في زحام الأحداث ومستجداتها وكل المتغيرات التي تعصف بالبلاد أكانت السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية منها إلاّ أن الفار هادي وبرغم كل تحركاته وما يسعى لفعله يظل المطية الأكبر من بين كل مطايا هذا الكون. بالأمس القريب أصدر الخائن قراراً كان آخر الأوراق التي يحتفظ بها في جعبته العفنة مُعتقداً أنه وبتلك القرارات سيُخضع اليمانيين ويركع قوم سبأ والحميريين، مُعلناً عن نقل المركز المالي "البنك المركزي اليمني" الذي أقر دستور الجمهورية النافذ مكانه في عاصمة اليمن الموحد "صنعاء". وحين نادى عليه أربابه من بني سعود ومن إليهم ركض لاهثاً يستمع ما يودون منه أن يفعله ولمّا جثم بين أرجلهم أمروه بأن يذهب إلى الولاياتالمتحدة ليتسكع في فنادقها كما هو حاله في الرياض ليبحث عن لقاءٍ مع مسؤولٍ غربي وعسكريٍ أمريكي ومخابراتي بريطاني ورئيس منظمة ما ومن استطاع أن يلتقيه وإن كان مراسلاً أمريكيا عاملا في البيت الأبيض - وفي كل لقاءٍ يجمعه بأحدهم يطرح ما أملاه عليه أربابه من أمراء وجحافل آل سعود ويردد اسطوانته التي ملت منه وتشقّقت وانشرخت ألف مرة ومرة حتى أنها ستندثر وهو لا زال يرددها بوجود خطرٍ يحدق باليمن مصدره إيران التي يملك آل سعود الحدود معها وهي أقرب إليها لتدافع عن نفسها منها بدلاً من أن تعتدي على شعبٍ مكافح هو أصل العرب ومنبع العروبة. بلا حياء ومن غير خجل ودون أدنى وجل يتسكع مع نفرٍ ممن يهوون الأموال ويعشقون الثروة والسلطان ليُقنعوا آخرين بأحقية قتل أبناء الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية وتشريد ساكنيه وتهديم بيوت ودور المواطنين فيه. لا يمتلك شيئاً قد يؤهله أن يكون السيد بين قومه والرئيس على أبناء شعبه والحاكم في بلاده، ذلك الواقع الذي لم يؤمن به ومرتزقته فمن فر من البلاد وترك الرئاسة ولم يدافع عن نفسه ومن معه في أوج قوته فلن يستطيع فعل شيء ما دام يقطن في الفنادق المكيفة ويتسكع في شوارعها ويأكل من لحوم أنعامها وليس في يديه شيءٌ يمكن لأحدهم أن يراهن عليه سوى أن يصدر قراراً قد يؤمر بإصداره أو يطلع في مقابلة لن يتمكن من قول ما يود أربابه قوله. وإن أراد هادي أن يكتب مذكراته فسيبدؤها بمسيرة نضاله في سلك العمالة العسكري مع أمه المرضعة له حليب العمالة بريطانيا مُتذكراً مشواره الطويل وكفاحه المرير في ممارسة دعارته التي يهوى ودناءته التي عشقها لكثرة ممارسته لها وبعد سردٍ قد يطول من دون شك ستصل به ذاكرته إلى أيام الاغتيالات والقتل وستعود به صور القتلى التي تلاحقه في كل لحظاته وتطلع عليه كوابيس في منامه، ليروي للأجيال عن بشاعة إجرامه في الحدث الأشهر إجراماً بين "زمرة، وطغمة" في المجزرة الدموية التي لن ينساها أبناء اليمن قاطبة "13 يناير"، ولمّا ينتهي من رواية المجزرة التي كان له اليد الطولى فيها سيمر حتماً بذكرى هروبه الشهيرة وخيانته التي كان البعض يظنها الأولى في صيف 94م وكيف وصل إلى صنعاء العاصمة وما الذي كان يرتديه وأي الطرق عبرها حتى وصل ومن هم الجنود الذين كانوا في استقباله ومن الذي كلفه الرئيس صالح ليوفر له بضع بدلات وعدداً من الجاكيتات وما يُعرف لدينا جميعاً باسم "الشيلان، المعاوز". سينتهي هادي من تلك الذكريات وإن غاب حقده سيتذكر فضائل الرئيس الصالح عليه وتفضل الرئيس وكرمه وحسن ضيافته وكيف جعل منه شيئا رغم أنه الكائن الهلامي الذي لا يمكن له أن يكون إلا مطية يمتطيها الممتطين ليتفادوا أن يصيبهم أذى يفقدهم طهارتهم للصلاة. وسينتهي المطية مذكراته بالخيانة الأعظم والأكثر حقارةً في التاريخ كله حين يعترف أنه من استجلب العدوان على شعبٍ رشحه ومواطنون ائتمنوه وسيكون مستحقراً أعظم إن قال أنه لم يكن يعلم بالعدوان إلا حين شاهد ذلك في إحدى القنوات بعد أن فر من صنعاء إلى عدن ولما دمر عدن وأدخل جماعاته وعناصره الإرهابية إليها فر إلى عاصمة أعداء اليمنالرياض ووصل إلى أحضان أربابه آل سعود وحينها سيؤكد لنا جميعاً أنه المطية الأولى والوحيدة في العالم أجمع التي لن يتفوق أحدهم عليه إن أراد أن يكون مطيةً كما هو..!