تواصلت الاشتباكات في عدن، مساء أمس، بين تنظيم "داعش" المسيطر على أجزاء واسعة في المدينة والحراك الجنوبي ممثلا بمدير الأمن، شلال علي شائع، بالرغم من توجيه الفار "عبدربه منصور هادي" بتسليم المعلا لما يعرف ب"لواء الحزم" الذي شكلته المخابرات السعودية ويضم في غالبيته "مغتربون جنوبيون وسلفيون". وكانت عناصر تنظيم "داعش" شنت، ظهر أمس، (3) هجمات استهدفت مرافق حكومية في عدن". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الهجوم الأول استهدف ميناءي الدكه والمعلا، مشيرة إلى فرض عناصر التنظيم لطوق أمني على الميناء قبل تمكنهم من السيطرة على أجزاء واسعة بداخله وطرد جنود كان مدير أمن عدن، شلال علي شائع، كلفهم، أمس الأول، بحماية الميناء. وأشارت المصادر إلى وصول تعزيزات عسكرية تابعة للحراك وقوات الاحتلال في محاولة لاستعادة الميناء لكن تلك القوات لم تتمكن من استعادته "حتى لحظة كتابة الخبر". ونشر تنظيم "داعش" العشرات من عناصره في الشوارع الرئيسية المحيطة بميناء المعلا معززين بمدرعات "سعودية" وأطقم عسكرية. وتدور الاشتباكات في الميناء حيث تنتشر عناصر "داعش" في الجهة الغربية منه وصولا إلى صوامع الغلال في البوابة الشرقية للميناء بينما يتمركز عناصر أخرى بالأسلحة الثقيلة في الجبال المطلة على الميناء. وشاركت في المواجهات طائرات "بدون طيار" مع تحليق لطائرات الأباتشي "الإماراتية" حيث أفاد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن استهداف الطيران لعربة تابعة ل"داعش" بينما كانت تتمركز في البوابة الغربية لميناء المعلا. وتعليقا على أحداث الميناء، قال الناطق الرسمي باسم الحراك الجنوبي، شائف الحريري، في تصريح صحفي، إن "مسلحين" هاجموا الميناء بعد يوم على تسليمه ل"قوات الأمن" من قبل أحد فصائل الحراك الجنوبي. وأشار إلى "تمكن الأمن" بقيادة شلال علي شائع من اعتقال من وصفهم ب"خارجين عن القانون هاجموا الميناء ومبنى المحافظة". من جانبها، قالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن من قاموا بتسليم الميناء، أمس الأول" فصيل مسلح مقرب من الحراك بقيادة "سامح بازرعة"، مشيرة إلى أن قرار بازرعة تسليم الميناء أغضب تنظيم "داعش" المنتشر في المديرية ودفع بالقيادي في التنظيم "غسان السعدي" إلى شن هجوم جديد لاستعادة الميناء. وكشفت المصادر ل"اليمن اليوم" عن تمكن الأمن من اعتقال السعدي وقتل (5) من مرافقيه. وتسببت المواجهات في محيط الميناء بتفجير أنبوب المياه الرئيسي المغذي لأحياء المدينة إلى جانب حالة من الرعب في أوساط سكان المنطقة الذين ظلوا محاصرين طيلة ساعات الاشتباكات. ولا تزال الاشتباكات مستمرة في الميناء بين الفينة والأخرى مع سماع دوي انفجارات يعتقد أنها ناتجة عن قصف جوي نظرا لاستمرار تحليق الطيران الحربي، وفقا لناشطين. في المعلا أيضا، حال الطيران الحربي دون سيطرة "داعش" على مبنى المحافظة. وتداول ناشطون صورة لعربة مدرعة "سعودية" أثناء انفجارها بالقرب من مبنى المحافظة، مرجحين بأن تكون استهدفت بصاروخ. وتتبع العربة مجموعة من عناصر "داعش" التي شنت، أمس، هجوما ثانيا على مبنى المجمع الحكومي بهدف السيطرة عليه. وشهد محيط المقر مواجهات بين مسلحي الحراك المنضوين تحت "قوات الأمن" وعناصر التنظيم، وفقا لمصادر أمنية. من جانبه، قال محافظ عدن، عيدروس الزبيدي، إن مجاميع مسلحة هاجمت، أمس، مبنى المحافظة وأجزاء من ميناء عدن مشيرا إلى "تصدي الأمن والجيش لتلك الهجمات". ونقل موقع عدن الغد عن الزبيدي قوله إن "قوات الأمن أجبرت تلك العناصر على التراجع وجرحت عددا منهم". وأضاف "لن نتهاون في التصدي لأي أعمال خارجة عن القانون" داعيا في الوقت ذاته "الأهالي" إلى التعاون لمواجهة ما وصفها ب"الأعمال المضرة بالصالح العام". وفي ختام تصريحه أشار الزبيدي إلى دفع قوات الأمن بتعزيزات كبيرة إلى المعلا ل"السيطرة على الوضع". التواهي والمنصورة هما الأخريان شهدتا مواجهات وهجمات لعناصر تنظيم داعش. ففي المنصورة هاجم مسلحو التنظيم ميناء الحاويات في كلتكس. وتداول ناشطون في تنظيم "داعش" أنباء عن استهدافهم ل"طقم عسكري تابع للمرتدين في الخط البحري ومقتل من فيه"، بينما أفادت مصادر في الحراك الجنوبي بشن عناصر من "داعش بقيادة حلمي الزنجي" المتهم بقتل القيادي في الحراك- أحمد الإدريسي- هجوما في محاولة للسيطرة على ميناء كلتكس في المنصورة، مشيرة إلى تصدي مقاتلي الحراك للمهاجمين وقتل اثنين منهم. وأفادت المصادر بمقتل قائد حراسة الميناء ومدير البحث الجنائي في الضالع سابقا العقيد عبدالخالق محمد شائع، ابن عم مدير أمن عدن، شلال علي شائع، ومدير البحث الجنائي في الضالع سابقا إضافة إلى إصابة اثنين من مرافقيه. وأشارت المصادر إلى نقل المصابين من الحراك إلى مستشفى البريهي في المنصورة غير أن قوات كبيرة بقيادة "الزنجي" حاولت اقتحامه "وقتل الجرحى". ودارت اشتباكات عنيفة في محيط المستشفى لعدة ساعات، غير أن الحراك تمكن من تهريب "جرحاه" إلى خارج المنصورة، وفقا لذات المصادر. وفي وقت لاحق، دمر مسلحون يعتقد انتماؤهم ل"داعش" في المنصورة سيارة إسعاف بينما كانت تنقل مصابين -يعتقد تابعيتهم للحراك الجنوبي- بالقرب من مركز الشامل بكلتكس. وأفادت مصادر أمنية بمقتل "اثنين" من المصابين. وكان ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تداولوا، أمس، صورا لمنشورات قالوا إن عناصر من "تنظيم داعش" وزعوها على الأهالي في أحياء المنصورة التي تعد معقل الحراك الجنوبي. وتتضمن المنشورات تحذيرات مما وصفته ب"محاربة الإسلام" في عدن، وأن التنظيم سوف يلاحق كل من يشارك في صفوف من وصفهم ب"المرتدين". وتوعد البيان باستهداف المناوئين له إضافة إلى إعلانه المستشفى الجمهوري في عدن تابعا لديوان الصحة الخاصة بالتنظيم. وفي مديرية التواهي، أفادت مصادر طبية ل"اليمن اليوم" باندلاع اشتباكات في محيط مركز أمن المديرية، مشيرة إلى شن عناصر من "داعش" لهجوم ثالث في محاولة لاستعادة المقر. وكان شائع بصحبة قوات كبيرة معززة بالأطقم تمكن، أمس الأول، من طرد عناصر التنظيم من مقر الأمن في التواهي وسط تبادل طفيف لإطلاق النار. مصادر طبية في عدن كشفت ل"اليمن اليوم" عن استقبال مستشفيات المحافظة، أمس، جثث (10) أشخاص قتلوا خلال مواجهات أمس، إضافة إلى أكثر من (20) مصابا، مشيرة إلى أن أغلب الضحايا مدنيين. في سياق تطورات الأحداث في عدن، جددت حركة النهضة السلفية، أمس، دعوتها لمن سمتهم ب"المقاومة" إلى حل "مجالسها". وأكدت الحركة في بيان لها إلى ضرورة "مواكبة تلك الجماعات للتطورات في عدن". ويأتي بيان الحركة بالتزامن مع نشر القيادي السلفي هاني بن بريك، أسماء (40) شخصية عدنية سماها ب"قادة المقاومة في عدن" وذلك في أول رد للسلفيين على رفض القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري، حل ما يسمى ب"مجلس المقاومة الجنوبية" الذي ضم خلال الأشهر الماضية تحالف الجماعات الدينية بما فيها "الإخوان" و"السلفيون" والقاعدة وداعش. وكان بن بريك نائب رئيس المجلس الذي أعلن عن حله عقب عودته من الإمارات، الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، شن الباحث الإماراتي في شئون الجزيرة والخليج، خالد القاسمي، هجوما جديدا على الإخوان متهما إياهم ب"السطو على الموانئ بهدف الابتزاز". وأشار القاسمي في تغريدة على صفحته ب"تويتر" إلى أن "البكري" يطالب ب"25 مليار دولار" كتعويضات عن الحرب مقابل تخليه عن "الموانئ" متهما إياه ب"قيادة مؤامرة قطرية لإفشال الإمارات".