أكدت منظمة الصحة العالمية أن المزيد من حالات الإصابات بالكوليرا سجلت في العاصمة صنعاء، وسجلت الأممالمتحدة أول ظهور لحالات الكوليرا الجمعة الماضية. وشدد خبيرا الطوارئ والوبائيات في مكتب منظمة الصحة العالمية بصنعاء الدكتور أحمد علي قائد، والدكتور عمر صالح، أمس أن الوضع الوبائي في اليمن حرج جدا، في ظل ما تعانيه الصحة اليمنية من مشاكل كثيرة في التمويل والموارد البشرية، وخروج نصف المراكز الصحية عن الجاهزية. وقال الخبران في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمقر المنظمة إن عدد حالات الكوليرا المكتشفة حتى اليوم هي 11 حالة فقط في منطقة شعوب بأمانة العاصمة، وتم عزلها وأخذ عينات من مياه المنطقة لمعرفة من أين انتشر المرض، ونفيا تسجيل أية حالة إصابة بالكوليرا في أي محافظة يمنية أخرى حتى اللحظة، وأن ما يتم التبليغ عنه من حالات والبالغة 143 حالة كانت إسهالا معويا حادا ولا علاقة له بالكوليرا. وأوضحا أن منظمة الصحة العالمية ومكتبها في اليمن تتبعا الوضع الصحي عن كثب منذ بدأت الأزمة اليمنية، كون الوبائيات تنتشر في وضع الأزمات، وقامت خلال الأيام الماضية بتقديم المحاليل والأدوية اللازمة للسيطرة على الكوليرا. وأشادا بقدرة واحترافية جهاز الترصد الوبائي اليمني، والذي قالا إنه يعد من أكثر الأجهزة احترافا في المنطقة، حيث تمكن من اكتشاف الكوليرا بسرعة قياسية، في الوقت الذي لا تتمكن بعض الأجهزة من اكتشافها إلا بعد 3 آلاف حالة إصابة. إلى ذلك ناقش اجتماع في وزارة الصحة العامة والسكان التحديات التي تواجه القطاع الصحي جراء العدوان والحصار على بلادنا، واستعرض الاجتماع الذي شارك فيه ممثلو المنظمات الدولية والمحلية العاملة في المجال الصحي في اليمن معاناة المستشفيات ومحدودية الموارد في مواجهة الكوارث والأحداث التي كان آخرها استهداف العدوان لمجلس عزاء في الصالة الكبرى بصنعاء، وراح ضحيته المئات من الشهداء والجرحى. وتطرق الاجتماع إلى آلية التنسيق بين الوزارة والمنظمات الدولية والمحلية، لمواجهة التحديات التي يمر بها القطاع الصحي في بلادنا، والاستعدادات لمواجهة الأوبئة المعدية والجائحات، خصوصا بعد أن وصلت الوزارة إلى مرحلة صعوبة الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية، وفقا لتأكيد القائم بأعمال وزير الصحة العامة والسكان، جراء استهداف المرافق الصحية، فضلاً عن الحصار الخانق، ما يتطلب وقفة جادة، خاصة من منظمة الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية لدعم القطاع الصحي في اليمن ".