خلت عدن، أمس، من مظاهر الحياة اليومية المعتادة، وبرزت فيها سطوة الفصائل المسلحة مخلفة قتيلا ومصابا في أعمال عنف رافقت العصيان المدني. مسلحو الحراك الجنوبي، مسنودين بمقاتلين من اللجان الشعبية، حضروا بقوة وفرضوا العصيان الذي ينفذونه يوم الاثنين من كل أسبوع في إطار تصعيد الحراك المطالب بالانفصال. ففي الشيخ عثمان شن مسلحون بقيادة رئيس فرع الحراك في المديرية، فضل أحمد عبد الله، حملة لإغلاق المحلات التجارية والمرافق العامة والخاصة. وقالت مصادر أمنية ل(اليمن اليوم) إن مالك معصرة "زيت الجلجل" رفض إغلاق محله في منطقة السايلة مما دفع بمسلحي الحراك إلى ضربه بعنف. ما دفعه إلى إطلاق النار بصورة عشوائية من سلاحه الآلي، وإصابة أحد المسلحين ويدعى، حسين دحة، من أبناء أبين. بعد ساعات على الحادثة وصل عشرات المسلحين من أبين وحاصروا قسم شرطة الشيخ، مطالبين بتسليم الجاني الذي ينتمي إلى محافظة إب، غير أن وساطة انتهت إلى تسليم الجاني للجان الشعبية القادمة من أبين. حادثة مماثلة وقعت في مدينة الشعب حيث أقدم مالك مقهى على قتل آخر. وقال مصدر أمني ل(اليمن اليوم) إن مالك المقهى أطلق النار على شاب يدعى ماجد شرف الدين وأرداه قتيلا، مشيرا إلى أن الحادثة وقعت أثناء قيام مسلحي الحراك بإغلاق المحلات التجارية في المديرية. ليس العمل المسلح وحده من أيقظ عدن على حالة من الشلل التام ، الهجمات المتكررة من قبل مسلحي الحراك على مالكي المحلات والتهديدات بالنهب والسطو كانت سببا أيضا في أن يتأقلم مالكو المحلات والتجار وحتى موظفو الشركات العامة والخاصة وموظفو الموانئ و المدارس مع الواقع الجديد المقرون بسطوة المليشيات المسلحة وفقا لمصدر أمني. وقال المصدر إن موظفي شركات وطلاب مدارس أهلية وحكومية عادوا إلى منازلهم بسبب قيام أنصار الحراك الجنوبي بإغلاق الطرقات بالحجارة وإحراق الإطارات وكذا قطع الطرقات الواصلة بين المديرية ومنع حركة السير. العصيان ، وفقا لوسائل إعلام الحراك، اجتاح كافة مديريات المحافظة، وقد أكدت مصادر أمنية ذلك، مشيرة إلى أن وجود مخاوف في أوساط أهالي المحافظة من أحداث عنف ترافق العصيان المدني دفعت بالكثير من الأهالي إلى تحاشي الخروج للشوارع أو إرسال أطفالهم إلى المدارس. وقالت تلك المصادر: إن الموانئ أغلقت أبوابها وكذا بقية المرافق العامة والخاصة عدى المستشفيات. العصيان بدأ في أكتوبر الماضي ولا يزال يراوح مكانه وبات حاليا مناسبة تسجيل حضور أسبوعي للحراك الجنوبي الذي باتت تتجاذبه التيارات وتهيمن على تحركات مسلحيه عصا اللجان التي يشرف عليها اللواء ناصر منصور هادي شقيق الرئيس المستقيل هادي. في مديرية المنصورة، قالت مصادر أمنية أن مسلحين من "اللجان الشعبية" اعترضوا رجل أعمال واقتادوه مع سيارته إلى جهة مجهولة. وقالت المصادر إن المسلحين كانوا يستقلون سيارة هيلوكس عندما اختطفوا، حامس عبد الله قاسم الرفاعي، وسيارته "حبة"، مشيرا إلى أن قيادة اللجان الشعبية في عدن نفت اطلاعها على الحادثة. وفي المنصورة أيضا، تعرض جندي في اللواء 31 مدرع لضرب مبرح من قبل مسلحين مجهولين. وقال مصدر إن الجندي، فائز محمد فرحان، كان في سوق القات عندما باغته مجموعة مسلحين وانهالوا عليه ضربا وطعن بالسكاكين "جنابي" . ونهب المسلحون سلاح الجندي، آلي، ولاذوا بالفرار فيما نقل الجندي إلى أحد مستشفيات المدينة جراء إصابته بعدة طعنات. أحداث العنف ، سالفة الذكر، وقعت بعد يوم على تعزيز قوات الأمن والجيش واللجان لخارطة انتشارها في المحافظة. وكان محافظ عدن انتقد في اجتماع لقيادات سياسية وأمنية عقد في عدن، الأحد، الدعوات للتصعيد. في سياق متصل، تداعى قادة أمنيين وعسكريين ، أمس، إلى القصر الجمهوري حيث عقدوا لقاء بمعية قادة سياسيين وآخرين في السلطة المحلية. وقال مصدر أمني ل(اليمن اليوم) إن اللقاء ناقش الأحداث السياسية الجارية في البلد وسبل التصعيد والتنسيق مع المحافظات الرافضة لإعلان الحوثي. وأعلنت محافظات في الجنوب القطيعة مع صنعاء في أعقاب إعلان الحوثيين ما وصفوه ب"الإعلان الدستوري".