سيطرت قوات الجيش مسنودة بمسلحي أنصار الله (الحوثيين) أمس على لواء لبوزة في لحج القريب من قاعدة العند الجوية بعد سيطرتهم على منطقة كرش الحدودية بين لحج وتعز.. وسط توقعات أمريكية بقرب سقوط عدن بيد الحوثيين وفرار الرئيس المستقيل هادي. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية إن مواجهات عنيفة اندلعت منذ الصباح بين الجيش والحوثيين من جهة، ومليشيات هادي "اللجان والقاعدة وآخرين يطلقون على أنفسهم المقاومة الشعبية الجنوبية" مسنودين بوحدات عسكرية موالية لهادي من جهة، في منطقة كرش، استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وقالت المصادر إن المواجهات في كرش أمس استمرت حتى العصر قبل أن تتمكن قوات الجيش والحوثيون من السيطرة وسط قتلى وجرحى من الطرفين، فيما انسحبت مليشيا هادي والوحدات العسكرية الموالية له إلى الجبال المحيطة. وشهدت قرى عفان وجول مدرم والسراحنة في كرش ومثلث العند نزوحا كثيفا للأسر شرقاً. وأضافت المصادر أن الجيش والحوثيين سيطروا بعد ذلك على لواء لبوزة الواقع في ذات المنطقة، وعلى بعد 15كم من قاعدة العند الجوية و100 كم من عدن. وأشارت المصادر إلى أن معظم أفراد الجيش المشاركون في القتال إلى جانب الحوثيين هم المطرودين من قاعدة العند من قبل القيادة الموالية لهادي. وذكرت المصادر أن المواجهات داخل لواء لبوزة الذي وقع أمس الأول تحت سيطرة مليشيات هادي، بدأت أمس باشتباكات بين أفراد اللواء قبل أن تتوسع إلى مواجهات ووصول قوات الجيش والحوثيين وسرعان ما تم اقتحام اللواء، والسماح للمجندين الموالين لهادي بالمغادرة إلى مناطقهم. وقالت ذات المصادر العسكرية في محور العند ل"اليمن اليوم" إن عددا من ضباط وجنود لواء لبوزة من أبناء المحافظات الجنوبية استنكروا إدخال مقاتلين متشددين دينياً إلى المعسكر.. يعتقد انتماؤهم للقاعدة قادمين من أبين وشبوة، تحت مسمى اللجان. غير أن مواقع إخبارية تابعة للحراك وأخرى مقربة من هادي اتهمت المستنكرين بالخيانة وأنهم من تسبب في سقوط اللواء بيد الحوثيين. ونقل موقع (الأمناء) عن ضابط في لواء لبوزة قوله "إن الذخيرة نفدت من المقاتلين، فيما القوات المهاجمة -الحوثيون- تمتلك أسلحة ثقيلة مكنتها من الاستيلاء على المعسكر بعد خيانة من قبل بعض منتسبي المعسكر". وتابع ذات المصدر: لقد قمنا بالانسحاب باتجاه العند لترتيب صفوفنا. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الجيش والحوثيين نصبوا نقاط تفتيش مشتركة وسط مدينة كرش وحتى مثلث العند، فيما تتأهب القوات بمعداتها الثقيلة لمعركة قاعدة العند الجوية. وفي محافظة الضالع اندلعت المواجهات بالتزامن مع مواجهات كرش لحج.. وأسفرت عن تقدم ميداني وسيطرة جزئية للحوثيين. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين القادمين من اتجاه مديرية قعطبة سيطروا على الجزء الشمالي للمدينة بشكل كامل، فيما تتمركز مليشيات هادي (اللجان ومسلحون من الحراك) في الجزء الجنوبي باتجاه ردفان. وأضافت المصادر أن الحوثيين تجاوزوا مبنى المحافظة دون أن يقتحموه لكونه واقعا تحت حماية الجيش "اللواء 33" وقوات الأمن الخاصة، مشيرة إلى أن الحوثيين اكتفوا بنصب نقطة تفتيش في المفرق المؤدي إلى المجمع الحكومي. وكان 3 من أفراد اللواء 33 أصيبوا بجروح وأعطبت مدرعة بهجوم شنته مليشيات هادي في منطقة سناح حيث المجمع الحكومي. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي رفيع في الضالع إن مشاورات جرت أمس الأول بين قيادات في الحراك وآخرين من السلطة المحلية لتجنيب مدينة الضالع ويلات الحرب والدمار والنهب. وأضاف المصدر أن ممثلي السلطة المحلية بينهم من قيادة فرع حزب المؤتمر الشعبي العام اقترحوا على قيادة الحراك الموالين لهادي عدم السماح لمقاتلي اللجان وأنصار الشريعة (القاعدة) المتمركزين في ردفان الدخول إلى الضالع، وفي المقابل يتوقف الحوثيون في مدينة قعطبة –البوابة الشمالية لمدينة الضالع- إلاّ أن القيادي في الحراك شلال علي شائع رفض ذلك، متوعداً بإسقاط اللواء 33 مدرع ومعسكرات الأمن الخاصة والعام وكامل مرافق الدولة بالقوة. وقال ذات المصدر إن الكثير من كوادر ومسلحي الحراك امتنعوا عن المشاركة في القتال مع شلال بعد شيوع أخبار عن اتصال من علي سالم البيض يحذر من القتال في صفوف هادي وحلفائه جماعة الإخوان، وأن "معركتنا وقضيتنا الجنوبية ليست هذه التي يخوضها هادي ومن معه من حزب الإصلاح". وزير خارجية هادي وفي إطار التداعيات أكد رياض ياسين – المكلف من قبل هادي كقائم بأعمال وزير الخارجية – أن الوقت لم يعد في صالح ما وصفها ب"الشرعية". وقال ياسين في تعليقه لقناة العربية على تقدم الحوثيين في جبهتي الضالع ولحج إن "الوقت يضيق ولم يعد هناك مجال لجماعة الشرعية" مشدداً في مناشدته لدول مجلس التعاون الخليجي بسرعة إرسال قوات درع الجزيرة التي طالب هادي، أمس الأول، بتدخلها. السفير الأمريكي يبشر بقرب الإطاحة بهادي من جهته توقع السفير الأميركي في اليمن ماثيو تولر هروب الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي وسقوط محافظة عدن بأيدي الحوثيين في أقرب وقت، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من قوات الحوثيين أصبحت تسيطر على أنحاء كبيرة من البلاد. وقال تولر في تصريح لوكالة رويترز للأنباء أمس إن الحوار السياسي لن ينجح إذا أطيح بهادي أو اعتقل وسقطت عدن وهو ما قد يحدث بسرعة. وأشار إلى أن واشنطن وحلفاءها بحاجة لاتخاذ قرارات سريعة للحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن. وعبر السفير الأمريكي عن تفاؤله بتوصل الفصائل المتحاربة في اليمن إلى اتفاق على تقاسم السلطة إذا تمكنت مجموعة واسعة من الممثلين أن تجتمع خارج البلاد ودون تأثير من أطراف خارجية مثل إيران. خلفان: على الخليج عدم الانجرار إلى حرب في اليمن ودعا نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان، دول الخليج إلى عدم الانجرار لحرب في اليمن. وقال خلفان إن إيران تسعى للسيطرة على المنطقة العربية عبر إسقاط اليمن، موضحاً أن الأفضل هو استنزاف إيران داخل اليمن وعدم الانجرار خلف محاولات جر الخليج إلى حرب.
