أعلن عدد كبير من مشايخ مأرب النفير العام في وجه العدوان ومرتزقته محليين وأجانب، بعد ساعات من محاولات اقتحام مناطق آل جلال بمديرية وادي عبيدة، وارتكاب مجزرة راح ضحيتها أطفال ونساء دون مبرر. وقال الشيخ ناجي بن أحمد بن طعيمان –أحد مشايخ جهم صرواح- إن ما حصل عيب أسود يستوجب النفير العام، داعياً كل قبائل مأرب إلى سرعة التحرك لمساندة آل جلال. وأضاف في تصريح ل "اليمن اليوم" أن ما حصل يؤكد أنه لا مجال لبقاء الغزاة ومرتزقتهم وإرهابييهم في محافظتنا. وكان أحد كبار مشايخ مأرب وجهم أعلن صباح أمس النفير العام. وقال الشيخ والسياسي صالح بن سودة طعيمان، أحد كبار مشايخ مأرب في تصريح للمؤتمر نت، بأنه نتيجة للجريمة الشنعاء والعمل الغادر والعيب الأسود الذي أقدم عليه الغزاة والمحتلون والمرتزقة في حق أبناء قبيلة عبيدة، وقتلهم للأطفال والنساء والشيوخ، تحتم على كل مواطن يمني شريف، وعلى كل القبائل الحرة في عموم أنحاء اليمن، وفي المقدمة أبناء محافظة مأرب، الوقوف بصلابة أمام مثل هذه الممارسات التي تتنافى مع الشريعة والأعراف والتقاليد، وتتعارض مع قيم وأخلاق شعبنا اليمني، وأسلاف القبائل المتعارف عليها، والتي تجرم الغدر والعدوان، وتعتبره عاراً كبيراً لا يمحوه سوى الثأر والاقتصاص من المجرمين القتلة. وأضاف الشيخ طعيمان أنه أصبح من الواجب تطهير مأرب من كل الغزاة المحتلين ومرتزقتهم مهما كان الثمن، لأن اليمنيون الأباة لا يقبلون الضيم ولا يمكن أن يسكتوا عن تلك الممارسات اللاأخلاقية. مشيراً إلى أن أغلب قبائل اليمن في مختلف مناطق الجمهورية قد تداعت مع إعلان النفير ضد هذه الفئة الباغية، وأنها ستقف صفاً واحداً في مواجهتها بكل الطرق والوسائل. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر قبلية من عبيدة أن قوات من المرتزقة داهمت منتصف ليل أمس الأول قرى ومزارع آل جلال –شمال شرق مركز المحافظة- وشرعت في استحداث مواقع عسكرية في حصون آل جلال، دون مراعاة لحرمة الأهالي، الأمر الذي دفع مسلحي قبائل آل جلال وعبيدة بشكل عام لردعهم، مشيرة إلى أن المئات من أبناء القبيلة المشاركين في صفوف عملاء العدوان انشقوا وانضموا إلى أبناء قبيلتهم. وأوضحت المصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت الثانية فجراً بين عبيدة ومرتزقة العدوان، إثر اقتحام الأخيرين قرى ومزارع آل جلال، وأسفرت المواجهات التي استمرت حتى الحادية عشرة قبل الظهيرة عن استشهاد 6 من مسلحي قبائل من آل جلال وامرأة وطفلين وجرح آخرين، فيما لقي عدد من المرتزقة مصرعهم على رأسهم المقدم ناصر المنصوري قائد الكتيبة الخاصة التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة وجرح العشرات، ودُمرت آليات. وأضافت المصادر أن مسلحي قبائل آل جلال / عبيدة أحرزوا تقدماً، وتمكنوا من السيطرة على عدد من المواقع والنقاط بالقرب من حصون "آل جلال" حتى وصلوا إلى حي المطار بالجهة الشرقية للمدينة، المجاور للمنطقة العسكرية الثالثة، أحد أهم معاقل ومقار قوات التحالف السعودي الغازية وحلفائه في مأرب. وأوضحت أن تعزيزات عسكرية بنحو 70 طقما عسكريا قدمت من حريب، تابعة للمدعو مفرح بحيبح كدروع، حماية للعرادة والشدادي. وقالت المصادر إن مسلحي القبائل قصفوا بقذائف "بي إم بي" أحد مخازن الأسلحة في معسكر "صحن الجن" ما تسبب في احتراقه. مبينة أن مسلحي القبائل تمكنوا من إحراق جرافة تابعة للمرتزقة كانت في الجهة الغربية لحصون "آل جلال". وأضافت ذات المصادر أن العرادة والشدادي أرسلا وساطة للشيخ حمد بن جلال، وقيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام، ومشايخ من الجدعان ومراد لإقناع القبائل بالتهدئة والانسحاب.. وتمكن الشيخ بن جلال من إقناع القبائل بالتهدئة إلى حين. مشيرة إلى أن العرادة والشدادي أبديا استعدادهما للتحكيم القبلي عن تصرف مرتزقتهما والاعتذار الرسمي لقبائل آل جلال.