سأقصف المنازل وإذا كان ولا بد من أن تحزنوا على ضحاياكم فلا بأس بشرط أن تتفهموا دوافعي المحقة الخيرة، عاصفة العهر العربي تقول هذا! سيقاطعني ابن العاصفة للتو قائلا بابتذال: العاصفة وإن قصفت منازل فهي لا تقصف إلا منازل الأشرار، قيادات صالح والحوثيين، الذين يقصفون منازل الأبرياء. وردي عليه: متى كان استهداف منازل الأشرار أمرا مشروعا في نظر الأعراف والقوانين الدولية؟ وأطفال ونساء وجيران أولئك الأشرار أليسوا أبرياء أيضا؟ فضلا عن أن استهداف الأشرار لمنازل الأبرياء محل شك وخلاف وليس محل إجماع، بينما عاهرتك السعودية تعترف بذلك، وبتباهٍ، ضمن استراتيجيتها الحربية النبيلة جدا! إلى أن نستوثق جميعا من كافة الأدلة والحقائق، لا نستطيع إلا أن نشجب وندين ونندد بفظاعة الجرائم السعودية عملا ب"الاعتراف سيد الأدلة". هناك جرائم مُعترف بها، وهناك جرائم مُدعاة، متى يفهم ابن العاصفة هذا؟ يقر داعش بارتكاب مجزرة ما، والسعودية كذلك، فتسارع جماعة "شكرا سلمان" إلى اختلاق مجزرة من العدم، ونسبها مباشرة إلى صالح والحوثي، حصل هذا مرات عدة، ولسان الحال يحاول باجتهاد القول "حبة بحبة". نسي هؤلاء أن زمن 2011 ولى، إنه بِهرار من نوع ما، كتبذير من لا يخاف الفقر ولا يخشى على تجارته من البوار، يصطنعون الأكاذيب من لا شيء، ومن ثم يأتون ليحاججوا بها وكأنها من بديهيات الناموس الكوني، لهذا قيل بالعامية المصرية "الإخوان كدابين". كان جنود وضباط الجيش والأمن يُقتلون شر قتلة على يد جماعة "أنصار الشريعة" الإرهابية، بينما كانت ساحات ومظاهرات 2011 تهتف "سلمية سلمية"، وقتئذ، كان بمقدور أبلد متحمس أن يرد مبرئا الثورة "قاعدة عفاش". بصرف النظر عن مسميات الأطراف كافة وحُجة من أقوى، لكن من الخبالة الزائدة تصوير الوضع في تعز كما لو أن هناك طرفا مسلحا واحدا وطرفا آخر مُسالما يوزع دقيق وسكر وبالليل يطلع أسطح المنازل يأكل زعقة ويسمع أغنية إليسا "سلم لي عليه"، هي من حروب المدن، وضحاياها من المدنيين أكثر، ولأنها حرب، فالأكيد أنها بين طرفين مسلحين، هذا إذا ما استثنينا أطراف العدوان الخارجي طبعا. [email protected]