إذا أرت أن تهدم فكرة أو تشوه صورة أي دين فطبقه تطبيقاً سياسياً: وحتى يتم توقيف مسيرة الإسلام العظيم، الذي يدعو إلى العلم والبحث، والتقدم واحترام حقوق الإنسان وحمايته، وكذلك رسالة الإسلام التي تدعو إلى التسامح، والتعاطف، والرحمة.. جأوا بداعش والحركات التكفيرية مثل القاعدة وغيرها من المسميات المختلفة، ومعظمها خرجت من عباءة الوهابية: ليرتبط الإسلام بالموت والإرهاب والوحشية، ويقوموا بخلط الأوراق ليتسنى لهم تنفيذ ما يريدون من مخططات تهدف إلى تقسيم المنطقة وإعادة السيطرة على ثروات المسلمين.. وكذلك إلى جر العرب، والمسلمين إلى الهدف الأكبر للصهيونية وهو إشعال الحرب السنية الشيعية للتمهيد لقيام دولة إسرائيل الكبرى بعد أن فشلت مخططاتهم في بعض البلدان من خلال فوضى الربيع العربي التي دمرت بعض الدول العربية.. وحتى يتم القضاء على داعش وغيرها من الحركات التكفيرية والإرهابية لابد من تغيير كبير في منهج الفكر الوهابي الذي غزا معظم الدول العربية والإسلامية ابتدأ من السعودية وانتهى في باكستان إغلاق القنوات الفضائية التي تروج لهذا الفكر المتطرف مطالبة علماء الأمة بإدانة الأعمال الإرهابية ومن يدعمها بالمال والكلمة.. تدمير كتب ابن عبد الوهاب وغيره من دعاة الفتنة والكراهية والتي تحرض على التكفير والقتل واستباحة دماء الأبرياء وأعراضهم التي حرمها ديننا الإسلامي الذي يدعو إلى المحافظة على حياة الإنسان وأن هذا الإنسان يمثل عند الله البشرية كاملة والمحافظة على حياته وأمانه، وماله وعرضه واجب كل البشر أفراد، وجماعات ومجتمع وحكومات قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) الإسلام دين الحياة وليس الموت فمن أين جاؤوا بكل الأفعال البشعة التي شوّهت الإسلام وأساءت للبشرية المحبة للسلام في العالم. الإسلام دين يدعو إلى التسامح والمحبة بين البشر ويحث المسلمين على طلب العلم والبحث والتطوير وتنمية المجتمعات وتوفير الأمان والحياة الكريمة والتعايش بسلام مع الجميع. ما حدث في اليمن، السعودية والكويت، ومصر من تفجيرات يذكرنا بما قاله رئيس حلف الناتو السابق في أوروبا "كلارك": السعودية هي أول من أسهمت في تأسيس داعش وهي أول من يكتوي بنار داعش" ويقول معهد واشنطن: لا يزال السعوديون يشكلون مصدر تمويل مهم للجماعات السنية المسلحة الناشطة في سورية، والعراق وليبيا، واليمن ومصر وغيرها من مناطق الصراع في المنطقة وحسب تقرير للمعهد: إن السعوديين المتعاطفون مع الجماعات السنية المسلحة أرسلوا لها مئات الملايين من الدولارات في السنوات الأخيرة. أما الدعم الحكومي بطرق مختلفة فيقدر "بالمليارات من الدولارات" وتسعى السعودية إلى تمويل: الأحزاب المعادية من أجل الإسهام في بلوغ أهداف معينة في سياساتها، ولا ريب في أن الرياض استلذّت بالزحف السني الأخير الذي قادته الدولة الإسلامية "داعش" ضد الحكومة الشيعية في العراق، وكذلك بالمكاسب التي حققها المتشددون في سورية على حساب الرئيس بشار الأسد" وعن الكويت: "المتعاطفون في الكويت شكلوا مصدرا مهماً لتمويل تنظيم داعش ولاسيما في بداياته وتعتبر الكويت أكثر البيئات تسهيلاً للتمويل الإرهابي في الخليج العربي" فهل يصحو العقل العربي ويقلب الموازين على المؤامرة الصهيونية ويتحدوا جميعاً لمواجهة "داعش" وكل حركات التطرّف والإرهاب في عالمنا العربي والإسلامي قبل سقوط سوريا وتدمير اليمن وانهيار مصر: على رعاة الإرهاب الذين تلطخت أيديهم بدماء ملايين الأبرياء وفق حسابات وإستراتيجيات خاطئة تماماً عليهم مراجعة مصالح شعوبهم قبل فوات الأوان..