دق تحالف العدوان السعودي آخر مسمار أمس في التسوية بجريمة (إبادة جماعية)، بقصف مباشر على صالة عزاء مكتظة بالمئات من قيادات الدولة والمؤتمر الشعبي العام والمشايخ والشخصيات الاجتماعية ورجال أعمال حضروا لتعزية وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان في وفاة والده الشيخ المناضل علي بن علي الرويشان. غارتان متتاليتان نفذهما طيران العدوان السعودي على الصالة الكبرى بشارع الخمسين في أمانة العاصمة الساعة الثالثة عصراً، أعقبهما بثالثة على جموع المسعفين والناجين من الغارتين الأوليين. لتعيد للأذهان جريمة تفجير مسجد دار الرئاسة خلال أزمة 2011م والتي استهدفت رئيس الجمهورية حينها الزعيم علي عبدالله صالح، وكبار قادة الدولة والمؤتمر الشعبي العام، وكان الهدف الأساسي القضاء على كيان الدولة ككل. أكثر من 140 شهيداً و540 جريحاً حصيلة أولية للجريمة وفق ما أكدته وزارة الصحة مساء أمس، على رأس الشهداء أمين العاصمة اللواء عبدالقادر هلال، ورئيس الدائرة الاقتصادية للمؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالله المخلافي. ولا يزال المئات من قيادات الدولة وشخصيات اجتماعية في العناية المركزة معظم حالاتهم حرجة المجلس السياسي: أبشروا بالرد وأكد المجلس السياسي الأعلى أن هذا العمل الإجرامي لن يمر دون رد يشفي صدور اليمنيين إزاء الظلم والطغيان الذي يتعرض له في ظل صمت وتواطؤ المجتمع الدولي. ودعا المجلس السياسي الأعلى أبطال الجيش واللجان الشعبية لدراسة واستخدام كل الوسائل والخيارات المتاحة للرد علي هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، مؤكداً ثقته المطلقة بأنهم سيمرغون أنف العدو في كل الجبهات، وأن اليمنيين ليس من شيمتهم الغدر، وإنما سيأخذون حقهم وجهاً لوجه من عدوهم أينما كان، وكل مخابئ الأرض لن تحميه من بأس وقوة اليمنيين وقد حولتهم جرائم العدوان النكراء إلى براكين من الغضب. وحمَّل المجلس السياسي الأعلى مجلس الأمن مسئولية صمته كما حمل الأممالمتحدة ككل مسئولية استمرار القتل والإجرام اليومي من قبل تحالف العدوان السعودي بحق أبناء شعبنا. وحدد المجلس السياسي الأعلى شارع الستين الجنوبي أمام مقر الأممالمتحدة بالعاصمة صنعاء مكانا للاحتشاد في المسيرة الجماهيرية "براكين الغضب" وذلك في الساعة العاشرة من صباح اليوم. ودعا المجلس السياسي الأعلى أبناء الشعب اليمني إلى الخروج في المسيرة الجماهيرية الحاشدة، غضباً لشهداء الصالة الكبرى، ودفعاً نحو إشعال الأرض ناراً تحت أقدام الغزاة والمحتلين، وتنديداً بالحرب العالمية على اليمن، وتضامناً مع البنك المركزي في مواجهة العدوان. داعش يفجر مجالس العزاء بعبوات وآل سعود بF16 المؤتمر: إرهاب دولي موجه ضد الإنسانية عامة وأكد المؤتمر الشعبي العام أن هذه الجريمة التي يندى لها جبين الإنسانية تؤكد للعالم أجمع الصلة الوثيقة بين تنظيم (داعش) الإرهابي الذي يتبنى تفجير مجالس العزاء بالعبوات والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، وبين تفجيرها بصواريخ الF16. وقال المؤتمر في بيان: تعد هذه الجريمة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدوان السعودي بحق الشعب اليمني منذ مارس العام 2015م، وهي جريمة إرهاب دولي موجه ضد الإنسانية عامة، وتجاوزت تصنيفات جرائم الحروب المرتكبة ضد الإنسانية في القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وهي بذلك تعد تفوقاً إجرامياً غير مسبوق في تاريخ الحروب القديمة والحديثة. وأضاف: هذه الجريمة تؤكد مجددا أن نظام آل سعود الإجرامي المتخلف وبما بحوزته من أسلحة دمار شامل، بات يُشكِّل خطراً حقيقياً ليس على اليمن وشعبه وجيرانه فقط، وإنما على شعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، وعلى السلم والأمن الدوليين. وقال المؤتمر إنّ المجتمع الدولي وفي مقدمته منظمة الأممالمتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية، باتوا مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى، ليس بإدانة هذه الجريمة والعمل على محاكمة مرتكبيها فحسب، وإنما بإعادة صياغة القوانين الدولية وجرائم الحروب وجرائم الإبادة الجماعية، وعقوباتها، وبما يتواكب مع حجم التطور الإجرامي لنظام آل سعود، كما أنها تكشف بوضوح دموية وصلف هذا العدوان الذي تتعرض له اليمن الأرض والإنسان، وإمعانه في استهداف أبناء الشعب اليمني، في انتهاكات صريحة وواضحة لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها تلك المنظمة للحروب. وعبر المؤتمر الشعبي العام في ختام البيان عن ثقته في قدرة المجلس السياسي الأعلى وكافة القوى الوطنية والجيش واللجان الشعبية، على الرد المناسب على هذه الجريمة وغيرها من جرائم العدوان السعودي، ويدعو المؤتمر الشعبي العام كوادره وأنصاره في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء إلى التوجه للمستشفيات والتبرع بالدم والإسهام في إنقاذ الجرحى كلّ حسب استطاعته. الوفد الوطني: كفاية وقال الوفد الوطني المفاوض إن جريمة الإبادة الجماعية هذه تؤكد للرأي العام المحلي والدولي وكافة الأسرة الدولية أن دول العدوان غير جادة في مساعي السلام، بل وتقف بصلافة أمام أي حلول ممكنة، ولا ترغب سوى في قتل الشعب اليمني وتركيعه وإخضاعه وفرض خيار الاستسلام كخيار وحيد أمامه، لكن هيهات فالشعب اليمني ليس في قاموسه (الاستسلام) مهما قدم من تضحيات في سبيل عزته وكرامته. وأضاف في بيان له أن هذه المجزرة المروعة التي تأتي ضمن سلسلة طويلة من المجازر والجرائم للعدوان السعودي الأمريكي إنما يقدم من خلالها المعلم الأول والأب الروحي لداعش والقاعدة نموذجا عمليا وحيا عن جرائمه التي ملأ بها المنطقة والعالم خدمة للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف تمزيق الأمة وتفتيتها وتدمير كياناتها، كما تعتبر تجسيدا فعليا وواقعيا لجرائم داعش والقاعدة التي تستهدف الجميع دون تفريق أو وازع أو ضمير. وحمل الوفد الوطني الأممالمتحدة مسئولية ما يحصل، مؤكداً أنه لولا الصمت المزري لما تجرأ آل سعود على ارتكاب جرائم إبادة جماعية. ودعت وزارة الصحة العامة والسكان المواطنين الذين يحملون فصائل دم نادرة سالبة، التوجه لمستشفى السبعين وبنك الدم للتبرع لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين الذين يحملون نفس الفصائل جراء غارات طيران العدوان على الصالة الكبرى. وأشار بيان صادر عن الوزارة، إلى أن مستشفيات أمانة العاصمة بحاجة إلى التبرع بهذه الفصائل لإنقاذ الجرحى. طالبوا أدوات العدوان بسرعة تحديد موقفهم مشايخ خولان ومأرب: العدوان يرص صفوفنا أكد مشايخ وأعيان قبائل خولان أن ارتكاب هذه الجريمة في مناسبة عزاء أحد مشايخ القبيلة الشيخ علي بن علي الرويشان لا يستهدف قبائل خولان وإنما هو استهداف لكافة القبائل اليمنية كونه استهدف في الأساس العرف اليمني. وقال الشيخ عبده بن علي الغادر، عضو الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام وأحد الناجين من المجزرة أنه سيكون هناك موقف قوي لكل قبائل اليمن قاطبة، فالعدوان أباح دماء كل اليمنيين وليس خولان وكما استهدف عزاء آل الرويشان سيستهدف مناسبات مماثلة هنا وهناك، وقد استهدف مراراً وتكراراً، وما عرس سنبان ومجزرة المخا عنا ببعيد. وأضاف ل"اليمن اليوم": العدوان وضع اليمن كله هدفاً عسكرياً، وعلينا أن لا ندين جرائمه وإنما رص الصفوف لردعه. وعن نجاته من المجزرة قال إن القصف أتى بعد خروجه بدقائق وكان لا يزال في البوابة الخارجية. من جهته طالب الشيخ عبدالله حنتس، شيخ مشايخ بني جبر أدوات العدوان في الداخل تحديد موقف واضح من هذه الجريمة التي استهدفت في الأساس مناسبة عزاء لقبيلته (خولان). وقال حنتس في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": يعجز اللسان عن وصف ما حصل فهي جريمة (إبادة جماعية) لم يفكر حتى الكيان الصهيوني في ارتكاب مثلها، وعلى أدوات العدوان كبار قادة المرتزقة من الفار عبدربه منصور هادي إلى علي محسن إلى أصغر واحد تحديد موقفهم من الجريمة وإلا فهم المسئولون المباشرون. وأضاف: لقد استهدف العدوان بهذه الجريمة وبشكل مباشر قبائل خولان بشكل خاص كونها صاحب المناسبة، وقبائل اليمن عامة، وهو بما يفعل إنما يدق آخر مسمار في نعشه ويدعونا للنكف القبلي لرفد الجبهات. وفي السياق أكد الشيخ عبدالله مجيديع –أحد كبار مشايخ مأرب- أن العدوان قطع آخر شعرة سلام بجريمة نكراء غير مسبوقة في تاريخ البشرية، ستدفع اليمن حتما لتعزيز جبهات الصمود والقصاص منه عاجلاً أم آجلاً. وأضاف: لا أعتقد أن يمنياً حراً لم يهتز ضميره جراء هذه المجزرة. @@@@@@ في إطار صحيفة لندنية: التحالف يقضي على نفسه وقالت صحيفة (رأي اليوم) اللندنية إن المعلومات الأولية تفيد بأن هذا القصف المتعمد جاء بسبب اعتقاد لدى التحالف في الرياض بأن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وزعيم حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي والسيد صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى كانوا من بين الحاضرين، وهذا لا يشكل أي مبرر للقصف. وأضافت: حتى ولو كان هذا الاعتقاد صحيحاً فإن هذا لا يبرر ارتكاب هذه المجزرة والتي ستكون نتائجها عكسية على التحالف، كونها ستعمق حالة الغضب والنزعات الثأرية لدى اليمنيين جميعاً، كما أنه مخطئ من يعتقد أن قتل هؤلاء لو تم سيدفع اليمنيين للاستسلام، بل سيزيد من عزيمتهم ومقاومتهم للعدوان. وحملت الصحيفة اللندنية النظام السعودي مسئولية المجزرة تماماً مثلما تتحمل مسئولية مجازر أخرى استهدفت أعراساً ومستشفيات ومعامل لتعبئة المياه ومزارع دواجن وأبقار. التحالف الديمقراطي: منعطف خطير وقالت أحزاب التحاف الوطني الديمقراطي إن هذه الجريمة البشعة تمثل منعطفاً وتصعيداً خطيراً في هذا العدوان وتكشف عن الفشل الذريع والسقوط المدوي لأطرافه في كسر إرادة الشعب اليمني والنيل من صموده وثباته، ومحاولاته التغطية على هذا العجز والفشل بقصف المدنيين والمنازل وحتى صالات العزاء. واستهجن التحالف الوطني -في بيان صادر عنه- الصمت الدولي المخزي وفي مقدمته الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إزاء الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن، متهماً المبعوث الدولي للأمم المتحدة لليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد بتوفير الغطاء السياسي والدولي لتحالف العدوان السعودي لارتكاب مجازره في اليمن. داعياً -في هذا الصدد- المجلس السياسي الأعلى وكافة القوى والتيارات الوطنية إلى سرعة إصدار قرار فوري بوقف لكل أشكال التفاوض مع العدوان وأدواته من المرتزقة وإعلان حالة الحرب والنفير العام في مواجهة العدوان السعودي واتخاذ كافة الإجراءات المترتبة على هذا التصعيد الخطير. المستشفيات التي استقبلت الشهداء والجرحى 1 - مستشفى الثورة- 13 شهيداً و 90 جريحاً 2 - مستشفى الإسراء- 15 جريحاً 3 - المستشفى اليمني الألماني- 100 جريح 4 - مستشفى الشرطة- 3 شهداء و35 جريحاً 5 - المستشفى العسكري- 8 شهداء و40 جريحاً 6 - مستشفى 48- 55 جريحاً 7 - المستشفى الجمهوري- 7 شهداء و100 جريح 8 - المستشفى الأهلي- 7 جرحى 9 - مستشفى القدس- 3 شهداء و 104 جرحى