أصاب تقدم الجيش واللجان الشعبية في الجبهات الجنوبية لمحافظة تعز، مرتزقة وعملاء العدوان، بهستيريا وتخبط كبير، خصوصاً مع عدم وجود حاضنة شعبية لهم في تلك المديريات، وفي السياق استهدفت القوة المدفعية للجيش واللجان تعزيزات للمرتزقة بمديرية المضاربة محافظة لحج موقعة فيهم قتلى وجرحى، ومن جهة أخرى زادت حالة الانفلات الأمني بشكل كبير في الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة العملاء بمركز محافظة تعز. مصادر محلية متطابقة بمدينة التربة، أفادت "اليمن اليوم" أن المرتزقة من الفصائل السلفية والقاعدة والمؤيدين للعدوان من اللواء 35 مدرع بقيادة عدنان الحمادي، يشنون منذ، أمس الأول، حملات اعتقالات لمواطنين في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، والمناطق المحيطة بها، وأخرى واقعة في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج، وخصوصاً مع اقتراب الجيش واللجان الشعبية من الطريق الرابط بين لحجوتعز عبر "هيجة العبد". وأوضحت المصادر أن عملية الاعتقالات استهدفت عدداً من المواطنين المعروفين برفضهم جر مناطقهم إلى الحروب والدمار، وتم اعتقالهم من قبل المرتزقة خشية أن يقوم هؤلاء بالوقوف إلى جانب الجيش واللجان في حال تم اقتحام مدينة التربة. المصادر ذاتها أشارت إلى أن المرتزقة قاموا صباح أمس الأول، باعتقال 5 من أهالي المقاطرة بتهمة تفجير أحد مجاري السيول أسفل الطريق الإسفلتي "عبَّارة مياه" وقطع طريق هيجة العبد لبضع ساعات بالتزامن مع سقوط قذائف أطلقها الجيش واللجان على ذات الطريق. وأكدت المصادر أن اجتماعاً عُقد، أمس، في المجمع الحكومي بمدينة التربة وضم العميد عدنان الحمادي وقائد كتائب أبو العباس السلفية، عادل فارع الذبحاني، الذي وصل المدينة، أمس الأول، برفقة 30 طقما مسلحا، كما ضم الاجتماع قيادات أخرى من فصائل حسم وعناصر القاعدة، وذلك لمناقشة مستجدات اقتراب الجيش واللجان من مدينة التربة وسيطرتهم النارية على طريق "هيجة العبد". وأشارت إلى أن الاجتماع تم تحت تشديد أمنى كبير، حيث تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المجمع الحكومي في المدينة، وانتشار كبير للعناصر المدججة بمختلف الأسلحة في الشوارع والأحياء، كما شوهدت أطقم عسكرية ترفع رايات تنظيم القاعدة تجوب المدينة علانية، كنوع من التهديد غير المباشر لأبناء المدينة والمناطق المحيطة بها بأن القاعدة لن تتسامح مع أي شخص يساند الجيش واللجان الشعبية. وطبقاً للأهالي، فإن دوريات عسكرية، جابت، مساء أمس الأول "الثلاثاء" مدينة "التربة" والمناطق المحيطة بها، وحذرت الأهالي عبر مكبرات الصوت، من الخروج من منازلهم، طوال فترة الليل، متوعدة أي شخص يميل إلى إسناد الجيش واللجان في حال اقتحموا المدينة، مطالبين الأهالي في نفس الوقت، بالإبلاغ عن أي شخص يقوم بتخزين الأسلحة في منزله، وخصوصا في المناطق الواقعة بالقرب من طريق هيجة العبد بمديرية المقاطرة. وجاءت هذه التحركات للمرتزقة، بعد سويعات من صدور بيان لهم، بإعلان حالة الطوارئ في التربة والمناطق المجاورة لها ابتداء من مساء الثلاثاء وحتى إشعار آخر. ووفقا للبيان، فإن حالة الطوارئ ستسري منذ الثامنة من مساء كل يوم وحتى السادسة صباحا. وساد، أمس، هدوء حذر قرى مديرية المقاطرة والمناطق المحاذية لطريق هيجة العبد، بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة التي تمكن خلالها الجيش واللجان من تأمين كامل عزلة "الاحكوم" التابعة لمديرية حيفان، والوصول إلى قرى الجعيدة والشما وجبال نجد الصر والمركوزة والمرتفعات المطلة على "هيجة العبد" واستهداف الطريق الرئيس الرابط بين تعزولحج بعدد من القذائف، فيما تراجع المرتزقة إلى مواقع أخرى في المقاطرة ومداخل طريق هيجة العبد من جهة طور الباحة ومن جهة التربة. مواجهات وقصف جوي في الصلو في غضون ذلك تجددت المواجهات، أمس، في مديرية الصلو. وأكد ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري، أن المواجهات تجددت، أمس، بشكل متقطع في منطقة الصيرتين المطلة على منطقة الصيار التي تم تأمينها من قبل الجيش واللجان مطلع الأسبوع الجاري. وأشار المصدر، إلى أن الجيش واللجان تمكنوا، أمس، من تدمير آلية للمرتزقة كانت في طريقها إلى المرتزقة بذات المديرية ما أدى إلى احتراقها بمن فيها. من جانبه نفذ طيران العدوان السعودي، غارة، استهدفت جسر منطقة "موقعة"، ما أدى إلى استشهاد 3 نساء أثناء عبورهن الطريق. كما عاود ذات الطيران، استهداف إدارة أمن مديرية سامع بغارتين، أدتا إلى أضرار كبيرة في المبنى، بعد 24 ساعة على استهداف المبنى والمجمع الحكومي بذات المديرية، أمس الأول، ب5 غارات. يذكر بأنه وخلال الفترة الماضية، لجأ المرتزقة إلى فتح جبهات معارك مختلفة في مديريات الصلو وحيفان وفتح معسكرات في مديرية سامع، بغرض استنزاف الجيش واللجان وإضعاف قدراته القتالية، غير أن الرد كان قاسياً، وتمكن الجيش واللجان في أيام قليلة من تأمين مناطق هامة في الصلو وإحكام السيطرة الكاملة على مديرية حيفان بدءاً بمنطقة ضبي ومرورا بمناطق بني علي والخزجة وقمل، وصولا إلى منطقة الاحكوم والأساورة والسيطرة على جبل العكوش والسلسلة الجبلية المطلة على خط التربة، وطريق هيجة العبد وسط تأكيد على مواصلة التقدم حتى مدينة التربة. كما أصبح موقع الشبكة وسوق الزبيرة في مديرية قدس القريبة من منطقة الاحكوم تحت سيطرة أبطال الجيش واللجان. قصف تجمعات المرتزقة في كهبوب وفي جبهة مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج صد الجيش واللجان الشعبية، محاولة تقدم للمرتزقة، باتجاه جبال كهبوب الاستراتيجية، وقالت مصادر عسكرية إن القوة الصاروخية والمدفعية للجيش واللجان استهدفت تجمعات للمرتزقة، عبارة عن عدد من الأطقم المحملة بالمجندين، كانت تستعد للتقدم نحو جبال كهبوب من جهة الجنوب، قادمة من معسكر المرتزقة في منطقة "شعب الجن" ب"باب المندب"، وشوهدت الأدخنة تتصاعد من مكان القصف. إلى ذلك تجددت المعارك، أمس، بشكل متقطع في عدد من جبهات القتال بمدينة تعز –مركز المحافظة- دون تحقيق أي تقدم لأي منهم في مواقع الطرف الآخر. جرائم العملاء وفي جديد الاختلالات الأمنية التي تعيشها الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان بمدينة تعز، ذكرت مصادر محلية أن مسلحين مجهولين أقدموا ظهر أمس على اغتيال العقيد حميد اليمني، وسط المدينة، مشيرة إلى أن المسلحين أطلقوا النار على المجني عليه في الشارع العام ولاذوا بالفرار رغم تواجد مكثف لمسلحي ما تسمى ب"المقاومة". والعقيد اليمني هو أكاديمي عسكري يعمل في مبنى قيادة محور تعز. كما أقدم مسلحون من عملاء العدوان على اغتيال الشاب هشام عبدالسلام، أحد أبناء حي الجحملية، من خلال إطلاق النار عليه في منطقة "صينة". وطبقاً لسكان محليين فإن مسلحي المرتزقة قدموا إلى باب محل بيع الملابس الجاهزة الذي يعمل فيه الشاب هشام عبدالسلام، وباشروه بنيران أسلحتهم حتى أسقطوه مضرجاً بدمائه، ثم لاذوا بالفرار رغم أن المحل يقع بالقرب من قسم شرطة منطقة صينة، التي يسيطر عليها عملاء العدوان. والمجني عليه طالب جامعي في كلية الحقوق بجامعة تعز، سبق وأن تعرض لتهديدات من قبل فصائل المرتزقة، كونه من أبناء الجحملية، معقل أنصار الله. من جهة أخرى قامت مجاميع مسلحة من العملاء بسرقة مبنى مكتب الصحة بمنطقة الدرن، الواقعة تحت سيطرة مسلحي حزب الإصلاح. وطبقاً لمصادر طبية، فإن المبنى توجد فيه مستودعات لأجهزة الكمبيوتر تابعة لمكتب الصحة وبعض المنظمات الدولية بالإضافة إلى مولد كهرباء كبير سعره 20 مليون ريال والكثير من الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة. كما نشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمبنى محكمة شرق تعز الواقعة في حي الجمهوري الذي يسيطر عليه مسلحو تنظيم القاعدة، وقد تم نهب جميع محتويات المبنى، بما في ذلك النوافذ والأبواب والمكاتب وحتى أسلاك الكهرباء تم نزعها من وسط الجدران.
