إن منهجية حزب الإصلاح، فرع الإخوان المسلمين في اليمن، القائمة على قاعدة التمكين وعالمية الجماعة هي السبب الرئيسي وراء فشل هذه الجماعة سياسياً وغرورها ودورانها الدائم حول نفسها، وعدم قدرتها على تقبل مبادئ التعايش والشراكة السياسية والاجتماعية، بل أنها قد جردتهم للأسف من قيم الوطنية والانتماء للأرض، ونزعت عنهم حساسية الرفض للتدخلات الخارجية، وجعلت منهم، غالباً، أدوات للخارج بالفطرة وبصورة لا يشعرون فيها بالخيانة الوطنية، ومن ملامح هذه الحالة المستعصية على سبيل المثال في اليمن: 1 - "التغزل بالتدخل الأجنبي"، ومن ذلك البيان الصادر عن الأمانة العامة لحزب الإصلاح الخميس الذي أعلنوا فيه تأييدهم المطلق للعدوان السعوأمريكي على اليمن، واتهامهم الدائم لخصومهم بتنفيذ أجندة خارجية اعتقاداً منهم أن ذلك من طبائع الأمور ومقتضياتها، فهم يعتبرون التدخل الأمريكي والسعودي ضرورة في مواجهة التدخل الإيراني، مع أن الأصل رفض كل أشكال التدخل، بغض النظر عن تصرفات خصومهم المزعومة. 2 - "الجماعة أولاً"، ويتجلى ذلك من خلال مسارعتهم لتشييد نصب تذكاري للغزاة العثمانيين بصنعاء، وتفاخرهم الدائم بزعيم هذه الدولة الذي يقود معارك تركيا الاقتصادية في سوريا والعراق واليمن. 3 - "النظرة الاستعلائية"، عبر التشكيك الدائم بانتماء اليمني لليمن، ففي قاموسهم هم الشعب ونحن الفرس، وهم شيوخ وأئمة علم، ونحن عوام ومبردقين. 4 - "الجماعة هم المجتمع"، لهذا يعتمدون دوماً على منهجية تفكيك النسيج الاجتماعي كجزء من استراتيجية معاركهم السياسية، ومن الأمثلة على ذلك سعيهم الدائم لإحياء النعرات الجهوية والمناطقية عبر مسميات، مثل هذا تعزي وهذا صعدي وذاك حضرمي.. وهذه مأرب وتلك أرحب، وتتجلى أعلى صور هذه الإرادة في ما سمي بمشروع الأقاليم الذي استجلبوا فيه كل مسميات الماضي التي ستحول دون توحد اليمن لقرون، كسبأ وأزال والجند. 5 - "جيش الجماعة"، وهذا بات واضحاً من خلال دعمهم السياسي والميداني للمجاميع التكفيرية المسماة القاعدة، رغم أنها مكونة من هجين من كل دول العالم، وفي المقابل توقعهم الدائم بوجود أجانب تقاتل في صفوف خصومهم.. ولهذا نسمع دوماً في إعلامهم عن وصول مقاتلين إيرانيين للقتال مع الحوثيين في بني مطر والحيمة الداخلية وجرف قابع. 6 - "التوكل على الأجنبي"، ومن ذلك مسارعتهم للقبول بأي عرض دولي بدون قيد أو شرط. 7 - "عدمية الاعتراف بالشريك الوطني"، ولهذا لم يتقبلوا أبداً التعايش السياسي مع الآخر، وهذا سبب رئيسي للهجرة الجماعية لعدد من شباب الحزب بعد 21 سبتمبر إلى اسطنبول، بغض النظر عن الحضور السياسي من عدمه لبعضهم، وتقديم الكثير منهم لطلبات اللجوء السياسي في السويد وكندا وغيرها. وسأكتفي بهذه المعطيات التي تؤكد المؤكد، وأحب الإشارة إلى حقيقة يجب إدراكها، وهي "أنه ليس كل إصلاحي إخوانياً، ولكن كل إخواني إصلاحي".. ولهذا يوجد اليوم من قواعد الإصلاح من كفر بقيادته وسياستهم التي دمرت أحلام بعض الصادقين ممن توقعوا يوماً أن هذه الجماعة ستكون اللبنة الأولى لتجديد العلاقة الصحيحة بين الدين والسياسة، بعكس ما آلت إليه الأمور من توظيف هذه الجماعة للدين لأغراض سياسية..