أحكم الجيش السوري سيطرته على الريف الشرقي لمدينة الحسكة، وجنوده على أهبة الاستعداد للدفاع عن المدينة التي يتمركز مسلحو داعش على مقربة منها. في القرى والمزارع الممتدة على مساحة 20 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، ينتشر الجيش السوري لصدّ هجمات داعش. مسلحو التنظيم حاولوا مراراً التقدم باتجاه المدينة وجبل كوكب، حيث يتمركز الفوج 123. محاولات قوبلت بالصدّ وتثبيت نقاط إسناد ونقاط دفاع على تخوم الريف الشرقي المحاذي لبلدة الهول ومدينة الشدادي في المحافظة حيث يتحصن مسلحو داعش. ويقول ضابط في الجيش السوري إن "الإرهابيين حاولوا التسلل إلى إحدى نقاطنا المنتشرة في الخاصرة الشرقية لمدينة الحسكة، لكن الجيش كان جاهزاً فصدّ عناصره هذا التسلل". هكذا بات للجيش السوري أفضلية رصد تحركات مسلحي داعش واستخدام الكمائن. كمين قرية الصالحية أودى بحياة عشرة مسلحين حين استهدفتهم المدفعية وراجمات الجيش. بعد سيطرته على الريف الشرقي دفع الجيش بتعزيزات كبيرة لتأمين مدخل مدينة الحكسة الشرقي، وهو رابط سكانها الوحيد مع بقية المدن والمحافظات والذي يسمح بدخول البضائع والحاجيات الأساسية. ويقول أحد عناصر الجيش السوري إنهم مكلفون بحماية الطريق الرابطة بين الحسكة بالداخل السوري، وحماية القوافل التجارية والسيارات التي تعبر هذه الطريق. كذلك بات الجيش السوري أقدر على تأمين أكبر معسكراته في المنطقة والموجود على جبل كوكب. فهذا المعسكر يشكل نقطة إسناد ناريّة تشلّ حركة المسلحين في المنطقة، ويسمح بالاستطلاع وتعزيز الطوق الأمني حول مدينة الحسكة ويحمي مواقع الجيش المحيطة بها. ويواصل تقدّمه في ريف حلب الجنوبي إلى ذلك، واصل الجيش السوري تقدّمه في ريف حلب الجنوبي بعد سيطرته على أكثر من 80 كيلومتراً في الأيام الماضية، وسط انهيارات متلاحقة في صفوف المسلحين وفرار جماعي للمئات منهم. وقال ضابط ميداني إنه تمّت السيطرة على القرى تلّة الوضيحي وتلّة الشهيد، كما تمّ التقدم في اتجاه قرية الحاضر الاستراتيجية المشرفة على أوتوستراد دمشق - حلب الدولي. وصول وحدات الجيش إلى التلال سمح بالسيطرة النارية على مواقع المسلحين، ما أدى إلى انسحابات سريعة في صفوفهم. المئات منهم هربوا إلى الأراضي التركية بحسب رصد الجيش لاتصالات المسلحين. ولم تمنع التحصينات الطبيعية والتدشيم من تقدم الجيش واستعادة المنطقة. التنسيق الكبير بين غارات الجوّ الروسية والتقدم البرّي للجيش وحلفائه على الأرض، لعب دوراً فاعلاً لجهة حسم معركة القرى باكراً .