التفاؤل الذي عم الشباب، لمجرد السماع بالعودة الحميدة لمعهد الميثاق الوطني إلى نشاطه، وإلى الواجهة التنظيمية، من خلال الدورة التدريبية، التي يتلقاها شباب المؤتمر بمحافظة صنعاء، تُحتم على قيادة التنظيم تعميم الدورات التدريبية، على كل شباب المؤتمر في كل المحافظات وإن كان الوقت يوجب استثناء شباب محافظة صنعاء في هذه المرحلة، فتدريبهم ربما يعد أمرا ملّحا في الوقت الحالي. استوعبت ذلك حين بدا الحديث محتدماً في مقيل المجلس الشبابي للمؤتمر بمحافظة إب، وما أُثير من نقاش في صفحة فيسبوك التابعة للمجلس الشبابي للمؤتمر بمحافظة ذمار، والجميع أبدوا تفاعلهم الكبير مع الدورة، متمنين في أن يكون لشباب المؤتمر في المحافظات الأخرى نصيب من الدورات التي سيدشنها المعهد بحسب كلمة الزوكا، وإذا ما كانت دورة شباب محافظة صنعاء هي باكورة أولى لتنظيم مثل هذه الفعاليات في هذا الظرف الوطني . الحماس الذي يدب أوساط الشباب المؤتمريين، بارقة أمل اختلجت صدورهم ليجتمعوا تحت سقف وقيمة ومبدأ وهم وتوجه واحد، والمسألة الآن تتطلب تفعيل الفعاليات الشبابية المتوالية، لملء حواشيهم بالطاقات الوطنية والوقت مهيأ والفرصة مناسبة تماماً، ولعل التنظيم بحاجة إلى وقفة تفهم خاص وجاد، تعتمله اللجنة العامة للمؤتمر، فالشباب يدركون أن أدوارهم قد آن لها الحضور أكثر من أي وقت مضى، وليعلم القاصي والداني أن شباب المؤتمر في ذماروإب ويريم بذلوا جهودا طوعية كبيرة، داخل مدنهم ومحافظاتهم لإنجاح عملية التحشيد إلى السبعين، وظلوا على مدى خمسة أيام تقريباً سبقت يوم السبت 26 مارس، وهم مرابطون في المقايل والمجالس والشوارع والمنتديات والنوادي، يهيئون لذلك الجمع التاريخي المهول. صحيح أن المؤتمر الشعبي العام، لم يكن ليحتاج أي مسعى على خلفية دعوة الرئيس صالح الجماهير للتوافد، ولا يحتاج لزراعة الرجاء والتوسلات لقواعده وجماهيره وأنصاره في أي فعالية، لكونه تنظيم الشعب الذي يعبر عن بيئته، وهو المخلوق من التربة اليمنية وبمنطلقات لا تتصادم مع الظروف والعادات والتقاليد والنشأة والتكوين الديموغرافي اليمني، وهذا سر بقائه شاخصاً في وجه التاريخ، ومواجهته لكافة المؤامرات والأخطار، التي تكالبت عليه من الداخل والخارج، ولكن يجب أن نضع في البال أيضاً سرا مهما من أسرار الانتماءات الشبابية الفطرية التي تدفع تسعة على الأقل من كل عشرة شبان في اليمن إلى اعتناق أفكار المؤتمر الشعبي العام، مع أن الحاجة تقول أن ليس ثمة اعتناق لأفكار من هذا النوع، على اعتبار أن المؤتمر هو تنظيم المستقلين للرأي الوطني الخالص، أو لنقل تكاد تكون قواعد المؤتمر هي كتلة المستقلين نفسها.. وأقصد المستقلين عن النزوع المشبوه للدس والارتزاق الرائج في أفكار بعض الأحزاب المخترقة إذا لم أقل كلها في اليمن، لأن المنخرطين في أحزاب الإيديولوجيات يحملون فكرة منسلخة تماماً عن الموروث السياسي والثقافي والاجتماعي في اليمن، ويؤمنون بأهداف لا تتساوق وطبيعة ظروف الحياة ومتطلباتها هنا.. وكذلك لا تتفهم شيم وقيم أبناء اليمن.. وهنا مربط فرس الأزمات التي دُشنت في العام 2011م ويسري وبالها حتى اليوم، وتلك هي إفرازات وبضاعة الأحزاب المستوردة من خارج البلد.. يا عيباه.