تم الاتفاق في اللجنة الأمنية على الحد من هذه المظاهر وإعادة عدن إلى وضعها السابق. وأشار السقاف إلى أن قرار التغيير جاء بعد أن صار هناك توجس من قبل أفراد المعسكر ومخاوف من أن يلحق بهم ما لحق بزملائهم العسكريين من ممارسات عدائية والذين تم طردهم من كتائبهم فقط لكونهم من أبناء الشمال، مع أنه كان يمكن التوجيه بإعادة تموضعهم أو نقلهم إلى معسكرات أخرى كما هو متعارف عليه في عمليات عسكرية مماثلة. واستدل قائد القوات الخاصة بتصريحات علنية تم نشرها لأحد من وصفهم بمحاولي تفجير الأوضاع على أسس مناطقية وجهوية دون أن تكون له حتى صفة رسمية في إشارة إلى أحمد الميسري وقال: أتحفظ عن ذكر اسمه باعتباره قد صار مكشوفا للجميع حين دعا قوات الأمن الخاصة لمغادرة عدن وإخراجنا بطريقة مهينة وهو ما أكد استمرار بث روح العداء والكراهية ضد كل ما هو من الشمال بطرق متعددة وكلها توحي بالسعي لجعل الانفصال واقعا وإثارة الفوضى والاحتراب داخل مدينة عدن من خلال إسقاط هذه القوات وتشريد المنتسبين إليها لجعل عدن لقمة سهلة بيد المسلحين والقاعدة، وأكد السقاف أنه "ولذلك كله وبناء على واجبي العسكري والأخلاقي والوطني فقد رفضت تسليم المعسكر وقواته لتكون نهبا لتصفية حسابات الكراهية والانتقام من جنود المعسكر وأبناء عدن المدنين أيضا، وهذا ما أبلغته كل لجان الوساطات والتي كان آخرها برئاسة اللواء محمود الصبيحي واللواء عبدربه الطاهري والأستاذ أحمد المجيدي، وقلت لهم بشكل واضح أن قضيتي ليس لها علاقة بطلبات شخصية أو مناصب بديلة وقد عرض علي الكثير ورفضتها حيث أكدت لهم أن عدن يمكن أن تسقط في الفوضى وبيد القاعدة ومهمتي في هذه المحافظة ستنتهي بمجرد انتهاء الأسباب الموجبة لبقائي وحين يتحقق ذلك سأسلم القوات الخاصة لمن يتولى الحفاظ على هذه المدينة وسلامتها".