صالح يطلب من مجلس الأمن السماح له بالمشاركة في مراسيم العزاء بفقيد النضال الثوري والأسطوري كاسترو، ويستحيل أن يستجيب مجلس أمريكا للطلب.. أتعرفون لماذا؟ ليس لأن صالح يقع تحت طائلة عقوبات تمنع سفره! أبداً ومن يرى ويحلل بهذا فهو غير موفق في تحليله وانصحه بمعرفة السبب الحقيقي لذلك ! تعالوا نحلل ونتعمق بأسباب الطلب وعدم الاستجابة له ! أولاً : يرى صالح والراسخون في السياسة أن فيدل كاسترو رمز ثوري عظيم مقاوم للهيمنة الإمبريالية الأمريكية في العصر الحديث واليمن اليوم تعاني من هذه الهيمنة التي دعمت وشاركت وشرعنت الحرب عليه من داخل واشنطن نفسها.. ولهذا فتعظيم كاسترو احتقار لأمريكا وسياستها في العالم وهي رسالة من صالح! ثانياً: كل من يشارك في مراسيم العزاء يضمر الاحتقار للسياسة الأمريكية ويُقر ببطولة وفوز فيدل كاسترو على التسلط والحصار الأمريكي البغيض. ثالثاً: طلب صالح يدل على أن قرار منع السفر لا يحمل أي صبغة قانونية ولا يرتكز على أي مسوغات أو أدلة تجيز إصدار هكذا قانون وأشك أنه رأى النور! رابعاً : طلب صالح يدل على ثقته بنفسه فإذا استجابوا لطلبه انفضحوا وهذا يدل أن القرارات ارتجالية وعشوائية ولا تستند إلى قيد قانوني.. وإذا رفضوا فهذا يدل على ضعفهم وخوفهم من مواجهة العقالات الخليجية والثوب الأحمري الذين سيسارعون لطلب استرداد أموالهم! خامساً: طلب صالح يكشف للشعب اليمني زيف العملاء ومن حرض وأقر هذا الحظر فالرجل يقول أنا ما عندي مشكلة من السفر لكن الهيمنة الأممية وأحادية القرار والتوجه تخضع للغطرسة الأمريكية وهذه إرادتها... فإذا كان صالح مشكلة فلماذا يمنعون المشكلة من مغادرة مكانها حتى تزول المشكلة تماماً! سادساً: طلب صالح يكشف للعالم حجم التعنت والصلف والحقارة الأممية فكيف يُمنع رئيس دولة سابق حكم ثلاثا وثلاثين سنة في وطنه وجعل شعبه المسلح يخوض الانتخابات الديمقراطية الرئاسية والنيابية والمحلية عدة دورات في وطنه، وخاضوا انتخابات المحافظين أيضاً ورسخ التعددية الحزبية في وطنه وحرية الصحافة والكلمة، فإذا كان هذا نهج صالح فأي قانون أممي يمنع رئيسا هكذا نهجه، وأي مواصفات رئاسية يريدونها للرئيس بعد هذا ! لاشك أنهم لا يريدون نشر الديمقراطية في العالم العربي كما ينعقون وشروطهم في رئاسة شعوبه هو أن يكون الرئيس أو الملك منبطحا دنبوعا يجيد النوم والأكل ودخول الحمام فقط. إذاً لماذا تكذب راعية الديمقراطية على شعوب العالم! الزعيم لم يخزن ب"قات قوي" كما يعلق بقلق أصحاب التواصل الاجتماعي ويرون أن طلبه السفر يعرضه للخيانة الأمريكية وعليه أن لا يتخذ مواقف أو طلبات كهذه مستقبلاً وهذا رأي جماعات مواقع التواصل الاجتماعي والأحرى بهم أن لا يقلقوا أبداً فصالح لم يطلب من النظام السعودي السماح له بأداء فريضة الحج حتى يخافوا ! الزعيم هو الكاسترو العربي والمناضل اليمني الصلب والأيام كل يوم تثبت هذا ولو كان خضع لأمريكا إبان حكمه كما تحب لظل حاكماً علينا كما يحب بل كان يراوغ ويرفض السياسة الأمريكية كما نعلم، وإذا وجد ضغوطاً منهم فإنه ينحني لها فقط مجرد انحناء بسيط لا نكاد نراه لكنه لم يركع ولم ينبطح لسياستهم.. وعندما غادر السلطة وقبل أن يخطو بقدمه الأخرى خارجها كان القوم كلهم قد ركعوا وانبطحوا تماماً للسياسة الأمريكية الصهيوسعودية إصلاحهم والطالح دون أي ضغوط أو ربما بالإشارة فقط.