بشكل فاضح استطاعت أن تمول الإرهاب، واستطاعت كذلك أن تقتل الأطفال والنساء بدم بارد، وأن تحاصر ثلاثين مليون إنسان، واستطاعت أن تقصف وتدمر كل شيء في اليمن، وحتى المباني والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة استطاعت السعودية أن تقصفها وتمسح بمكاتبها الأرض، واستطاعت أكثر من مرة أن تكسر نداءات وتصريحات ومواقف أمينها العام، وأيضاً استطاعت أن تحول المبعوث الأممي إلى مجرد (كركوز) لا أكثر، وهاهي على مدى ساعات اليوم الأول والثاني من الهدنة الأممية المعلنة تواصل القصف والقتل والعدوان. والمعنى بكل وضوح أن السعودية وللمرة الألف تمعن في إهانة الأممالمتحدة، وتبالغ في التحدي والاستخفاف بكل قوانينها ومواثيقها الدولية، وفي تطويعها أيضاً كيفما تريد، بل وتحولها يوما بعد آخر إلى مهزلة بالفعل، وإلى مجال للسخرية والتندر على امتداد هذا العالم الواسع، والسؤال: ما الذي تبقى من كرامة الأممالمتحدة بعد كل هذه العربدة السعودية؟ وهل تشعر الأممالمتحدة بحجم الإهانة التي أصابتها؟ أم أنها تنتظر من هذا الكيان الإرهابي أن يتبول عليها كي تشعر فعلاً بأنها قد أهينت؟ نعم لقد بات معروفاً لدى كل أطفال العالم بأن الأممالمتحدة أخفقت -وعلى نحو غير مسبوق- في تحقيق أي انتصار لكرامتها المهدورة -ولو لمرة واحدة- منذ اليوم الأول للعدوان على شعبنا المظلوم وعلى بلدنا الذي يمثل أحد أعضائها المؤسسين، ولذلك فإن الأممالمتحدة ما لم تبادر -وبشكل سريع وعاجل- إلى تقديم مواقف صارمة تنتصر من خلالها لكرامتها المتناثرة أولا، فإنها مطلقاً لن تنتصر بعد ذلك لأي مظلوم في هذا العالم، وعندئذ ستتجاوزها الشعوب، وستكون قد أصبحت مجرد جهة فاقدة للاحترام وليس أكثر. *من حائطه