نقل البنك المركزي وانقطاع الراتب هي القنبلة الذرية التي ألقاها العدوان عقب تشكيل السلطة السياسية الوطنية، متوقعاً أن اليمنيين سيعلنون الاستسلام في نهاية الشهر، ليكتشفوا أن اليمني يموت واقفاً ولا ينحني. كان الشعب عند مستوى التحدي، ويبقى أن تكون حكومة الإنقاذ عند مستوى التحدي، وتستميت في توفير المرتبات لأولئك المستميتين في الصبر على انقطاعه. أقل ما نقدمه لأبطالنا في جبهات القتال، ولأبطالنا في جبهات حماية الأمن، ولأبطالنا في المؤسسات التعليمية، وغيرها من المؤسسات المدنية، هو ألا يتضور أبناؤهم جوعاً. نعرف قساوة الأوضاع الاقتصادية، ولكن رئيس الحكومة قال إنه تم جمع أربعمائة مليار ريال، ونصف هذا المبلغ يكفي لتعزيز جبهة الصمود بصرف راتبين لجميع موظفي الدولة العسكريين والمدنيين، وفي النصف الثاني من المبلغ ما يكفي لتوفير بقية متطلبات المعركة. صرف المرتبات أولوية في هذه المعركة، لا تقل أهمية عن توفير السلاح للمقاتلين في الجبهة، وهو التحدي الحقيقي، إن لم يكن أكبر التحديات التي ووجهت بها الحكومة منذ ولادتها، والتغلب عليها هو معيار نجاح الحكومة الوحيد.