وصل إلى عدن نحو 800 عسكري سوداني للمشاركة في العدوان الذي تتزعَّمه وتقوده السعودية، هذه المملكة التي لا تثق في جيشها ورجالها.. ويُقال إن السودان مُلزمَة بتصدير ستة آلاف جندي إلى اليمن، حسب أوامر ولية نعمتهم السعودية. السودان.. هذا البلد الجميل الذي كان يصدِّر إلينا المدرسين لتعليمنا، ورغم ذلك لم نستفد من تعليمهم شيئاً، لأننا لو استفدنا من تعليمهم لكنا الآن دولة مثل ماليزيا.. لكن هذا الجيل لم يحقق أي إنجاز سوى النوم والكسل والتواكل الذي أصابتنا عدواه من مدرسينا السودانيين الأفاضل. وقفت اليمن- رغم فقرها- مع السودان، في التسعينيات، أكثر مما فعلت السعودية، والآن السودان تبيع جنودها للسعودية.. وبينما كان السودانيون يأتون إلى اليمن لتدريسنا، ها هم يأتون اليوم لقتلنا. لا ضير في هذا.. فما زال هناك مساحات شاغرة لبناء مقبرة سودانية، لأن المرتزقة لا ينتصرون على أصحاب الحق، والذي يأتي ليقاتل مقابل مبلغ من المال فقد ثمَّن نفسه جيداً، ويعرف قدر نفسه. هناك سؤال يدور برأسي: ما دامت السعودية غير قادرة على مواجهة اليمنيين وقتالهم، فلماذا تتهور في خوض هذه الحرب وهي لا تمتلك رجالاً، ولماذا تضطر لاستئجار الجنود وشراء المرتزقة!! وما دامت السعودية تخاف من المواجهة- وهي تخاف فعلاً- فلماذا تصرُّ النملة على الطيران وهي تعلم أن الجو مليء بالطيور التي ستلتهمها بكل بساطة.. وهذا ما يحدث في الحدود كل يوم. السعودية تشبه ذلك الحمار الذي شبع وأراد النهيق في وادٍ مليء بالسباع، فحذروه من السباع الجائعة ونصحوه بكتم نهيقه، لكنه لم يقبل النصح، فتناهشته الأنياب وخَمَشَته الأظافر. هل سيرسل بن سلمان التعازي للسودان في حال حدثت لهم مجزرة، كمجزرة صافر التي جعلت الإمارات تنكِّس أعلامها بعد ذلك الصاروخ الشهير توشكا؟ الأيام كفيلة بكشف كل شيء.