حميد دبوان فرض الحراك الجنوبي أمس عصياناً مدنياً شل بموجبه الحركة، وتركز العصيان في مدينة عدن ومدن رئيسة في محافظات: لحجوأبين والضالع وشبوة وحضرموت، حيث شلت حركة النقل والمواصلات وأغلقت المحلات التجارية ومعظم المرافق الحكومية والخدمية والمدارس الحكومية والأهلية. وإزاء ذلك ما شهدته تلك المدن من مصادمات بين رجال الأمن ومسلحي الحراك وتزايد مخاطر تنظيم القاعدة أقرت وزارة الداخلية، أمس، تشكيل لجنة فنية لتقصي الأوضاع الأمنية في بعض المحافظات الجنوبية. ونقلت وزارة الداخلية عبر موقعها الإلكتروني أن اجتماعا لوزير الداخلية، جلال الرويشان بقيادات الوزارة عقد في صنعاء خلص إلى ضرورة تشكيل لجنة خاصة بتقييم مستوى الجاهزية القتالية لمنتسبي الأمن في محافظات (عدن، لحج، الضالع، أبين) وكذا إيجاد قاعدة بيانات أمنية حقيقية وتحديد الإمكانيات البشرية والمادية المطلوبة لتعزيز وتطوير الأداء الأمني في تلك المحافظات. وتشهد المحافظات، سالفة الذكر، اضطرابات أمنية متصاعدة. تحذيرات في لحج.. وعملية سطو جديدة في حضرموت في محافظة لحج، كشفت مصادر أمنية، أمس، عن رصد الأجهزة الأمنية مخططا لعناصر القاعدة يهدف إلى نهب بنوك ومصارف حكومية وتجارية. وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" إن الداخلية وجهت، الأحد، قادة كافة الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة برفع درجة التأهب في أوساط منتسبي الأمن والجيش واتخاذ الحيطة والحذر ونشر تحريات وتعزيزات أمنية حول البنوك والمصارف في المحافظة تحاشيا لأي هجمات مرتقبة. وأشارت المصادر إلى أن معلومات استخباراتية تفيد بتنشيط تنظيم القاعدة لخلايا نائمة في مديريات المحافظة هدفها السطو على البنوك والمصارف وكافة الأموال التابعة لمؤسسات حكومية وشركات خاصة، محذرة في الوقت ذاته من تنفيذ التنظيم لعمليات سطو على الأموال أثناء نقلها. وقالت المصادر إن التنظيم استفاد من إستراتيجية نهب البنوك والمصارف في حضرموت ويسعى لتنفيذ ذات السيناريو في لحج التي تعد إحدى أبرز المحافظات الجنوبية الحاضنة لعناصر التنظيم بعد أبين. وفي أبين تصاعدت العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة، اليومين الماضيين، وسط أنباء عن تورط قادة عسكريين بإعادة تسليح خلايا نائمة للتنظيم ومخاوف من عودة القاعدة إلى المحافظة خصوصا في ظل التذمر المستمر في أوساط اللجان الشعبية التي توقفت مرتباتها. وإلى جانب القاعدة برز مؤخرا نشاط محموم للحراك الجنوبي في إطار تصعيد أنصاره المطالبين بالانفصال. الحراك يستأنف مهاجمة الجيش في الضالع في محافظة الضالع، أفادت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" إصابة ضابطين في كمين نصبه مسلحو الحراك لشاحنة عسكرية، أمس. وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك الجنوبي نصبوا الكمين في منطقة مفرق الجمرك، مشيرا إلى أن ضابطين من اللواء 33 مدرع على متن الشاحنة الخاصة بنقل المياه تبادلوا إطلاق النار مع مسلحي الحراك. وقد أسفرت المواجهات عن إصابة الضابطين. وقالت المصادر إن مسلحي الحراك قاموا أيضا بزرع عبوتين ناسفتين على الطريق المؤدي إلى مقر اللواء 33 مدرع في محاولة لعرقلة وصول حملة عسكرية من شأنها استعادة الشاحنة لكن خبراء المتفجرات في اللواء اكتشفوا العبوتين وقاموا بتفجيرهما. مصاب بتفريق الأمن محتجين في عدن الحال لا يقل سوءاً في عدن التي تشهد عمليات اغتيالات ونشاطات لتنظيم القاعدة آخرها بروز عناصر على دراجات نارية تجوب شوارع مديرية كريتر بأعلام التنظيم ، وفقا لما ذكرته مصادر أمنية، الأحد. وأمس أصيب شخص أثناء تفريق قوات الأمن بالقوة محتجين من أنصار الحراك الجنوبي في عدن. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن أنصار الحراك الجنوبي أغلقوا الشوارع وفرضوا عصيانا مدنيا في بعض أحياء مدينة عدن مما استدعى إنزال حملات أمنية لإعادة فتح الخطوط الرئيسة والفرعية. وأطلقت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء وقنابل مسيلة للدموع على محتجين في مديريتي المنصورة وكريتر. وقال المصدر إن إطلاق النار جاء في أعقاب رفض أنصار الحراك فتح شارعين رئيسين في المديريتين سالفتي الذكر، مشيرا إلى أن أنصار الحراك الجنوبي قاموا بإحراق الإطارات في الشوارع. وفي منطقة القاهرة، مديرية المنصورة، أصيب شاب في العقد الثالث برصاص راجع أثناء نومه بالقرب من مواجهات بين الأمن ومسلحي الحراك الجنوبي. وأشار مصدر أمني إلى أن رصاصة من سلاح معدل أصابت الشاب، عبد الله أحمد محمد، في الرأس وأن حالته الصحية خطيرة. في السياق ذاته نقلت وسائل إعلام تابعة للحراك الجنوبي عن تمكن أنصار الحراك في عدن من تنفيذ عصيان مدني شامل. ومصاب آخر في حضرموت وفي حضرموت، قالت مصادر في الحراك الجنوبي إن شاباً في العشرين من عمره أصيب في حادثة إطلاق نار على خلفية عصيان مدني شهدته المحافظة تلبية لدعوة الحراك الجنوبي. وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" إن شجارا وقع بين بائعي قات وأنصار الحراك الجنوبي على خلفية محاولة أنصار الحراك فرض عصيان في سوق للقات بمدينة المكلا، مشيرة إلى تطور المواجهات إلى إطلاق نار أسفر عن إصابة أحد نشطاء الحراك ويدعى أحمد بارشيد. وأشارت المصادر إلى تمكن أنصار الحراك من فرض العصيان في أحياء المدينة، مشيرة إلى أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والقنابل لإعادة فتح خطوط في أحياء مدينة المكلا قطعها أنصار الحراك الجنوبي. وشل العصيان مدن ساحل حضرموت والشحر وغيل باوزير وشحير وروكب وبويش. يذكر أن أنصار الحراك الجنوبي ينفذون عصيانا مدنيا كل يوم اثنين في إطار فعاليات التصعيد المطالبة بفك الارتباط عن الشمال. وتنفذ فعالية العصيان منذ نحو شهر.