أدى قمع السلطات اليمنية لمحتجين مناصرين للحراك الجنوبي في 21 فبراير الى غضب عارم اجتاح مدن الجنوب جراء استخدام القوة بشكل مفرط ضد المدنيين خاصة في مدينة عدت التي قتل فيها قرابة 15 محتجاً برصاص قوات الامن واصيب العشرات. العنف الذي تعرض له المدنيون في الجنوب كان له ردة فعل غاضبة واستنكار واسع في الشارع اليمني الذي طالب الرئيس هادي وحكومة الوفاق التحقيق في احداث مدينة عدن التي شهدت اعمال عنف ضد محتجين مناصرين للحراك الجنوبي. قوات الامن: يوم الخميس 21 فبراير قمعت قوات الامن مسيرات حاشدة لانصار الحراك الجنوبي كانت متجهة الى ساحة العروض بخور مكسر التي تجمع فيها مناصرون لحزب التجمع اليمني للاصلاح وسقط خلال المواجهات قتلى وجرحى من المدنيين . تورط حزب الاصلاح: وكان حزب التجمع اليمني للاصلاح ذو التوجه الاسلامي طرفاً رئيسياً في تلك الاحداث الذي رفض فيها توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي بعدم اقامة اي فعالية او مهرجانات بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية في 21 فبراير من العام 2012م . احراق مقار حزب الاصلاح: استمرت اعمال العنف والاحتجاجات المنددة بمجزرة الخميس بخور مكسر في كل مدن الجنوب ،حيث قام مجهولون باحراق العديد من مقرات حزب الاصلاح في مدن مختلفة بينها عدنوحضرموت وذلك رداً على ممارسات حزب الاصلاح بمدينة عدن بعد الدعوة التي وجهها لانصاره للاحتفال بمناسبة انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيساً لليمن في 21فبراير من العام 2012م في خطوة وصفت ب "الاستفزازية" لمشاعر الجنوبيين المطالبين بانفصال جنوب اليمن عن شماله. غضب مسلح: ورافق اعمال العنف مواجهات مسلحة بين قوى الامن ومسلحين مجهولين اتهمت اطراف سياسية انتمائهم للحراك الجنوبي وقاموا بقطع طرق رئيسية تفصل محافظات جنوبية بمحافظات شمالية . واشتبك المسلحون مع قوات الامن في منطقة سناح محافظة الضالع وخلفت الاشتباكات مقتل شخص واصابة اخر بجروح خطيرة،وتوسعت المواجهات في ابينوحضرموت،حيث اتهمت الحكومة تورط عناصر من القاعدة في المواجهات التي وقعت مع قوات الامن والجيش الذي عزز من تواجده في عدد من المدن جنوب البلاد. توسع رقعة الاحتجاجات: وتشهد مدن الجنوب حالة هدوء نسبي بعد تلك الاحداث الدامية في الوقت الذي ما تزال قوات الامن مستمرة باطلاق الرصاص الحي على المحتجين في جميع شوارع المدينة ،حيث أصيب 3 أشخاص يوم السبت الماضي برصاص قوات الأمن بالمعلا بينهم طفل خلال اقتحام آليات عسكرية لشارع مدرم وسط اطلاق الرصاص الحي بكثافة نحو المحتجين لتفريقهم . اما في محافظة لحج فقد أصيب 3 أشخاص بجراح في إطلاق نار استهدف متظاهرين قطعوا الطريق واحرقوا اطارات السيارات وسط الشارع . وبحسب المصادر المحلية فان مسلحين كانوا يستقلون سيارة اطلقوا النار على الشباب اثناء وقوفهم بالشارع ونقل المصابون إلى مستشفى ابن خلدون لتلقي العلاج حيث قالت مصادر طبية ان حالة احدهم خطرة . محافظة حضرموت هي احدى المحافظات التي تجددت فيها أعمال الشغب والمصادمات العنيفة بين شباب ينتمون للحراك الجنوبي وقوات الأمن العام ووحدات تابعة للجيش في كل من مدن المكلا وروكب وشحير وغيل باوزير والشحر والديس الشرقية وسيئون . وقطعت الشوارع الرئيسية والفرعية بالاحجار واحراق اطارات السيارات وسط الشوارع وشل حركة المرور وأغلقت جميع المرافق العامة والبنوك والمصارف التجارية والمطاعم والمدارس أبوابها خوفاً من الأعتداء عليها عصيان مدني: وعقب الاحداث بمدينة عدن شهدت عدد من المحافظات الجنوبية يوم السبت الماضي عصيانا مدنيا شاملا تلبية للدعوة التي وجهتها قوى الحراك احتجاجاً على قتل المدنيين. وعم العصيان كلا من عدن والضالع وحضرموتوابين رافقها اعمال عنف واحراق محلات تجارية لمواطنين واعتقال العشرات من نشطاء الحراك الجنوبي . في ابين شارك المئات من المواطنين في مسيرات احتجاجية غاضبة تنديداً بأحداث الخميس الدامي بمدينة عدن ،واستجابة للعصيان المدني فقد اغلقت المحلات التجارية وبعض المرافق الحكومية بالمحافظة والبنوك . حملة اعتقالات: ولم تتوقف قوات الامن عن مطاردة المحتجين بعد اعمال القتل التي وقعت الخميس الماضي فما تزال القوات الامنية تواصل حملة اعتقالات واسعة لنشطاء الحراك الجنوبي ابرزهم الشيخ حسين عمر بن شعيب،فيما لا يزال العشرات من الشباب في السجون في ظل صمت حكومي من تزايد عمليات الاعتقالات بحق المدنيين . موقف حكومي: حكومة الوفاق لم توجه باتخاذ اجراءات عاجلة لوقف العنف الذي يعم المحافظات الجنوبية ووقف قوات الامن من استخدام العنف ضد المحتجين ،فيما الرئيس هادي قام بزيارة مفاجئة لمدينة عدن بهدف تهدأة الاوضاع واحتقان الشارع الجنوبي ، الا ان المصادر تحدثت مرافقته للفريق الدولي للتحقيق في شحنة الاسلحة الايرانية ،وكان الرئيس هادي قد زار مدن جنوبية واجتمع بقيادت امنية والسلطة المحلية لبحث تطورات ما تشهده المدن الجنوبية من حالة غضب عارم عقب الاحداث التي وقعت بمدينة عدن . ادانات واسعة: وادانت اطراف وقوى سياسية مختلفة ومنظمات المجتمع المدني اعمال القتل والعنف الذي تعرض له انصار الحراك الجنوبي ،في الوقت الذي اصدرت منظمة العفو الدولي بياناً ادانت فيه اعمال العنف جنوب اليمن وقالت ان السلطات الامنية تستخدم العنف بشكل مميت ضد المدنيين . وطالب الوسط الحقوقي باجراء تحقيق عاجل لمعرفة المتورطين بقتل المدنيين من القادة الامنيين والعسكريين وتقديمهم للمحاكمة .