اندلعت، مساء أمس، اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين مليشيات هادي (اللجان الشعبية) المكلفة بحماية مبنى تلفزيون عدن. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن الاشتباكات اندلعت بين أفراد اللجان المكلفين بحراسة التلفزيون وآخرين من اللجان تم تكليفهم، أمس، باستلام حراسة المبنى، إلاّ أن الحراسة السابقة رفضت ذلك، ما أدى إلى الاشتباكات. وبحسب المصادر فإن قيادة اللجان تدخلت لوقف الاشتباكات. وبدأ ناشطون ومنظمات مدنية في عدن، أمس، التحرك في محاولة لمحاصرة نشاط "مليشيات هادي" المحموم في النهب والبسط على أراضي الدولة والمواطنين، بينما تواصلت العملية الأخيرة، لليوم الخامس على التوالي، وسقوط أول قتيل في أعمال السطو المسلح. بيان صادر عن لجنة طوارئ- تضم عدداً من منظمات المجتمع المدني- أشار إلى أن اللجنة التي شُكِّلت، الأسبوع الماضي- بالتزامن مع بدء أعمال النهب والسلب في عدن- عقدت اجتماعاً طارئاً، أمس، ووقفت على ما وصفها ب"مظاهر مست حياة المواطنين والمقرات المدنية والممتلكات العامة والخاصة، مما تسبب بضرر لثقافة عدن المدنية والإنسانية". وطالب البيانُ الرئيسَ المستقيلَ، ووزيرَ دفاعه ومحافظَ عدن، بالعمل على حماية أرواح الناس وتوفير الأمن والسلام في المحافظة، معتبراً "أعمال النهب والفوضى" بأنها تهدد السلم الاجتماعي في المحافظة. كما طالب بإيجاد حلول لما وصفه ب"اختلال أمني رافق غياب دور الأجهزة الأمنية"، داعياً في الوقت ذاته إلى إسناد مهمة حفظ الأمن في المحافظة إلى الشرطة العسكرية ووحدات الجيش. وشدد البيان على ضرورة استعادة السلاح والآليات والممتلكات التي تعرضت للسطو والنهب والاقتحام، واتخاذ تدابير احترازية تحول دون تكرار ذلك. كما أكد ضرورة فتح تحقيق بشأن "الانتهاكات والممارسات غير القانونية، ناهيك عن اتخاذ خطوات صارمة لحماية الممتلكات العامة والخاصة، ووقف كافة صور العبث والسطو على الأراضي والأملاك العامة والخاصة. بيان منظمات المجتمع المدني تزامن مع لقاء لناشطين بقيادات في مليشيات هادي المعروفة ب"اللجان". ونقل موقع عدن الغد عن الاجتماع- عُقد بمقر منظمة رسيل- تأكيد الناشطين ضرورة وضع حد للاختلال الأمني. تداعيات إسقاط معسكر الأمن الخاصة في عدن شكَّلت واقعاً مريراً- كما يبدو- على أبناء المحافظة ممن أصبحوا فريسة سهلة لمليشيات باتت تمتلك ترسانة أسلحة نُهبت من مخازن الأمن والجيش في المحافظة، ولا تفرق بين "شمالي أو جنوبي في النهب". احتجاج للقوات الخاصة إلى ذلك نظم العشرات من منتسبي القوات الخاصة في عدن أمس وقفة احتجاجية أمام مبنى المعسكر في خور مكسر وقطعوا الطريق للمطالبة بتسوية أوضاعهم وتوزيعهم على المرافق الأمنية. الشرطة في عدن سجلت، أمس، حالات نهب جديدة.. وأقرت، وفقاً لمصدر أمني، تشكيل وحدة طوارئ لمواجهة تلك الأعمال، لكن المصدر قلَّل من عمل وحدة أمنية في ظل انتشار المسلحين ووصول السلاح إلى "كل منزل". ففي مديرية المنصورة قتل شاب، يدعى الشاذلي قاسم صالح، بتبادل لإطلاق النار بين مسلحين تنازعوا على قطعة أرض في حي حاشد. وقال مصدر أمني إن مواجهات دارت في المنطقة بين مجاميع مسلحة يحاول كلٌّ منها البسط على أرضية تابعة للدولة. البسط على أراضي الدولة تواصل في مديريات البريقة والشيخ عثمان، وفقاً لذات المصدر. كما تواصل اقتحام المنازل ونهبها بالقوة، إذ سجلت الشرطة، أمس، 10 حالات نهب منازل، أبرزها منزل مدير دائرة الإمداد والتموين في أمن المحافظة، عبدالخالق غيلان، في خور مكسر. كما نهب المسلحون منازل مغلقة وسبق لملَّاكها أن غادروا هرباً من جحيم عدن، إضافة إلى قيام مسلحي "اللجان" بنهب سيارات شرطة. أحدها، وفقاً لمصدر أمني، تتبع قسم شرطة البساتين، وثانية لقسم شرطة عمران، والثالثة لقسم شرطة البريقة. وجميع السيارات المنهوبة "هيلوكسات" موديلات حديثة. أعمال النهب في عدن تسببت باستياء واسع في الجنوب، خصوصاً في يافع، محافظة لحج، التي صدر بيان عن أبنائها يعبر عن رفضهم لما وصفوه ب"الممارسات والتصرفات التي تمس بأمن المواطن"، ودعوا إلى نبذ المظاهر المسلحة وعدم نهب المؤسسات العامة والخاصة.