بينهما ما صنع الحداد.. لكن متطلبات الشرعية المتغطرسة للعدوان على اليمن جمعت السيسي بتميم ليغادر الأخير شرم الشيخ بعد إلقاء كلمته التحريضية على اليمن . وهكذا تنتهي حفلة التحشيد على اليمن تاركة رتلاً لا نهاية له من استفهاميات ومفارقات على نحو.. هل في العدوان السعودي على اليمن تأديب لإيران ؟ أم أنها فقط نزعة الغطرسة والرغبة في تدمير اليمن ؟ وبافتراض النوايا الحسنة للغربان.. هل سيحل هذا العدوان المشكلة اليمنية أو يفرض هادي على اليمنيين وهو الذي لم يعد صالحاً للاستخدام الرئاسي لقائمة طويلة من الأسباب. وهكذا فإن حفلة التكبر على اليمن سبقت إعلان القمة لنكون أمام أسوأ مثل على البرجماتية عندما تكون مدفوعة الثمن وجالبة للقول بأن السعوديين يرون اليمن خط فقير أحمر وحسب.. ومن كوارث الأمة أن الإعلامي والمثقف الأكثر ضجيجاً في فضائيات الدفع الثوري صار يتبع السياسي والممول بالمطلق ، وليس أمامك كمشاهد ومتابع إلا حبس الأنفاس على هذا الكم من المغالطات التي تعطي العدوان على اليمن شرعية ظالمة وأسبقية خرقاء حتى على مجرد التفكير في توجيه أسراب الطائرات لتحرير الأقصى مثلاً . با لنيابة عن الشعب اليمني يتحدثون ويقرعون طبول الحرب ويقصفون منشآت جيشه وأمنه وفي الطريق يضربون أسواقه الشعبية لأن لهم موقفا من إيران التي تتطاول إلى جوارهم ، وبالصفاقة لم يسألوا هل حقاً تتواجد أي كتيبة من الجيش الإيراني أو حرسهم الثوري في اليمن ، وحول المخاوف على باب المندب لا يسألون كيف أن إيران نفسها لم تغلق مضيق هرمز التي تطل عليه ولو مرة واحدة فيما ستغلق باب المندب ! ع ند ذات الصمم يتحدثون عن شرعية رئيس مستقيل بعد أن انتهت ولايته ومرفوض وليس له موطئ قدم ولا يسألون كيف يحق لهم قتل اليمنيين لفرض شرعية هادي المنتهي بكل الحسابات فيما يحاربون شرعية بشار الأسد ! ثم لماذا انتهت شرعية مرسي في السجن عند ذات المطبخ ؟ ما أقوى الأسئلة ومنطقيتها وما أسخف إجاباتهم !