الإفراج عن سام الأحمر وبقاء سام الغباري في محبسه معادلة غير موضوعية، هذا إذا كانت التهم واحدة.. أما إذا أخذنا في الحسبان أن لا وجه للمقارنة بين التهم الموجهة للأحمر والتهمة الموجهة للغباري، لا من حيث الكمِّ ولا من حيث الدرجة ولا من حيث الضرر العام وأعداد المجني عليهم، فإن المعادلة تتعدى الموضوعية لتكون شائنة. إذا كان الإفراج عن سام الأحمر مع كل التهم بسبب عدم كفاية الأدلة، كما قيل، فالأولى ألا يُعتقل الغباري على تهمته أصلاً قبل استيفاء محاضر جمع الأدلة.. وإذا كان انتماء الأحمر برشاشه إلى الثقافة قد جعل من المستحب منحه إفراجاً استثنائياً، فإن انتماء الغباري إليها بقلمه يجعل الإفراج عنه فرضاً. لسنا في معرض التحريض على الأحمر أو التعصب المهني للغباري، ولكننا نشدد على إفساح الطريق أمام القضاء لتطبيق القانون كقواعد عامة مجردة على الأحمر والأغبر وكافة الألوان الأخرى.