قبل ثلاثة أيام نشرت قناة المسيرة صوراً لعملية اقتحام لموقع نهوقة العسكري السعودي.. هذه الصور تظهر بسالة اليمني، كعادته، وهو يرسم البطولات تلو البطولات، لا يتراجع، ولا يخاف، ولا يستنجد بأحد، ولا يترك سلاحه ويفر كما يفعل جنود آل سعود. من هذه الصور، صورة يظهر فيها مقاتل يمني يحمل بندقيته ويلقي بقذيفة، وهو حافي القدمين.. صورة تظهر فيها الشجاعة في أنصع تجلياتها.. ذلك الرجل بقدمين حافيتين تطاولان هامات آل سعود وقصورهم وكرامتهم التي تُداس بأقدام رجالنا الحافية.. إنها أقدام العزة والكرامة.. الأقدام التي تدوس المجنزرات والدبابات والمدافع السعودية بعد أن يتم إحراقها وتدميرها.. لدينا الكثير من الانتصارات الموثقة بالصورة والفيديو.. وسنفاخر بها ونخبر عنها أجيالنا القادمة، لأنها انتصارات الرجال الذين يفهمون معنى الأخلاق، ليعلموا أي نصر صنعه أجدادهم، بأسلحتهم الشخصية، التي كسروا بها أنوف آل سعود وداسوا بها على كل أسلحتهم الحاقدة. لكن.. لو أراد آل سعود أن يُخبروا أحداً عن انتصاراتهم في اليمن، ماذا سيقولون؟ وأي صور سيقومون بإظهارها؟ لديهم انتصارات وضيعة في اليمن، ولديهم مجازر، وسيعرض التاريخ آلاف الصور للأطفال والنساء الذين كانوا يستهدفونهم وهم في أحضان أمهاتهم، أو في قاعات الأعراس، ويستهدفون الطلاب في المدارس، واستهدفوا حتى الأطفال الخدَّج وهم في حضَّانات المستشفيات، واستهدفوا الجسور التي تربط بين المحافظات، والمساجد، والمصانع، والكهرباء، وناقلات القمح، وناقلات الغاز والماء والمواد الغذائية.. انتصارات آل سعود أكثر من ألف طفل قتلتهم الصواريخ التي تعكس ذلَّ السعودية وأخلاقها، وأكثر من ألف امرأة، وأكثر من ألف رجل مدني وطاعن في السن.. إنه انتصار الذليل والجبان. وستبقى تلك الأقدام الحافية تلاحقكم، وستدوس على وجوهكم وكرامتكم، وتمرِّغ أنوفكم في التراب، لأنها أقدام شجاعة ونبيلة.. وإن غداً لناظره قريب.