أوضح المستشار وليد شرابى، الأمين العام ل"المجلس الثوري المصرى"، أن سقوط العاصمة اليمنيةصنعاء في أيدي الحوثيين لم يكن بالحدث الهين أو المتوقع، معللاً ذلك بأن العقل الطبيعي لأي إنسان لا يمكنه أن يجد تبريرًا لما حدث من الجيش والقيادة اليمنية التي سلمت الدولة للحوثيين على طبق من ذهب، مشيرًا إلى أن إيران تتقدم بخطى ناجحة لبسط نفوذها الشيعي في المنطقة. وقال "شرابى" فى تدوينة له على حسابه الشخصى عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "لم يتوقع أحد أن يسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء دون أن تطلق رصاصة مقاومة واحدة، ودون أي حراك حقيقي يصد هذا العدوان!! لقد تركت الدولة كل مؤسساتها وتخلت عن دورها انبطاحاً منها أمام المد الشيعي الزاحف نحو العاصمة صنعاء". وأضاف: "وفي لحظات وجدنا أنصار الحوثي يضعون أيديهم على كل الوحدات العسكرية الخاوية على عروشها ثم تستولى تلك الميليشيات على الأسلحة الموجودة لصالحها وكأنها غنائم الحرب!! في ذات الوقت يجلس الساسة في اليمن يتبادلون الابتسامات ويعقدون اتفاقات الشراكة مع الحوثيين. وتابع شرابي: والحقيقة أن هذه التصرفات من القيادة لم تكن بالشيء السيئ، لأنه لولا هذه التصرفات لم يكن ليتضح لنا ما دبر لليمن في الخفاء لكي تتحول إلى ولاية إيرانية جديدة، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها الآن أن إيران تتقدم بخطى ناجحة لبسط نفوذها الشيعي في المنطقة، فمن مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران وتهدد من خلاله العالم بين الحين والآخر بإغلاقه، نجدها اليوم تسيطر على مضيق باب المندب في اليمن، وهي بذلك تسيطر على أهم منفذ بحري على مستوى العالم يربط بين الشرق والغرب". وأضاف: "السؤال الذي يثور في الأذهان: وماذا بعد؟؟ هل أطماع إيران ستتوقف عند جزر الإمارات الثلاث ومضيق هرمز وصنعاءاليمن ومضيق باب المندب ولبنان حزب الله والحرس الثوري الذي يسكن العاصمة السورية دمشق؟ أم أن الهدف الأسمى لم يتحقق بعد؟ وتابع شرابي: لا يمكنني أن أخفي قلقي كمسلم عربي من أن أرى اليوم الذي تقف فيه إيران بجنودها وأسلحتها أمام مرقد الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان؟ هل يظن عاقل أن الأطماع الإيرانية لا تصل إلى هذا الحد"؟ واستطرد قائلًا: "لقد ظن الكثير من المسئولين في الوطن العربي أن الاضطهاد الديني للفصائل السنية، وارتكاب المجازر في حقهم، والزج بالآلاف منهم في السجون والمعتقلات سوف يجلب الاستقرار للعديد من هذه الأنظمة العربية التي لم تكن مهددة من أحد، وذلك نظراً لطبيعة الاستقرار المادى والاجتماعي الذي تنعم به شعوب دولهم، فاختارت سلطات هذه الدول المواجهة ليس مع المد الشيعي الذي أحاط بهم من كل الجهات، ولكن مع التيارات السياسية السنية التي أرادت أن تنهض بدول عانت على مدى عقود طويلة من الاضطهاد والعنف وإرهاب الدولة المنظم الذي كان يحكم هذه الشعوب. وأضاف أن تلك التيارات التي كانت تكن التقدير والاحترام لكل الأنظمة العربية الحاكمة، ولم تتدخل يوماً في أي شان من شئونها الداخلية، وبالرغم من ذلك ناصبتها تلك الأنظمة العداء دون أسباب، وقبلت هذه الأنظمة أن يزحف التيار الشيعي إلى أكثر المناطق العربية حيوية وتأثيراً في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وذلك رغبةً من هذه الأنظمة في استقرار أوضاعها داخل دولها، ولكن الخطر الشيعي أصبح يطرق الأبواب". واختتم شرابي التدوينة بقوله: "إن لليمن ربًا يحميه وسيعود محررًا سنياً كما كان، ولكن ذلك مشروط بيقظة أصحاب الضمائر حكاماً ومحكومين على السواء.