كان يمتلك نواز شريف، رئيس وزراء باكستان، الصلاحية لمشاركة آل سعود العدوان على اليمن دون الرجوع للبرلمان.. ولكنه فضَّل الرجوع للبرلمان بعد أن تباطأ كثيراً في اتخاذ القرار لسبب هام، وهو أن الجيش الباكستاني شدَّد على نواز شريف بضرورة الانتظار، ومراقبة تطورات الوضع الميداني في اليمن، قبل اتخاذ القرار بالمشاركة.. السعودية كانت تراهن على انهيار يمني سريع أمام ضرباتها الجوية، وآلتها الإعلامية، وعملائها في الداخل، ورسمت خطتها بناءً على ذلك.. وأبلغت حلفاءها أن القوات المشاركة في العدوان لن تكون إلا بمثابة قوات حفظ سلام في بلد انهار جيشه وكل مؤسساته، مع تكفل القاعدة والإصلاح وبقية العملاء بالقضاء على بقايا اللجان الشعبية التابعة لأنصار الله.. هذه المعطيات التي تم البناء عليها من الواضح أنها لم تكن مقنعة للجيش الباكستاني، الذي أوعز لرئيس الوزراء، شريف، بالانتظار والمراقبة، ومن ثم اتخاذ القرار المناسب.. كانت المشاركة الباكستانية مؤكدة، كون التحالف العشري تم الإعلان عنه في الليلة ا?ولى للعدوان، وبالتأكيد أن ذلك تم بالتنسيق مع شريف، ولكن دون الرجوع للطرف المعني، الجيش الباكستاني، الذي كان على أتم الاستعداد للمشاركة في حال نجاح السيناريو السعودي الغبي المخطط لعاصفة الحزم، وهذا ما لم يتم. بإيعاز من الجيش قرر شريف التنازل عن صلاحيته والعودة للبرلمان، ورفض المشاركة في العدوان، منعاً للحرج أمام أصدقائه آل سعود.. ليست السعودية ولا الإمارات ولا نواز شريف ولا الجيش ولا البرلمان الباكستاني، ولا أحد آخر، كان بيده قرار المشاركة الباكستانية في العدوان على اليمن. بانتصاراته على أرض الميدان، الجيش اليمني واللجان الشعبية هي التي حددت ماهية القرار الباكستاني وليس أحد آخر..