دان مفتي تعز العدوان الغاشم الذي تقوده المملكة العربية السعودية وحلفاؤها ضد اليمن، داعياً المواطنين إلى الخروج للتنديد بهذا العدوان، والوقوف صفاً واحداً للدفاع عن الوطن والأمة بشكل عام. وقال الشيخ العلامة سهل بن عقيل باعلوي، مفتي تعز، في حديث ل"اليمن اليوم"، مساء أمس: "إن السعودية تقود عدواناً خبيثاً وغاشماً ضد الشعب اليمني الذي لم يرتكب أي جُنحة تستوجب كل هذا العدوان والقتل والتدمير"، موضحاً بأن العدوان "يستهدف اليمن بشكل عام وليس فئة أو حزباً أو منطقة، وذلك بغرض تدمير بنيته التحتية وقواته العسكرية وإضعاف قدراته والقضاء على الشعب وإخماد ثورته". واستهدف العدوان الذي تشنه طائرات التحالف بقيادة السعودية، منذ 26 مارس المنصرم، البنية التحتية والمؤسسات الخدمية من مطارات وموانئ ومصانع ومحطات للكهرباء والغاز والوقود ومخيمات النازحين والمواقع العسكرية للجيش والأمن اليمني، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى من المواطنين الأبرياء. وسخر مفتي تعز من تبرير قيادة العدوان في السعودية وحلفائها في الداخل للحرب على اليمن بأنها دفاع عن شرعية الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، متسائلاً: "عن أي شرعية يتحدثون وهادي فاقد للشرعية، وأي شرعية ممكن أن تأتي بعد كل هذه المجازر وجرائم القتل والتدمير؟". وفيما أعلن حزب الإصلاح رسمياً مباركته للعدوان، ذكَّر العلامة بن عقيل من يبيحون سفك الدماء وقتل المواطنين وتدمير البنية التحتية دفاعاً عن شرعية هادي، كما يزعمون، بما حدث عام 2011م، عندما خرج الناس إلى الساحات فيما عُرف حينها ب"الثورة الشعبية" ضد الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، واستغلت بعض القوى السياسية والشخصيات الدينية سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين لتبرير سقوط الشرعية عن الرئيس بمجرد سقوط قطرة دم واحدة من أبناء الشعب، حيث قال: "من أفتوا بسقوط الشرعية عن الرئيس الذي يقتل شعبه، هم أنفسهم من يساندون شخصاً فاقد الشرعية ويدعمونه في قتل وحرق وإبادة الشعب من أجل الجلوس على كرسي الحكم.!!" ووصف مفتي تعز تلك القوى والشخصيات ب"المتاجرين بالدين والسيادة والوطن والأرض والعرض"، مضيفاً: "هذه ثورة شعبية.. دماء وعرض وسيادة، وكلُّ من يقف في وجهها يعتبر عميلاً وخائناً وعدواً للشعب والوطن". وأوضح أن المؤيدين لما يُسمى ب"عاصفة الحزم" هم المرتبطون بالسعودية ارتباطاً كاملاً عقائدياً ومادياً، وولاؤهم لها أكثر من ولاؤهم للوطن، واصفاً من خرجوا في مسيرات بمحافظة تعز والحديدة تأييداً للعدوان السعودي على اليمن بأنهم "مُسيَّرون" من قبل قياداتهم الحزبية المرتبطة بالمملكة، وربما يكونون جائعين وعاطلين عن العمل،وتم تفريق مبالغ مالية عليهم من أجل الخروج لشكر الملك. العلامة سهل إبراهيم بن عقيل، وهو فقيه ومحدث سني صوفي، أشار في معرض حديثه عن الشرعية إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يتهمه أرباب العدوان وحلفاؤهم بالتحالف مع أنصار الله للانقلاب على عبدربه منصور هادي، مؤكداً بأنه لا يمكن قط مقارنة هادي بصالح، ولا حتى واحد بالمائة. وقال باعلوي: "صالح مهما كانت له سلبيات إلا أنه أفضل مليون مرة من هادي الذي لا يوازي أصبعاً واحداً من أصابع علي عبدالله صالح، بل أن ظفر أصبع قدم صالح بألف واحد من نوع عبدربه هادي".