تخيم أجواء التوتر على مدينة تعز- مركز المحافظة- وتحديدا الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للعدوان السعودي، إثر تزايد التصفيات والاغتيالات والاشتباكات المسلحة بين تلك الفصائل وبشكل أكثر بين مسلحي الإصلاح والسلفيين. سكان محليون في منطقة باب موسى "مركز كتائب أبو العباس السلفية" أبلغوا "اليمن اليوم" أن اشتباكات مسلحة شهدتها المنطقة مساء أمس الأول "السبت"، بين مسلحين من كتائب أبو العباس وقسم شرطة باب موسى التابع للسلفيين وبين آخرين من أتباع العميد صادق سرحان المدعوم من علي محسن الأحمر، وذلك بعد سويعات قليلة من وصول قائد كتائب أبو العباس، عادل فارع الذبحاني، إلى المدينة قادماً من الرياض. وأوضح الأهالي أن مسلحين يستقلون طقمين عسكريين تابعين للعميد صادق سرحان هاجموا قسم شرطة باب موسى الواقع تحت سيطرة جماعة أبو العباس "السلفية" وأطلقوا وابلاً من النيران في محاولة منهم إلى اقتحام القسم وتهريب سجناء من عناصر الإصلاح، مشيرين إلى أن المواجهات استمرت بين الطرفين لأكثر من ساعة وانتهت بانسحاب أتباع صادق سرحان بعد وصول تعزيزات لعناصر السلفيين إلى المنطقة. وطبقاً للمصادر فقد أقدمت كتائب أبو العباس الأسبوع المنصرم على اعتقال اثنين من عناصر الإصلاح كانا يستقلان دراجة نارية وحولا اقتحام مركز امتحاني في باب موسى بأسلحة الكلاشنكوف والقنابل الهجومية، الأمر الذي دفع بعد ذلك فصائل الإصلاح إلى اعتقال والد أحد عناصر أبو العباس والتهديد بتصفيته إذا لم يتم الإفراج عن معتقليهم في قسم باب موسى. وآخر الأسبوع المنصرم أقدم مسلحون من أتباع قيادي ميداني للمرتزقة في حوض الأشراف الواقع تحت سيطرة مسلحي الإصلاح ويدعى سعيد عشال، على تصفية القيادي في حزب الإصلاح النقيب محمد الذيفاني، مدير قسم حوض الأشراف، ليقوم مسلحون من الإصلاح باقتحام منزل عشال واعتقاله مع المسلحين التابعين له إثر اشتباكات عنيفة بين الطرفين والعبث بمحتويات المنزل وترويع النساء والأطفال. وزادت في الآونة الأخيرة التصفيات المتبادلة والاشتباكات المسلحة بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي، ومؤخراً أكد قائد عملاء العدوان في تعز والقيادي في حزب الإصلاح المتنقل حالياً بين تركيا وقطر حمود المخلافي بحجم الصراع الدائر بين الفصائل الموالية ل"التحالف".. لافتاً إلى أن مصيره الاغتيال في حال عودته إلى تعز. وقال المخلافي في حوار أجراه معه موقع (العربي) إنه حصل على معلومات وصفها بالمؤكدة بأن طرفاً ما (لم يفصح عنه) في مدينة تعز –مركز المحافظة- يحضّر لاغتياله. تطورات المعارك الميدانية وفي سياق المعارك الميدانية بين الجيش واللجان الشعبية، من جهة ومرتزقة العدوان من جهة أخرى أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ومحلية متطابقة أن المعارك تجددت فجر أمس في الجحملية وثعبات، بعد هدوء استمر طوال ليل أمس الأول، مشيرة إلى أن الجيش واللجان شنوا هجوماً مضاداً على المرتزقة وكبدوهم قتلى وجرحى بينهم قائد ميداني فيما يسمى بكتائب أبو العباس ويدعى صابر العميري. كما تجدد المواجهات في عصيفرة ووادي الزنوج ومحيط اللواء 35 مدرع، بالتزامن مع معارك عنيفة تدور منذ 3 أيام في جبهتي الشقب بصبر الموادم والأقروض بالمسراخ. وفيما تراجع مستوى المعارك بمديرية الصلو بعد سيطرة الجيش واللجان على مناطق هامة شمال المديرية، تطل على مديرية الدمنة، بالإضافة إلى تأمين منطقة الصيار والتقدم نحو المعموق، وسط المديرية، ودحر المرتزقة من تباب جبلية تطل على حيفان، إلا أن المواجهات استعرت ليل أمس الأول في أطراف مديرية حيفان من جهتي المقاطرة وطور الباحة التابعتين لمحافظة لحج. وطبقاً لمصادر محلية فقد تمكن الجيش واللجان من الوصول إلى منطقة البرقة، آخر قرى الأحكوم متجاوزين منطقة الأكبوش الاستراتيجية التي تم تأمينها بالكامل الجمعة الماضية، والتقدم باتجاه رأس النقيل القريب من هيجة العبد والوصول إلى مسافة 3 كيلومترات من الطريق الرئيس الرابط بين محافظتي تعزولحج، والذي يعتبر خط إمداد المرتزقة بالعتاد العسكري والمجندين من محافظتي لحج وعدن. ويتمركز الجيش واللجان حالياً في تبة العنجد والدبعي والخضر والغبيب، وجميعها تطل على المقاطرة وهيجة العبد. وأكدت المصادر إصابة قائد المرتزقة في قطاع الحجرية أمين الأكحلي ومصرع اثنين من مرافقيه خلال المواجهات في أطراف عزلة الأحكوم بمديرية حيفان. وأمس الأول عزز حلف العدوان مرتزقته في التربة، مركز مديرية الشمايتين، بمقاتلين من السلفيين والقاعدة وعتاد عسكري كبير عبر طريق طور الباحة-التربة. وفي السياق تقدمت وحدات من الجيش واللجان الشعبية في مناطق الهجمة والمفاليس والسبد ووادي الدخل المحاذية لطور الباحة، جنوب مديرية حيفان، إثر مواجهات ليلية وقصف مدفعي وبالرشاشات مع مرتزقة العدوان الذين يستميتون لمنع الجيش واللجان من السيطرة على المفاليس والاقتراب أكثر من طور الباحة. وأكدت مصادر "اليمن اليوم" أن تعزيزات عسكرية عبارة عن أسلحة وذخائر ومجندين موالين للعدوان وصلت مساء أمس الأول إلى طور الباحة قادمة من قاعدة العند الجوية. كما شهدت جبهة "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة محافظة لحج، قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش واللجان في منطقة الجريبة، غرب كرش، وبين المرتزقة في حدابة ومدينة كرش، بالإضافة إلى قصف مماثل في أطراف مديرية الوازعية من جهة مديرية المضاربة التابعة لمحافظة لحج. معسكرات للمرتزقة في سامع في غضون ذلك أكدت مصادر محلية أن مرتزقة العدوان في مديرية سامع، غرب مديرية الصلو، خالفوا الاتفاق الموقع من قبل وجهاء ومشايخ سامع بتجنيب المنطقة أي صراع عسكري، مشيرة إلى أن المرتزقة بقيادة شخص يدعى عبدالكريم قاسم قاموا بإنشاء مواقع عسكرية في جبل الرضعة والخلل والتمهيد لنقل المعارك إلى المديرية كما حدث في مديرية الصلو. غارات جوية من جهته واصل طيران العدوان السعودي، أمس، غاراته على مناطق متفرقة في محافظة تعز. وأبلغ "اليمن اليوم" مصدر أمني بمديرية المخا، أن الطيران المعادي استهدف المديرية صباح أمس ب6 غارات منها غارتين استهدفت ما تبقى من جسر مفرق جبل النار، و4 غارات على القطاع الساحلي والكورنيش. ومساء أمس الأول، استشهد مواطنان اثنان في غارة استهدفت سيارة مدنية بمديرية الصلو ضمن سلسلة غارات استهدفت مناطق متعددة في المحافظة وخلفت أضرارا مادية في المنازل والممتلكات العامة والخاصة. ممارسات المرتزقة في الصلو في سياق آخر أصدرت جمعية أبناء عزلة العكيشة بمديرية الصلو، أمس، بياناً استنكرت فيه الجرائم التي يمارسها مرتزقة العدوان بحق أبناء المديرية. وذكرت الجمعية في بيانها الذي تلقت "اليمن اليوم" نسخة منه، أن مجموعات مسلحة منتمية لما يسمى ب"المقاومة" قاموا يوم الجمعة الموافق 5 أغسطس الجاري بالهجوم على المخازن المخصصة لتخزين المساعدات الغذائية المرصودة لأبناء عزلة العكيشة والعبث بمحتوياتها، بالإضافة إلى التهجم والاعتداء على منازل المواطنين وترويعهم وإطلاق النار عليهم. وهو ما أثار الكثير من الرعب والخوف والهلع في صفوف الأطفال والنساء وأبناء العزلة. وأوضح البيان أن مسلحي "المقاومة" قاموا الجمعة الماضي 12 أغسطس الجاري، بالاعتداء على منزل الشيخ حزام حمود عبدالله الصلوي، أحد وجهاء وأعيان مديرية الصلو والعبث بمحتوياته وإرهاب النساء والأطفال الآمنين دون الاكتراث بحرمة المنازل والنساء، وقامت تلك العصابة بإطلاق الرصاص عشوائياً على كل من حاول الحوار أو التفاهم معهم مما نتج عنه إصابات العديد منهم. وبعد أن قاموا بتكسير أبواب الغرف والشقق في كل أدوار المنزل الذي دخلوه بحجة التفتيش والبحث عن الأسلحة ولم يجدوا فيه شيئا سوى أناس آمنين كانوا يستعدون للذهاب إلى الجامع لصلاة الجمعة، قاموا باختطاف الشيخ حزام حمود عبدالله، وأبنائه "معاذ ومحمد" وكلٍّ من (عمر عبدالرحمن علي محمد، عبدالله عبدالحبيب القحطاني، أسامة عبدالباقي شاهر) واقتيادهم تحت إطلاق الرصاص الكثيف إلى جهة مجهولة ولا زالوا حتى هذه اللحظة مخطوفين ولا يعرف ما هو مصيرهم ولا التهمة الموجهة إليهم. ودانت جمعية أبناء عزلة العكيشة التنموية أعمال العنف والقتل والإرهاب التي يتعرض لها المدنيون، داعية العقلاء من قيادات ما يسمى ب"المقاومة" إلى الإفراج الفوري عن المختطفين من أبناء العكيشة، كون الصلو بكل عزلها لزمت خط السلام والحياد خلال الفترة الماضية من الحرب، مؤكدين بأن جميع أبناء الصلو رافضين تماماً لفكرة الدخول في أتون هذه الحرب التي كلفت محافظة تعز الكثير من خيرة أبنائها ومن الأطفال والنساء الأبرياء. يذكر بأن الشيخ حزام حمود الصلوي هو رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمديرية الصلو وأحد أبرز مشايخ المديرية.