ربما يكون القول عن خصومة حكومة الإمارات للتنظيمات الإرهابية صحيحا، بالنسبة للداخل الإماراتي، أما خارج دولة الإمارات،كما هو موقفها من هذه التنظيمات في عدن مثلا، فالأمر مختلف، وحتى لو أرادت ذلك، فإن مشروعها هذا يصطدم مع توجهات السعودية، بل إن هذا المشروع قد هزم على أيدي شركائها، وعلى أيدي الوهابيين أنفسهم الذين تورطت الإمارات في دعمهم بالأموال والأسلحة، فصار لهم صولة وجولة، وهم مستمرون الآن في قتل عملاء الإمارات الحراكيين، ومستمرون أيضا في قتل قضاة مستقلين بجريرة أنهم أصدروا أحكاما قضائية في السنوات الماضية تدين إرهابيين.. في حكومة بحاح المحسوب على الإمارات، فرض هادي والسعودية على هذه الحكومة وزراء ومحافظين يمثلون التنظيمات الإرهابية، وهذا لم يحدث مثله حتى في الحكومات الليبية، رغم أن التنظيمات الإرهابية في ليبيا تسيطر على أجزاء من البلاد تفوق مساحة مدينتي عدن والمكلا عشرات المرات.. مؤخرا صارت الإمارات بالنسبة للوهابيين اليمنيين الموجودين في عدن وفي السعودية، موضوعا لممارسة مهنتهم المفضلة، وهي الطائفية والمذهبية، حيث أصبح شيوخ الوهابية يتبنون حملة دعائية ضد الإمارات، تشنع صورتها في الوعي العام العدني بالدرجة الأولى،الحملة الدعائية يراد منها تكوين صورة ذهنية عن "أهل سنة" يحاربون، والإمارات هي المحارب، وهذا جزاء جيد تحصل عليه الإمارات، لولا عفونته المذهبية أو الطائفية.. يزعمون أن الإمارات تحارب "أهل السنة"، وفي عُرف هؤلاء الوهابيين أن "أهل السنة" هم داعش والقاعدة وأنصار الشريعة والإخوان المسلمين، وهذه الحملة الدعائية مؤسسة على أساطير أو قل شائعات، من قبيل أن قوات الإمارات في عدن تحرك مخبرين وطائرات أباتشي، للنيل من "أهل السنة"، إرضاء للصليبيين واليهود والروافض، إرضاء لبريطانيا وروسيا وإيران والحراك الانفصالي، وأضافوا إلى هذه التشكيلة إسرائيل طبعا، استثمارا للمعلومات الجديدة حول الصلات الإسرائيلية الإماراتية.. لقد اختاروا هذه التشكيلة العجيبة لدعم حملتهم المباركة ضد هذه التي توهموا أنها تحارب "أهل السنة".. يقولون: انظروا، الإمارات لا تعادي الحراك الانفصالي المنحرف عن الدين الموالي للروافض في إيران ، فالحراك لديه أسلحة ومال وسلطة، ويستخدم كل أشكال العنف، مثله مثل "أهل السنة"، لكن الإمارات لا تحارب سوى "أهل السنة"، لماذا؟ لأن "أهل السنة" يعملون لإحياء الإسلام واستعادة مجد الأمة، لهذا الإمارات غاضبة، غاضبة لما رأت المجاهدين يزيلون المنكرات والمخالفات الشرعية في الجامعة وفي الحي وفي المسجد.. ووو..ويستطيع الوهابيون بهذه الطريقة القضاء على النفوذ الإماراتي في عدن، إذا جدوا.