"الشروط الموضوعية للمقاومة؟" لم أستوعب بعد، هل أفهم من ذلك أن السعودية قد استوفت كامل شروطها الموضوعية لشن العدوان على اليمن؟ هل كل شيء على ما يرام، باستثناء استيفاء "المقاومة" لهذه الشروط؟ ثم من هي الآذان التي يفترض أن تصغي باهتمام إلى هذه الشروط لتبدو "المقاومة" موضوعية ووطنية فعلا؟ هل هي أبو العباس في تعز، مثلا، للنظر والبت فيها، أم غرفة عمليات عاصفة الحزم، أم هي هادي وبحاح؟ يفترض تسمية طرف معني بالأمر، لا أطراف مائعة وهلامية ينفي كل واحد منها وجود الآخر. طالما وثمة شروط لم تستوفَ بعد، فهذا نفي لما تحاول الموضوعية التأكيد عليه ك"مقاومة". حسنا، الموضوعية واقعية وإمكانية تحقق، لا بضعة أسطر وعبارات وأفكار مصاغة جيدا، ليس جيدا تماما، إنما على افتراض أنها كذلك، طرح فكرة يمكن أن تثمر شيئا على الواقع ، ولو في أدنى الحدود، هو لب الموضوعية. الشروط الموضوعية سبق وحددتها السعودية سلفا، قبل تأييد حزب الإصلاح لحق الجنوب في تقرير المصير العام الفائت. الموضوعية يلزمها أن تكون موضوعية قبلاً. يمكنني أن أضع شروطا موضوعية وأكثر قربا من الوقائع والمعطيات على الأرض ل"المقاومة"، الشرط ا?ول هو (تقرّاص) العافية، والثاني: داعش مثل شاكيرا صعب ملاحظته، والثالث: اليدومي (ما بيه حدوه هو)، والشرط الرابع هو: الجنوب العربي. تذكرون بالتأكيد صورة لرويترز في عدن، وظهر فيها جندي سعودي محتل أمام سيارة تحمل لوحة أرقام معدنية باسم الجنوب العربي، وتذكرون أيضا أول ردة فعل رسمية من جانب حزب الإصلاح بعد دخول الحوثيين صنعاء، تأييد حق الجنوب في تقرير المصير، ولهذا السبب لم يقاوم ا?صلاح، آنذاك، لاستدعاء ذريعة منطقية لاحتلال الجنوب، وشرعنة عاصفة الحزم مسبقا. جرى ويجري تدمير تعز ودمت والبيضاء وكامل الشريط الحدودي الشطري السابق من أجل سواد عيون أطماع بريطانيا الاستراتيجية في المنطقة، والتي فشلت في تحقيقها في خمسينيات القرن الفائت، وها هي الآن تحاول وتأمر مجددا، ورعاياها من آل سعود ومن ا?خوان المسلمين ينفذون فورا. حان وقت البحث عن وسيلة ما لتربية هادي، الرئيس الشرعي لتحالف العدوان السعودي ضد اليمن. "أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله"، كان هذا جزءا من ما أوصى به هيثم مفرح، منفذ تفجير ميدان السبعين ا?رهابي، والذي أودى بحياة نحو 100 جندي وضابط يمني، أثناء بروفة لعرض عسكري سبق الاحتفال بعيد الوحدة بيوم واحد. تبنى "أنصار الشريعة"، الموالي لداعش، العملية، وقتذاك، وابن الزنداني كان قد استحث اليمنيين صراحة إلى نصرة هذا التنظيم الإرهابي والجهاد ضد الجيش اليمني. في خطاب متلفز، دعا هادي أولياء الأمور إلى مراقبة تحركات أبنائهم وتربيتهم تربية صحيحة، بعد أن كشف أن والد الانتحاري ضابط برتبة عميد في القوات الجوية. بايع ابن الزنداني عاصفة الحزم على السمع والطاعة، واحتفل مع أبيه وكامل الأسرة بزفاف أخيه في الرياض؛ هل ثمة مفاجأة بأن يسيطر داعش على مقاومات "شكرا سلمان" في اليمن؟ ألا تحتاج "الشرعية" إلى تربيةٍ إذن؟ أظن أن ذلك جار. طبعا فرنسا وأمريكا وبريطانيا، وغيرها من دول العالم الحر، تساند دوما الشرعيات التي على مقاس مصالحها فحسب.