ألمح زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي، إلى مرحلة جديدة في معارك ما وراء الحدود، حيث أمسكت قواتنا المسلحة الجيش واللجان الشعبية، بزمام المبادرة وفرضت واقعاً ميدانياً جديداً. وفي إشارة إلى التوغل والسيطرة على مدن رئيسية كخيار أوحد لردع العدوان، طمأن زعيم أنصار الله في خطاب متلفز مساء أمس سكان جنوب مملكة العدوان السعودي، نجران وجيزان وعسير، مؤكداً أن لا شيء يستهدفهم، وأن العداء فقط هو مع النظام السعودي. وخاطب أبناء جيزان ونجران وعسير قائلاً "أنتم أشقاؤنا، ولكم كل الود منا، ونحن نعرف مظلوميتكم من النظام السعودي الذي يشكل عدواً مشتركاً بيننا وبينكم". وتابع: نطمئنكم بأنكم لستم هدفاً لنا، بل نمد أيدينا إلى أيديكم لتحريركم من عدو يمتهنكم ويعاملكم كمواطنين من الدرجة الثانية". ولفت إلى أن النظام السعودي جرف عشرات القرى ومئات المنازل والمزارع في جيزان ونجران وعسير وهجَّر أهاليها وحولها إلى ثكنات عسكرية. وفرضت وحدات متخصصة من الجيش، مسنودة بوحدات متدربة تدريباً عالياً من اللجان الشعبية، واقعاً جديداً في مسرح القتال بجبهات ما وراء الحدود، وظهر الجيش السعودي إزاءها في أضعف حالاته. وضربت عمليات نوعية في نجران التي بات أبطالنا على مشارف مركز الإمارة، بسمعة الجيش السعودي داخلياً وخارجياً، ودفعت بقيادته إلى اللجوء لنقل مرتزقة من أبناء جنوباليمن، فضلاً عن كتائب من البحرين وقطر والإمارات، ومرتزقة أجانب، بل إن سير المعارك أجبر العدو على شن غارات جوية يومية في نجران وجيزان وعسير.. ليتولى دك مواقعه العسكرية وتدمير آلياته الثقيلة بنفسه. وخلال الأشهر الماضية سقطت معظم مواقع العدو العسكرية في نسقه الدفاعي الأول والثاني في نجران وجيزان وعسير.. الأمر الذي سهَّل من دخول مدفعية الجيش واللجان الشعبية خط المواجهة، مشكِّلة تهديدا مباشرا للمدن الرئيسية، فضلاً عن القصف الصاروخي. وأطلقت القوة الصاروخية للجيش أمس صاروخاً بالستياً نوع "زلزال -2" على تجمعات لجنود وآليات العدو السعودي خلف موقع الطلعة الشمالية بقطاع نجران. وقال مصدر عسكري إن العدو حشد قوات في محاولة التقدم لاستعادة موقع الطلعة وما حوله من تباب، الواقعة تحت السيطرة الفعلية والنارية للجيش واللجان. موضحاً أنه وبناء على معلومات استخباراتية وإحداثيات دقيقة، تم استهداف تلك التجمعات بصاروخ "زلزال 2" مؤكداً أن الصاروخ حقق هدفه بدقة. وفي قطاع جيزان استهدفت مدفعية الجيش واللجان المتمركزة في مواقع سعودية سابقة بمحافظة الحرث "الخوبة" تجمعات لجنود العدو خلف موقف المصفق، وحققت إصابات مباشرة، كما استهدفت تجمعات للعدو في موقع العمادية، فيما شن طيران العدوان غارتين على المصفق وغارتين على جبل الدود. وعلى الصعيد الداخلي، دعا زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي إلى تعزيز وحدة الصف كضرورة حتمية للصمود في وجه العدوان وحتى تحرير كل شبر يمني. مؤكداً أنه لا وصاية لأحد على بلادنا، وأن النصر حليفنا عسكرياً واقتصادياً. ولفت إلى ورقة الاقتصاد التي يلعب بها العدوان بعد فشله عسكرياً، قائلاً بأن استهداف البنك المركزي من خلال قرار بنقل عملياته إلى عدن يأتي في سياق استهداف كل الشعب اليمني في شماله وجنوبه. وأضاف: حرصنا منذ البداية على النأي بعمل البنك المركزي، وبالفعل ظل ولا يزال يعمل بحياد تام، حتى أنه يوصل رواتب المرتزقة وهم يقاتلون في متارس العدوان، بل حتى حراسة الفار هادي وعلي محسن تصلهم رواتبهم من البنك المركزي في صنعاء. زعيم أنصار الله دعا في ختام كلمته إلى حملة تضامن مع البنك وتقديم الدعم من رجال المال والأعمال، لإحباط مخطط كبير يعمل عليه العدوان.