قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، السيد بيتر ماويرر، إن اللجنة بصدد توسيع عملها في اليمن، بالتنسيق مع كافة أطراف النزاع الدائر، لضمان تجاوز المحاذير الأمنية التي تحدُّ من عملها في تقديم المساعدة الإنسانية إلى المتضررين من النزاع بكل سهولة والوصول إلى الخطوط الأمامية للمواجهات. وأكد بيتر ماويرر في المؤتمر الصحفي الذي عقده، أمس، بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعاصمة صنعاء أن الوضع الإنساني في اليمن مأساوي بدرجة غير متوقعة، مشيراً إلى عدم قدرة فرق الصليب الأحمر على العمل في محافظتي تعز ومأرب، نظراً لخطورة الوضع على حياة العاملين الإنسانيين وتفشي ظاهرة حرب الشوارع واستهداف الأطراف المتنازعة للفرق الطبية. وأشار إلى أن زيارته إلى اليمن سوف تحقق نتائج إيجابية وسريعة في الاستجابة الإنسانية للوضع في اليمن، نظراً لأن صورة الوضع الإنساني التي لمسها من خلال زيارته لم تكن واضحة لدى المجتمع الدولي، حتى اليوم، معرباً عن تفاؤله الكبير في أن تثمر هذه الزيارة عن مضاعفة جهود الصليب لمواجهة هذا الوضع الذي وصفه بالمأساوي، كون ما تقوم به اللجنة حالياً مع شركائها من منظمات المجتمع المدني لا يفي بالغرض لتغطية جميع الجوانب الإنسانية، خاصة والبلاد تعاني من الحصار الاقتصادي. وقال: "ينبغي أن تعي كل الأطراف الدولية أن الحصار خلف أوضاعاً كارثية لا يمكن وصفها، وعليها أن تدع السلع الغذائية والطبية تتدفق إلى اليمن، حتى يتمكن من النهوض مجدداً، إذ لا يمكن للمساعدات أن تعيد الوضع الاقتصادي دون إتاحة الأدوات الضرورية أمام اليمنيين". وتطرق السيد ماويرر إلى ما لمسه من أوضاع كارثية في القطاع الصحي، ونتائج لقاءاته مع المسئولين اليمنيين، مناشداً جميع أطراف النزاع أن تتعامل بحسن نية مع جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتقديم الدعم لفريقها في اليمن للقيام بعملهم الإنساني دون انحياز. مؤكداً أن اللجنة وفريقها في اليمن ملتزمون في عملهم بالقانون الإنساني الدولي، مشيراً إلى أن اللجنة ستنخرط خلال الأيام القادمة مع كافة أطراف النزاع لتجنيب المدنيين ويلات الحروب، وضمان التزام تلك الأطراف بالقانون الإنساني وتقديم المساعدات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية، ومنع تجنيد الأطفال في النزاع الدائر. ودعا وسائل الإعلام إلى إعطاء الوضع الإنساني في اليمن حقه من التغطية، والمجتمع الدولي والمانحين إلى تقديم الاستجابة اللازمة لتسريع خطى الإغاثة وتعاضدهم السريع من أجل وقف العنف الذي لن يرحم أحداً في اليمن. وتتعالى أصوات المنظمات الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن، جراء الحرب المتعددة الأوجه التي يشنها العدوان على الشعب اليمني، وكان منسق الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في اليمن "يوهانس فان دير كلوو" قد وصف ما تتعرض له اليمن بأنه تدمير شديد للبنية التحتية. المسؤول الأممي "يوهانس فان دير كلوو" الذي أنهى مؤخراً زيارته لمحافظة صعدة، التي استمرت يومين، حمل رسالة إنسانية إلى العالم تجسد الصورة الحقيقية للعدوان الذي تتعرض له بلادنا، وقال إنه شاهد تدميراً شديداً للبنية التحتية المدنية بصعدة طال الأسواق والبنوك والمدارس. الاستهداف الذي يطال المدنيين بصورة مستمرة جعل منسق الشئون الإنسانية لليمن يشدد على أهمية أن تعمل جميع الأطراف على حماية المدنيين وتوفير سبل العيش، وأن تكون البنية التحتية بمنأى عن القصف والضربات الجوية. تتزايد أعداد السكان الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية بفعل الحصار والتدمير الذي يتعرض له البلد، ووفقاً لمكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بلادنا فإن ما يقرب من 80 % من السكان بحاجة إلى بعض المساعدات الإنسانية. الاتحاد الأوروبي هو الآخر حذر من تفاقم الأزمة في اليمن، وأن معدلاتها كارثية، ويؤكد المفوض الأوروبي لشئون المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات "كريستوس ستيليانديس" أن اليمن بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، خاصة أن الاحتياجات الإنسانية بلغت معدلات كارثية، وأن 80% من اليمنيين يحتاجون إلى مد يد العون لهم، مطالباً جميع الأطراف الالتزام بالقانون الإنساني الدولي الهادف إلى حماية المدنيين. هذه الدعوات والتحذيرات التي تطلقها العديد من المنظمات الدولية بخصوص الأوضاع المأساوية لليمنيين، لم تجد طريقها لتصل إلى مسامع العدوان الذي تزداد وحشيته يوماً تلو الآخر، لتزيد معها أرقام الضحايا من المدنيين، ويتلذذ بممارسة الإبادة سواء عن طريق القصف المستمر أو عن طريق الحصار الاقتصادي والتجويع، الأمر الذي ينبئ بكارثة إنسانية يجب أن يتنبه لها العالم، ويوقف ما يتعرض له أبناء اليمن من حرب إبادة.