شهدت العاصمة صنعاء، أمس، مسيرة جماهيرية حاشدة تنديداً بالعدوان الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد اليمن منذ 9 أيام، فيما أعلن حزب الإصلاح رسمياً تأييده للعدوان. وشارك في المسيرة، التي دعا لها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني، الآلاف من سكان العاصمة صنعاء الذين أدوا صلاة الجمعة في ميدان التحرير، لتنطلق المسيرة بعد ذلك إلى ميدان السبعين، رافعين لافتات منددة بالعدوان، ومرددين هتافات تؤكد بأن الشعب اليمني لن ينسى الجرائم والمجازر التي يرتكبها حلف العدوان بقيادة السعودية، مستهدفين البنية التحتية والمنشآت والمواطنين الأبرياء. وأشار بيان صادر عن المسيرة إلى أن العدوان السعودي وحلفاءه الغاشم على اليمن يمثل تعدياً صارخاً ومخالفة واضحة وصريحة لكل المواثيق الدولية والإنسانية، وفي مقدمتها ميثاق الأممالمتحدة وميثاق الجامعة العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، والتي أكدت على وحدة وسيادة واستقلال اليمن ورفض التدخل الخارجي في شئونه من قبل أي دولة. ودعا البيان مجلس الأمن الدولي والأممالمتحدة بسرعة تحمل مسئوليتهم، والعمل على إيقاف العدوان الذي تشنه السعودية وتحالفها ضد الشعب اليمني، وفقاً لميثاق الأممالمتحدة الذي يمنع ويجرِّم أي اعتداء على سيادة واستقلال أي دولة عضو في الأممالمتحدة، آملاً منهم أن يتحركوا بشكل عاجل لإيقاف هذا العدوان بدلاً من الإسهام في تعقيد الأمور والأزمة التي يعيشها البلد، من خلال النظر لطلبات من يسعون لاستصدار قرارات دولية ضد اليمن ومواطنيه وأبنائه. وأوضح البيان بأن ما وصفه ب"العدوان البربري" على اليمن جاء فيما كانت القوى السياسية تجري حواراً برعاية أممية لتجاوز الأزمة التي يعيشها البلد، وفي وقت كان الجميع يعوِّل أن يعمل الأشقاء على مساعدة اليمنيين على إنجاح الحوار والوصول بالبلد إلى بر الأمان، إلا أن الشعب اليمني فوجئ بعدوان تقوده السعودية عبر عملية قصف جوي استهدف ضرب مقدرات الشعب اليمني، مدنية وعسكرية، وبشكل عشوائي، ما أسفر عن سقوط المئات من الضحايا بين شهداء وجرحى، بشكل لم يكن متوقعاً من قبل أشقاء تربطنا بهم صلة الدم والرحم والدين والتاريخ واللغة والثقافة والجوار والمصير المشترك. واستغرب المشاركون في المسيرة الجماهيرية تبرير دول العدوان بمزاعم أن الحرب ضد اليمن بهدف حماية شرعية عبدربه منصور هادي، التي قال البيان إنها انتهت وتجاوزها الشعب اليمني، متسائلاً في نفس الوقت إن كانت الشرعية التي يحمونها هي قتل الأطفال والنساء والشيوخ وضرب مقدرات اليمنيين من مطارات وموانئ ومصانع ومعسكرات وبنية تحتية واستهداف مخيمات النازحين واستهداف التجمعات السكانية بشكل عشوائي؟! وهل الشرعية هي فرض حصار جوي وبري وبحري على البلد، في وقت تعاني فيه من أوضاع أمنية وسياسية واقتصادية صعبة جراء الفشل الذريع الذي لحق بها نتيجة السياسات الخاطئة لمن أداروا البلاد خلال الفترة الانتقالية؟. وأوضح البيان أن السعودية وحلفاءها في العدوان على اليمن يسعون من خلال ذلك العدوان إلى تحويل اليمن إلى بؤرة للصراعات الطائفية والمذهبية التي يغذونها ويمدونها بالسلاح والأموال والإعلام التحريضي المثير للفتن، وتدمير الجيش اليمني لإخلاء الساحة للعناصر الإرهابية للعبث بأمن واستقرار البلد وسلامة أبنائه. وطالب المشاركون في المسيرة الجماهيرية بمحاسبة من استدعى هذا العدوان، وفي مقدمتهم عبدربه منصور هادي، وفريقه، باعتبار ذلك جرماً وخيانة وطنية عظمى تستوجب المحاكمة عليها، بالإضافة إلى محاسبة من يبرر ويساند ويروج لهذا العدوان، مؤكدين أن شعبنا اليمني العظيم سيحاسب كل أولئك الذي يقفون وراء استدعاء هذا العدوان والتبرير له بأي شكل من الأشكال، عاجلاً أم آجلاً.