فشلت فصائل مسلحة موالية لسلطة الحراك الجنوبي، أمس، في اقتحام مديرية المنصورة للمرة الثانية، بينما تولت طائرة حربية إماراتية قصف المجلس المحلي الذي يتخذ منه تنظيم داعش مقراً لولايته في عدن. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الفصائل التي تطلق على نفسها "كتائب المحضار" شنت ظهرا هجوما واسعاً على أطراف المنصورة من اتجاه جولة كالتكس، وحاولت اقتحام مبنى البلدية على أطراف المديرية، ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أن الجماعات المنتشرة في المنصورة والمحسوبة على تنظيم "داعش" الإرهابي تصدت للحملة بعد مواجهات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة خلفت (3) قتلى وقرابة (15) مصابا أغلبهم مدنيون، قبل أن تتجدد المواجهات مساء. وأفادت المصادر بأن المواجهات اندلعت ظهراً في الحي المحيط بجامع الرضا، واستمرت لأكثر من 3 ساعات، مشيرة إلى انسحاب وحدات الحراك إلى جولة كالتكس والاكتفاء بالتمركز في محيطها، بعد تعثر التوغل في المديرية التي اتخذ منها تنظيم داعش مقراً لولاية عدن منذ تسلمها من قوات تحالف الاحتلال نظير مشاركته الفاعلة في احتلال المدينة يوليو الماضي. ورافق الحملة، أمس، تحليق مكثف لطائرات حربية إماراتية، اكتفت بفتح حاجز الصوت قبل أن تعود في المساء لتقصف مبنى المجلس المحلي بغارتين. وقالت ذات المصادر إن المواجهات تجددت في الساعات الأولى من المساء، وسط أنباء عن اقتحام أجزاء واسعة من المديرية. وتأتي الحملة بعد ساعات فقط على شن الجماعات المسلحة في المنصورة هجوما على تجمع لقوات الحراك في جولة كالتكس أوقع جريحين. وتربط جولة كالتكس بين عدة مديريات في عدن أبرزها البريقة- المنصورة – خور مكسر، القلوعة- المعلا، غير أنها باتت "مصيدة" للقيادات العسكرية والأمنية، حيث نفذت الجماعات المتطرفة أكثر من عملية اغتيال في الجولة، آخرها اغتيال مدير أمن شرطة التواهي، سالم ملقاط. وشهدت عدن،أمس، ردود أفعال ميدانية ومواقف سياسية. سياسيا، قال خالد بحاح إن حكومته ستتعامل مع الفصائل المسلحة ك"مليشيات" وأن كل طرف "مسلح" سيكون هدفا. وأشار بحاح في مؤتمر صحفي عقده،أمس، في القصر الرئاسي "المعاشيق" إلى أنهم بصدد إعادة ترتيب الملف الأمني، بما فيه التجنيد، مشيرا إلى أن الإمارات اشترطت على حكومته المزعومة إنشاء "3" ألوية فقط في العند ورأس عباس بعدن. وفيما كان وزير خارجية هادي (حسين عرب) أعلن أمس الأول ضم 6200 مسلح من "المقاومة" في صفوف الأمن، أشار بحاح في سياق رده على أسئلة صحفيين إلى أن "التجنيد في عدن لن يكون إعاشة ولا يوجد رواتب". ورفض بحاح التحدث عن "الاشتباكات في المعاشيق " مكتفيا بالإشارة إلى أن " الفصيلين في البوابة الغربية والبوابة الجنوبية أبناءنا وأوكلنا مهمة حل مشكلة الأحياء في عدن إلى السلطة المحلية". تصريحات بحاح جاءت قبل ساعات من انطلاق الحملة الأمنية في المنصورة، والتي خلفت ردود أفعال متباينة في أوساط قادة المرتزقة. إلى ذلك قَتَل مسلحان يستقلان دراجة نارية،أمس، شابا في المنصورة يدعى علي عيسى، بينما جُرح مجندان مواليان للحراك الجنوبي بهجوم استهدف تواجدهما بداخل مطعم بمديرية دار سعد. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن سيارة أطلقوا النار على الجنود أثناء تناولهم الغداء في مطعم بجولة المجسم، مشيرة إلى فرار الجناة. كما انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون في جولة العاقل بمديرية خور مكسر "دون وقوع ضحايا".
