هز انفجار ضخم العاصمة التركية أنقرة، أمس الثلاثاء، فيما تصاعدت في المكان أعمدة الدخان، في وقت وسعت السلطات حملة الإقالات في البلاد. وفضلاً عن الإقصاءات التي طالت الآلاف في المؤسستين العسكرية والأمنية.. والمؤسسة القضائية، كشفت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، عن إبعاد 257 من العاملين في رئاسة الوزراء عن وظائفهم. وذكرت المصادر للأناضول، أن العاملين المذكورين، موظفون في البناء الملحق لرئاسة الوزراء في قصر جانقايا بالعاصمة أنقرة. وأشارت المصادر إلى أن من بين المبعدين، 230 مقررا، و19 خبيرا، و6 مستشارين، واثنين من المستشارين القانونيين. أفادت وكالة "دوغان" الإخبارية أمس بأن رئاسة الشؤون الدينية التركية، وهي أعلى هيئة دينية في تركيا، عزلت 492 من موظفيها عن مواقعهم. وارتفعت حصيلة العسكريين الموقوفين من ذوي الرتب الرفيعة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، حتى أمس الثلاثاء، إلى 118 جنرالاً وأميرالا، وصدر قرار حبس بحق 85 منهم على ذمة التحقيق، وإطلاق سراح اثنين. وتأتي هذه الخطوة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها عناصر من منظمة الكيان الموازي الإرهابية بزعامة فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. الجيش التركي علم بالانقلاب قبل تنفيذه بساعات! وأكد الجيش التركي، في بيان له أمس، أنه تلقى معلومات استخباراتية عن الإعداد لانقلاب من قبل مجموعة من العسكريين في البلاد قبل ساعات من محاولة تنفيذه. وجاء في بيان الجيش: "تلقينا معلومات استخباراتية، يوم الجمعة في الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي تشير إلى وقوع انقلاب عسكري، وحذرنا جهات مهمة في الدولة وأصدرنا أوامرنا للاستعداد لمواجهة ما يجري". وأعلنت هيئة أركان الجيش التركي أمس الثلاثاء أن "الغالبية الساحقة" من الجيش "لا علاقة لها" بمحاولة الانقلاب التي جرت ليل الجمعة السبت. وقالت إن "الغالبية الساحقة للقوات المسلحة التركية التي تحب وطنها وأمتها وعلمها لا علاقة لها البتة" بمحاولة الانقلاب. واعتقل آلاف الجنود في إطار التحقيق حول محاولة الانقلاب التي هزت تركيا. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أمس أنه تم اعتقال مساعد عسكري للرئيس رجب طيب أردوغان هو اللفتنانت كولونيل أركان كيفراك المنتمي إلى القوات الجوية، وذلك غداة اعتقال مساعد أردوغان الكولونيل علي يازجي. وصححت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس الأول خبرا كانت قد ذكرت فيه أن القائد السابق لسلاح الجو التركي الجنرال أكين أوزتورك قد اعترف بتورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة. ونشرت الوكالة خبرا جديدا قالت فيه إن أوزتورك نفى قيامه بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أوزتورك قوله، في نص جديد يتبنى الرواية الرسمية "لست أنا من دبر وقاد الانقلاب العسكري ولا أدري من قام بذلك". وأضاف "بحسب خبرتي، أعتقد أن الكيان الموازي (الاسم الذي تطلقه الحكومة التركية على مؤيدي الداعية فتح الله غولن) هو من نفذ هذه المحاولة، ولا يمكنني أن أحدد من خطط لها ونفذها". إرسال طلبات لواشنطن لتسليم غولن في السياق قال رئيس الوزراء التركيّ بن علي يلدريم إنه يجب زيادة عدد الأصدقاء وخفض عدد الأعداء في الداخل والخارج. وفي كلمة له أمام البرلمان أكد يلدريم إرسال أربعة طلبات للولايات المتحدة لتسليم الداعية المعارض فتح الله غولن، تضمنت قرائن وأدلة على ضلوعه في الانقلاب. وكشف يلديريم أن السلطات التركية ستزوّد الولاياتالمتحدة بكافة الأدلة اللازمة التي تثبت دور غولن في الانقلاب الفاشل. ووصف الانقلابيين في الجيش ب"العصابة الخائنة في زيّ عسكريّ"، قائلاً إنهم سيحاسبون حساباً عسيراً، ولفت إلى أنه ستجرى التعديلات اللازمة في البرلمان لتنفيذ الأحكام التي يستحقّها هؤلاء، مؤكداً أنّ السلطات ستتخذ اليوم الأربعاء قرارات مهمة بشأن محاولة الانقلاب. الليرة التركية تهوي على الصعيد الاقتصادي، تراجعت الليرة التركية لتتجاوز ثلاثة ليرات للدولار الأمريكي أمس الثلاثاء بعد أن قالت هيئة الإذاعة التركية إن مجلس التعليم طالب باستقالة كل عمداء الكليات مما يوسع نطاق بواعث القلق بشأن المدى الذي ستذهب إليه حملة أمنية حكومية. وسجلت الليرة 3.0060 للدولار في الساعة 1411 بتوقيت جرينتش بانخفاض نحو واحد بالمئة مما عزاه المتعاملون إلى المخاوف من حملة تطهير بقطاع التعليم العالي. وفي وقت سابق يوم الثلاثاء أمر مجلس التعليم العالي التركي باستقالة كل عمداء الكليات الجامعية البالغ عددهم 1577. فيما أوقفت وزارة التربية والتعليم 15 ألف و200 موظف.