قتل ما لا يقل عن 47 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال والمدنيين في ثلاث غارات جوية للطيران الحربي استهدفت منازل بمنطقة "عرابة" الواقعة شرق مدينة ضحيان في مديرية رازح بمحافظة صعدة (شمال اليمن) مساء اليوم الأربعاء. وقالت مصادر محلية في ضحيان ل"المصدر أونلاين" إن الغارتين الأولى والثانية استهدفت منزل التاجر "محمد جابر عوض" المكون من ثلاثة طوابق وتم تدميره بالكامل بالإضافة إلى أحد المنازل المجاورة.
وأضافت المصادر ان القصف خلف أكثر من عشرة قتلى من الأسرتين القاطنة بالمنزلين بمن فيهم من الأطفال والنساء.
وعلى إثر ذلك تجمع العشرات من المواطنين قدرتهم المصادر بأكثر من خمسين مواطناً لانتشال ضحايا الغارتين، لكن غارة ثالثة باغتتهم ليسقط عشرات القتلى والجرحى وفق إحصائية أولية غير دقيقة، حيث لا تزال عمليات البحث جارية، بينما أكد مصدر محلي مشارك في عمليات الإنقاذ ل"المصدر أونلاين" انه تم انتشال 47 جثة حتى كتابة هذا الخبر.
وأشارت المصادر إلى أن "عوض" الذي تم قصف منزله يتهم بعلاقته ودعمه للحوثيين، غير أنها قالت ان القصف لم يعد يفرق بين المتمردين أو المشبه بعلاقته بهم، وبين المدنيين والنساء والأطفال.
وناشد أهالي مدينة رازح المجتمع المحلي والدولي الالتفات إلى ما يجري في مدينته من "مجازر" حسب قولهم. وقال أحد سكان المدينة في اتصال هاتفي ان الطيران يرتكب جرائم بحق المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، حتى وان كانوا يستهدفون الحوثيين بهذه الضربات.
وأضاف ان المتمردين لا يتواجدون إلا بنسبة ضئيلة فيما الغالبية لا تقف إلى جانب التمرد الذي حمله جانب من هذه الجرائم التي ترتكب باعتبار ان وجوده في هذه المدينة التي لم تدخل الحرب منذ بدايتها يعطي الذريعة للدولة لقصف السكان.
وقال مراسل "المصدر أونلاين" إن استياءً وغضباً شديداً يعم أبناء المدينة الذين حملوا السلطة والحوثي مسئولية ما يحدث للأبرياء، وفي حين يطالب الأهالي الحوثيين بالخروج من المناطق الآهلة بالسكان، دعت السلطة إلى قتال المتمردين براً إن كانت جادة في قتالهم لما للقصف الجوي من نتائج كارثية على حياة المدنيين، وحذروها من الاستمرار في القيام بمثل هذه التصرفات التي قالوا أنها قد تدفع الجميع للوقوف مع الحوثي رغم عدم اتفاقهم معه.
وأشارت مصادر محلية إلى أن هناك تمشيط يقوم به الحوثيون على متن أطقم عسكرية لبعض مناطق رازح بين الفترة والأخرى مما يجعل الطيران يستهدف الأحياء المكتضة بالسكان ويروح ضحيته مواطنون أبرياء. وفقاً لتلك المصادر.
ودانت منظمة سياج لحماية الطفولة كافة أعمال القتل والتدمير والتشريد التي تمارس من قبل الطيران العسكري اليمني والسعودي ضد المدنيين اليمنيين في محافظة صعدة.
ودعت المنظمة الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بصفة كل منهما القائد الأعلى للقوات المسلحة في بلده إلى وقف فوري لاستخدام الطيران في المعارك وفتح تحقيق عاجل في العمليات العسكرية التي تسببت بسقوط عشرات الأطفال والنساء قتلى وجرحى وتقديم المسئولين عنها إلى المحاكمة وتعويض أسر الشهداء والقتلى تعويضاً عادلاً وتحديد مناطق آمنة لعبور الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحاصرين في مناطق القتال.
وفي حين أبدت المنظمة رفضها ل"كافة أساليب العنف والخروج على الشرعية الدستورية والقانونية من أي طرف"، دعت عبدالملك الحوثي بصفته قائد جماعة الحوثي إلى "الالتزام بدستور وقوانين الجمهورية اليمنية وإلزام أتباعه بعدم القتال في القرى والبلدات السكنية وعدم استخدام المدنيين دروعاً بشرية وتعريض حياتهم وأمنهم وسلامتهم للخطر".
وتعد هذه ثالث ضربة تعرض لها سكان رازح خلال ثلاثة أيام ويسقط فيها عشرات القتلى والجرحى معظمهم من النساء والأطفال؛ فقد شن الطيران فجر اليوم الأحد غارات راح ضحيتها 26 مدنياً غالبيتهم نساء وأطفال.
وأكدت المصادر أن القصف فجر اليوم استهدف مواطنين لا علاقة لهم بالتمرد، مشيرة إلى أن الضحايا توزعوا بين بين 15 طفلاً و3 نساء وكهلين، و6 رجال، بينما المنازل المستهدفة ليس لمالكيها أي علاقة بالمتمردين الحوثيين.
وطبقاً للمصادر فإن الأسر التي راحت ضحية قصف فجر اليوم هي: أسرة جمعان الجهفي أسرة سمير جمعان الجهفي أسرة عبدالله أحمد الجهفي أسرة عوض حسين الجهفي أسرة جابر ناصر أسرة علي ناصر
وكان الطيران شن الأحد الماضي الماضي غارة جوية قتل فيها قرابة 60 شخصاً، وأكدت المصادر ان ضحايا القصف غالبيتهم من المدنيين وخاصة من النساء والأطفال.
وفي حين قالت المصادر ان السلطات تتهم أصحاب المنازل المستهدفة بعلاقتهم بالحوثيين فقد قالت ان القصف أتى على جميع من كان داخل تلك المنازل بما فيهم النساء والأطفال.
وذكرت المصادر أن المنازل المستهدفة تابعة لكل من "محمد زيد أبو طالب"، و"عبدالسلام أبو طالب"، ويحيى الوجيه الذي قيل أنه يعمل في المكتب الإعلامي للحوثي".
من جانبه أكد المكتب الإعلامي لزعيم جماعة الحوثي الأحد الماضي هذه الأنباء واتهم الطيران السعودي بارتكاب "مجزرة جماعية" بمديرية رازح منطقة النظير، دمر فيها عدد من المنازل قال انها تابعة لكل من : محمد زيد أبو طالب، محمد حسن الحوثي، أحمد زيد أبو طالب، عبد السلام زيد أبو طالب، عبد العزيز أبو طالب.
وأشار الحوثي إلى مقتل 54 شخصاً "معظمهم من النساء والأطفال".
الجدير بالذكر أن المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة منذ شهور لا يزالون يحتجزون عدداً من وجهاء المدينة الذين اعتقلوهم يوم الأحد الماضي ولا يزال مصيرهم مجهول حتى الآن، كما قاموا باعتقالات اليومين الأخيرة في صفوف سكان المدينة.
وقالت مصادر محلية ان المتمردين الحوثيين يعتقلون أي شخص يشتبه بعلاقته بالدولة أو حتى عدم وقوفه معهم ضد الدولة وإن لم يكن موالياً للدولة.