الجيش الباكستاني ليس للإيجار .. عبارة قوية ضمن وقفات محترمة داخل البرلمان الباكستاني أجهضت مشروعاً حكومياً لالتحاق باكستان بتحالف العدوان السعودي على اليمن . الجيش الباكستاني ليس للإيجار .. موقف محترم مرتين .. مرة لأنه دافع عن كرامة الجيش الباكستاني ، ومرة لأنه أشار إلى أن من يشاركون في عدوان السعودية على اليمن هانت عليهم كرامة بلدانهم فسمحوا بأن تكون جيوشهم للإيجار .. أليس في العربية ما يؤكد ذلك "وبضدها تتمايز الأشياء " . الحديث هنا ليس عن مشاركة الأنظمة الخليجية دون سلطنة عُمان وإنما عن أنظمة عربية أخرى مثل مصر والسودان والأردن التي ما تزال مصممة على البحث عن حلول لأزماتها الاقتصادية عن طريق استلام أثمان مشاركتها وتشكيلها غطاء لتحالف العدوان السافر حيث صار على كل مصري وسوداني وأردني أن يتذكر وهو يلتهم رغيف الخبز أن حكومة بلاده غمست الرغيف الذي يأكله في دم أبرياء يمنيين سقطوا وما يزالون . تحالف عدواني همجي يواصل إلقاء جحيم صواريخ 185 طائرة ، فضلاً عن خفايا وزوايا يكشفها ترحيب الصهاينة الإسرائيليين المستمر بهذا القصف حيث الدعم اللوجستي الاستخباراتي الأمريكي يخرج من ذات دوائر العداء ونفس الرغبة في القضاء على الجيوش العربية بعدتها وعتادها . لم يكن الباكستانيون ليتخذوا قرار الحياد لولا أن عندهم ديمقراطية نأت بباكستان عن المشاركة في العدوان وأكدت إدراكهم لخطورة تدخل الجيش الباكستاني في مهمة يراد لها أن تكون برية تغطي عجز هؤلاء وإدراك ما يمكن أن يلحق بالعقيدة القتالية للجيش الباكستاني وهو ما نأمل ان يستوعبه الأشقاء في مصر تحديداً خاصة بعد أن وصل الحال بقائد الجيش صبحي صدقي درجة تجشم عناء السفر إلى العاصمة الباكستانية ليستبق تصويت البرلمان في مهمة يخجل اللسان عن إطلاق الوصف الذي تستحقه. إشارة الأمل وسط ظلام البيع والشراء في الجيوش هو الموقف الباكستانيوالعماني الذي أكد أنه ليس كل الجيوش للإيجار رغم الأثمان التي يجري دفعها في تحالف العدوان الهمجي السافر على اليمن إما للمشاركة أو حتى لضمان صمت من لا يزال في وجههم شيء من ماء الحياء.!