بالروح بالدم نفديك يا يمن نفديك يا صنعاء.. نفديك يا عدن.. من يراهنني على أن هذا الشعار، كان له الأثر الكبير في إعادة الأمور إلى نصابها، وخضوع السعودية ورضاها بالحوار المباشر مع أنصار الله، ومن يراهن على أن خطاب الزعيم الأخير كان له أيضاً الأثر الأكبر في قلب الموازين وتغيير قواعد اللعبة السياسية إيجابياً لصالح البلد، وكذلك تغيير المنطلقات السياسية لدى جميع الأطراف في الداخل والخارج.. ألم يأت هذا الشعار بمثابة المقبلات للرغبات.. وهو الأمر الذي رغّب السعودية بالاقتراب، وتجشم اليأس من حرب عبثية شُنت بالنيابة عن أمريكا، وربما شُنت لتدفعنا ثمن شعار سابق غير خادم للبلد؟ ألم يأت في خطاب الزعيم أن إيران لا تقدم لنا أي دعم سياسي أو اقتصادي أو ثقافي وقال كنا نتمنى أن تقدم لنا ذلك.. وأضاف هي تقدم دعماً إعلامياً من خلال قنواتها ووسائلها الإعلامية فقط؟ ألم تكن هذه الفكرة هي الموجه الأول والبذرة الأولى لاستيطان قناعة جديدة في رأس قيادي من أنصار الله طلب بتصريح شهير قبل أيام من إيران الكف عن استخدام الملف اليمني في تحقيق مكاسب سياسية في إطار صراعها مع المجتمع الدولي؟ ألم يكن لخطاب الزعيم أثر مباشر لوجود تفاهمات، قد تفضي إلى مفاوضات وتراسل ينبئ برغبة سعودية، للدخول في مفاوضات مباشرة مع أنصار الله، بدون اشتراط بوجود هادي وزبانيته فوق الطاولة، إن تم وضع خارطة طريق لطاولة مفاوضات في أي بلد محايد بحسب شرط أنصار الله، وهذا أيضا كان نتيجة لخطابات سابقة للزعيم؟ ألم تأت رغبة السعودية بالتفاوض، سواء عقدت محادثات أم لم تُعقد، ترجمةً فعليةً لقول الزعيم وبالحرف الواحد، ليس بين اليمن والسعودية أي مشكلة، وتأكيده أن هناك صراعا عقائديا طائفيا بين السعودية وأنصار الله.. وهو الأمر الذي قاد إلى تأكيد وجود مشاورات عن بُعد بين الطرفين، وإن تحفظتْ وسائل إعلام أنصار الله على الموضوع؟ ألم يقل الزعيم التالي: أعتقد أن العدوان لن يكمل العام، لتطل علينا أنباء عن رغبة أكثر من ذي قبل للتفاوض المباشر، سواءً نجحت مسألة الجلوس على طاولة أم لم تسمح؟ ألم يهدِ الزعيم أنصار الله بكلمته الاستراتيجية، حين وضح لهم، حقيقة وجود إيران في حتميات الحرب على اليمن ودورها التطفلي الهامشي الذي قلناه من زمن، ونحن نؤمن به من قبل شن العدوان، بينما ترفض الجماعة مجرد التشكيك فيه والإلماح إلى كونه وجعاً إضافياً.. ثم يأتي أبو مالك الفيشي كوثيقة بشرية لما تضمنه خطاب الزعيم، ويفجر القنبلة على الملأ دفعةً واحدة، وبدون مقدمات سوى تنبؤات الزعيم وصناعة خطابه لهذه التحولات والمنعطفات؟ ألم يشر الزعيم إلى تلك القضية المؤرقة الناشئة، عن مصطلح ما يسمى "المتحوثين"، انطلاقاً من إيمانه وقناعته أن أنصار الله "الحوثيين الحقيقيين" لا غبار عليهم، وأنا أعتقد أنهم ربما قد قضوا في جبهات القتال، ولم يعد منهم سوى القليل، بينما تمتلئ المدن بالمتحوثين المتسلقين على ظهر الجماعة، والمتكسبين من خلف نفوذهم وسيطرتهم على معظم المحافظات في الشمال، وهنا لم تكن إشارة الزعيم إلى مصطلح المتحوثين وفوضاهم، إلا تجسيداً لاشتراطه السابق في إطلالة تلفزيونية إلغاء الإعلان الدستوري، وما يسمى باللجان الشعبية، إذا أرادوا شراكة تدير البلد.. وهو ما سيحدث عقب وقف العدوان.. لله درك يا زعيم وإن مازالت هناك قضايا أختلف معك حيالها كمواطن وشابٍّ من أبناء هذه التربة التي أنجبتك.