ضيّق الحراك الحنوبي هامش تحرك حكومة الكفاءات الوطنية المتواجدة في محافظة عدن منذ عدة أيام، ولم تستطع الحكومة - يوم أمس الأول الاثنين، خلال اجتماعها الاستثنائي، الذي عقد في محافظة عدن - الخروج من القصر الرئاسي؛ بسبب قطع الشوارع العامة بالحجارة، وإشعال الإطارات في الطريق التي مرت منها صباحاً قبل بدء العصيان المدني الذي شهدته مختلف مديريات المحافظة.. وأكد المصدر أن محافظة عدن تعيش حالة استنفار أمني وعسكري غير معلن منذ وصول رئيس الحكومة المهندس خالد بحاح وأعضاء حكومته، إلا أن الانتشار الأمني الكثيف لم يوقف فعاليات الحراك خلال الاثنين والثلاثاء الماضيين، وفيما لم تشهد عدن - أمس الأول الاثنين - أي صدامات مع الأمن والجيش، شهدت - أمس الثلاثاء - غضبًا شعبيًّا عارمًا في عدد من مديرياتها للمطالبة برحيل حكومة بحاح، وقالت مصادر: إن معظم مديريات المحافظة شهدت أعمال عنف ومصادمات بين عناصر الحراك الجنوبي الذين أشعلوا الإطارات وقطعوا بعض الطرقات في المدينة؛ للمطالبة بطرد رئيس الوزراء والوزراء منها، مما دفع بقوات الأمن المعززة بعشرات الأطقم من الجيش بالتدخل لتفريق المحتجين، وأطلقت النار للهواء. وفي حين أغلق الموظفون فرع هيئة استكشاف النفط بعدن في وجه وزير النفط في حكومة الكفاءات، وأغلقوا كل مكاتب وبوابة الهيئة، ومنعوا مسؤولين من الدخول، تحول لقاء ضم وزيرة الثقافة - أمس الثلاثاء - بعدد من موظفي مكتب الوزارة بعدن، إلى أعمال فوضى، وتطور إلى عراك بالأيدي بين موظفين، مما دفع بالوزيرة إلى مغادرة المكان. وفي ذات حين لم يُعلن رئيس الحكومة عن أية زيارة إلى لحج والضالع اللتين تتصاعد فيهما مطالب فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب سمحت اللجان الشعبية، صباح أمس الثلاثاء، لرئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، بالدخول إلى محافظة أبين، بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بصرف مستحقات أفراد اللجان للشهرين الماضيين. وقال رئيس عمليات اللجان الشعبية بمحافظة أبين، حسين الوحيشي: إن اللجان الشعبية كانت قد أصدرت، الاثنين، بياناً، أكدت فيه عدم السماح لرئيس الحكومة بالدخول إلى أبين، إلا بعد تنفيذ مطالب اللجان المتمثلة بصرف المرتبات، وتثبيت بعض أعضاء اللجان، ورعاية الجرحى وأسر الشهداء"، إلا أنه بعد ذلك: "تم الاتفاق، صباح الثلاثاء، على أساس أن السلطة أفادت بأنها ستقوم بصرف المستحقات المالية للجان الشعبية للشهرين الماضيين، غداً الأربعاء". إلى ذلك، وفي ظل تصاعد الانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية، تصاعدت أعمال النهب والسلب والسطو المسلح؛ حيث سجل يوم أمس الثلاثاء حادثتي سطو على بنوك حكومية وخاصة.. حيث قامت مجموعة مسلحة بالسطو المسلح على بنكي التسليف التعاوني والزراعي "كاك بنك" وبنك التضامن الإسلامي بمدينة الشحر. وقال مصدر محلي: إن المجموعة المسلحة التي كانت تستقل ثلاث سيارات، وتتكون من 25 شخصًا، بحوزتهم أسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة، قاموا بعلمية السطو المسلح على البنكين في توقيت واحد. ولفت المصدر إلى أن المبالغ التي تم السطو عليها من بنك التسليف قرابة 32 مليون ريال، وقرابة 20 مليون من بنك التضامن.. منوهًا إلى أنهم كانوا مخططين للسطو على بريد الشحر، إلا أن حراسة البريد باشرت بإطلاق النار على المجموعة المسلحة، مما أدى إلى هروبهم. وأضاف: أن العميلة أسفرت عن مقتل حارس بنك التسليف التعاوني والزراعي، وإصابة حارس بنك التضامن الإسلامي. وفي حين أشارت أصابع الاتهام إلى القاعدة بالوقوف وراء أعمال النهب، استبعد مصدر محلي بمدينة الشحر وقوف القاعدة وراء عملية السطو.. وقال: إن الدلائل الأولية تشير إلى أن القاعدة قد لا تكون هي الجهة التي تقف خلف عملية السطو.. مشيرًا إلى أن من بين المشاركين في عملية السطو مسلحين من رجال قبائل محيطة بمدينة الشحر. وجاءت عملية السطو على البنوك في الشحر بعد يوم واحد من توجيه المحافظ الجديد مكاتب البريد والبنوك بفتح أبوابها واستئناف نشاطها عقب اقتحام مسلحين مجهولين، مطلع الأسبوع الجاري، بريد منطقة الشرج الواقع بحي العمال بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت. وقالت مصادر محلية: إن أربعة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين قاموا بإطلاق الرصاص قبل عملية السطو لتفريق الناس واقتحام مكتب بريد منطقة الشرج بالمكلا وقت صلاة المغرب، ونهب مبالغ مالية، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى منطقة مجهولة.. ووفق مصدر محلي فإن المبلغ المنهوب لا يتجاوز مائتي ألف ريال. وفي ذات السياق نفذ مجهولون - ظهر أمس الثلاثاء - عملية سطو مسلح على سيارة تتبع أحد البنوك كانت متجهة من مدينة مأرب إلى مدينة بيحان، ونهبوا 25 مليون ريال كانت في السيارة. وقالت مصادر ببيحان: إن عناصر مسلحة، يعتقد أنها تتبع (تنظيم القاعدة)، أوقفت سيارة تتبع بنك التسليف التعاوني الزراعي تحت تهديد السلاح، وأنزلت من كانوا عليها، وأخذت أسلحتهم، بالإضافة إلى نهب المال الذي كان فيها. وأضافت: أن العناصر تلك كانت تكمن للسيارة المستهدفة في منطقة (الساق) بين محافظتي مأربوشبوة، ونفذت عملية السطو، ثم اختفت دون معرفة الجهة التي ذهبت إليها. مسؤول في محلي بيحان بمحافظة شبوة أكد حادثة السطو المسلح على سيارة تتبع أحد البنوك، وأوضح: أن التحقيقات لا تزال جارية مع السائق ومرافقيه.