لماذا نصوم يوم عاشوراء؟؟ لأن الله نجَّى موسى فقط؟ الله أيضاً نجَّى محمد بن عبدالله من 40 سيفاً كانت تنتظر عنقه.. ألا يجدر بنا أن نصوم لنجاة نبينا محمد، عليه وآله الصلاة والسلام!! سيتحدث بعض خطباء الجمعة، غداً، عن فضل صيام عاشوراء.. وهناك من يتطيَّب ويكتحل ويوسِّع على نفسه وأهله في هذا اليوم.. ونسمع دائماً أن هذا اليوم هو اليوم الذي وُلد فيه آدم، وهو الذي نجَّى الله فيه موسى.. أتساءل: هل هاتان المناسبتان مدعاة للبهجة إلى هذا الحد؟؟ هناك حديث يقول إن النبي، صلى الله عليه وآله، رأى اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم لماذا يصومون.. فقالوا لأن الله نجَّى موسى في هذا اليوم.. فقال لئن عشت سأصوم تاسع وعاشر.. ويبرر لنا المتأوِّلون أنه بصيامه يوماً إضافياً يخالف اليهود!! قياساً بنجاة موسى، نعرف أن الله تبارك وتعالى نجَّى يونس من بطن الحوت.. ونجى إبراهيم من النار.. ونجى عيسى من القتل والصَّلب.. ونجَّى يوسف من البئر.. ونجَّى إسماعيل من الذبح.. ونجَّى محمد بن عبدالله من القتل.. ألا تستحق كلُّ هذه المناسبات أن نصومها كما نصوم عاشوراء، لأن الله نجَّى كل هؤلاء الأنبياء، وليس موسى فقط!! ليس هذا تشكيكاً في حديث صيام عاشوراء، ولكنها تساؤلات تصبُّ في نفس الاتجاه.. وربما أن هناك سؤالاً آخر: هل يصوم اليهود الآن يوم عاشوراء!! ما يقوم به البعض من ترويج لنجاة موسى ليس سوى تغطية على يوم عاشوراء، وهو مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب.. ولأن الشيعة يحيون ذكرى هذا اليوم فإن هناك من يريد تحويل البوصلة إلى موسى عليه السلام.. قبل أيام مرَّت ذكرى الهجرة النبويَّة الشريفة، على صاحبها أزكى الصلاة والسلام، ولم يحتفل بهذه المناسبة أحد!! ألا يستحق النبي الأعظم الاحتفال بهذه المناسبة.. ألا يستحق أن نصوم ونحتفل بيوم مولده الذي كان نوراً ونجاةً للعالمين من الضلال والجهل والعبودية!!